Al Bayan

السودان.. الأوضاع الإنسانية تتفاقم مع استمرار المعارك

استمرار الحرب يفاقم معاناة السودانيين من الجوع

جددت الأمم المتحدة تحذيراتها من تفاقم الأوضاع الإنسانية جراء تصاعد الصراع، مع تفشي الأمراض وارتفاع معدلات سوء التغذية، وأكدت أن حوالي 3.4 ملايين طفل دون سن الخامسة معرضون بشدة لخطر الإصابة بالأمراض الوبائية، فيما تواصلت لليوم السادس المعارك العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالعاصمة الخرطوم، حيث يسعى كلا الطرفين لإحكام السيطرة عليها، فيما لا تزال منطقة المُقرن القريبة من وسط الخرطوم هي أسخن نقاط المواجهة بين المتقاتلين.

وفي السياق قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان (أوشا)، إن السودان يعد الآن من بين البلدان الأربعة الأولى في العالم التي تعاني أعلى معدلات انتشار سوء التغذية الحاد العالمي، مع تفشي لأمراض متعددة بما في ذلك الكوليرا والملاريا وحمى الضنك والحصبة والحصبة الألمانية، ولفت إلى أن حوالي 3.4 ملايين طفل دون سن الخامسة معرضون بشدة لخطر الإصابة بالأمراض الوبائية، وحذرت (أوشا) من أن تدهور الوضع الغذائي في السودان يعرض الأطفال لخطر أكبر.

وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن 70-80 في المائة من المرافق الصحية في المناطق الأكثر تضرراً من النزاع، مثل الجزيرة وكردفان ودارفور والخرطوم، ونحو 45 في المائة من المرافق الصحية في أجزاء أخرى من البلاد، أصبحت الآن بالكاد تعمل أو مغلقة.

وتقدر المنظمة الدولية للهجرة أن هناك الآن 10.9 ملايين نازح داخلياً بمن في ذلك النازحون قبل وبعد اندلاع الصراع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، وقد نزح حوالي 8.1 ملايين شخص داخل البلاد منذ اندلاع الصراع ولجأوا إلى 9058 موقعاً في جميع ولايات السودان الثماني عشرة، بينما عبر حوالي 2.2 مليون شخص إلى البلدان المجاورة فارين من الصراع في السودان.

ميدانياً، قال شهود عيان إن أعمدة دخان كثيفة تصاعدت من عدة اتجاهات بالعاصمة الخرطوم، شملت محيط سلاح الإشارة في مدينة بحري، ومنطقة المقرن الاستراتيجية قرب جسري السلاح الطبي والفتيحاب، إلى جانب منطقة السوق العربي مركز العاصمة، إضافة إلى أحياء الصحافة وجبرة في محيط سلاح المدرعات التابع للجيش جنوبي الخرطوم، إذ دارت صباحاً معارك عنيفة استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة.

ويحاول الجيش السوداني من خلال عملية هجومية كبيرة التوغل إلى داخل مدينة الخرطوم، بينما تتصدى قوات الدعم السريع لإعاقة أي تقدم للجيش يمكن أن يفقدها السيطرة على المواقع الاستراتيجية وسط الخرطوم بما في ذلك القصر الجمهوري ومقار الحكومة الاتحادية.