في وقت تتقارب واشنطن مع موسكو، وتسعى وتضغط على أوكرانيا من أجل وقف الحرب، تتخذ دول أوروبية وازنة سياسة أكثر تشدداً تجاه موسكو، بل وتصدر عنها إشارات محورها احتمالات الحرب أو التعرض لهجوم روسي.

صحيفة «ديلي ميل» البريطانية ذكرت أمس، أن خبراء أمنيين نصحوا البريطانيين بتحضير «حقيبة نجاة» تكفيهم 72 ساعة، تحسباً لـ«هجوم روسي» قد يؤدي إلى انقطاع واسع النطاق في التيار الكهربائي، وتخريب محتمل للبنى التحتية الحيوية، لا سيما خطوط أنابيب الغاز.

ونقلت الصحيفة عن خبراء تحذيرات من احتمال أن تعمد روسيا إلى استهداف أنظمة الطاقة عبر أعمال تخريبية تشمل خطوط الغاز الممتدة من النرويج إلى بريطانيا، والتي تشكل نحو 40 % من إمدادات الغاز في البلاد عبر خط «لانغليد».

وقالت الصحيفة إن على البريطانيين تجهيز حقيبة بقاء طارئة تحتوي على مياه شرب، أدوية أساسية، مصباح يدوي، راديو يعمل بالبطارية، سكين سويسري، مستندات رسمية، وأطعمة غير قابلة للتلف تكفي لثلاثة أيام. ويأتي التحذير البريطاني في وقت تصاعدت الخطابات الغربية حول تهديدات روسية «محتملة».

تدريبات ضخمة

ألمانيا التي تتخذ مواقف متشددة إزاء روسيا، يتكرر فيها التحذير بين الحين والآخر من «تهديد» روسي محتمل.

صحيفة «بيلد» قالت أمس، إن الجيش الألماني سينظم في سبتمبر المقبل مناورات عسكرية ضخمة بمشاركة قوات من حلف «الناتو»، وفق سيناريو افتراضي حول «هجوم روسي محتمل» على أوروبا.

المناورات التي تحمل اسم «ريد ستورم برافو» ستبدأ في 25 سبتمبر، بمشاركة 800 ألف جندي، وتستمر 3 أيام.

وأوضحت «بيلد» أن الهدف الرئيسي للمناورات هو اختبار قدرة «الناتو» على نقل القوات بسرعة إلى دول البلطيق وبولندا. وتشمل خططاً لتقديم الإسعافات الطبية الطارئة، وإجلاء الجرحى، واستخدام المروحيات فوق سماء هامبورغ.

يأتي ذلك بعد تصريحات لوزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس الذي دعا إلى الاستعداد لحرب محتملة مع روسيا.

ردع أم سلام؟

وشهدت الأسابيع الماضية جدلاً أوروبياً بشأن نشر قوات أوروبية في أوكرانيا، تحت عناوين تتراوح بين «حفظ السلام» و«الردع»، الأمر الذي اعتبرته موسكو في كل مسمياته مشاركة أوروبية مباشرة في الحرب.

إمكانية نشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا ناقشها أمس، رئيس أركان الدفاع البريطاني، توني راداكين، في كييف مع نظيريه الفرنسي والأوكراني، وفقاً لما نقلت وكالة سبوتنيك عن وزارة الدفاع البريطانية التي قالت إنه «في إطار الجهود التي تبذلها المملكة المتحدة لبناء تحالف الراغبين لضمان سلام دائم في أوكرانيا، التقى رئيس أركان الدفاع، الأدميرال السير توني راداكين، بنظيريه الأوكراني والفرنسي في كييف». وأضافت: «ناقش رئيسا الأركان هيكل وحجم وتكوين أي قوة طمأنة مستقبلية في أوكرانيا».

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صرّح في أعقاب قمة باريس لـ«تحالف الراغبين» في 27 مارس، بأن عدداً من ممثلي التحالف يخططون لإرسال «قوات ردع» إلى أوكرانيا.

صحيح أن دولاً أوروبية تشعل ضوء التحذير الأحمر بشأن الحرب مع روسيا، إلا أن مراقبين ومحللين يستبعدون أية حرب بين روسيا والغرب، طالما أن أمريكا ليست معنية بها.

الأمين العام لحلف «الناتو»، مارك روته، قال السبت إن دول الحلف تنتج من الذخيرة في سمة ما تنتجه روسيا في ثلاثة أشهر فقط. وأضاف لشبكة «سي بي إس» التلفزيونية إنه مع عتبة الإنفاق الدفاعي البالغة 2 % من الناتج المحلي الإجمالي، فإن التحالف لن يكون قادراً على الدفاع عن نفسه في السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة.