سقط عشرات القتلى والجرحى في قصف إسرائيلي على غزة، أغلبهم في بيت لاهيا شمال القطاع، وفيما حملت السلطة الفلسطينية، الإدارة الأمريكية مسؤولية الهجوم بإعطائها إسرائيل الغطاء السياسي، دعا الأردن وقطر المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات فورية لإنهاء الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في شمال القطاع.

وقال مسعفون وسكان، إن عشرات الفلسطينيين سقطوا بين قتيل وجريح في قصف إسرائيلي استهدف مبنى سكنياً متعدد الطوابق في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة، أمس، وهو مبنى تقطنه ست عائلات على الأقل.

وقال الدفاع المدني الفلسطيني، إن نحو 70 ساكناً كانوا يقيمون في تلك البناية، لكن المكتب الإعلامي لحركة حماس في قطاع غزة قدر عدد من قتلوا بأنه 72.

وأفاد الجيش الإسرائيلي، بأنه نفذ عدة ضربات خلال الليل على أهداف في بيت لاهيا وأنه بذل كل الجهود الممكنة لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين. وأظهرت لقطات مصورة لموقع الضربة السكان وهم ينتشلون جثثاً من تحت كومة ضخمة من الركام ومنازل مجاورة متضررة من الضربة بعضها لحقت به أضرار جسيمة.

وذكر بيان لحركة الجهاد، أمس، أن مقاتلين فجروا مركبة عسكرية إسرائيلية خلال اشتباك في بيت لاهيا، فيما لم يصدر تعليق من إسرائيل بعد في هذا الصدد.

وفي وقت لاحق، قال مسعفون نقلاً عن سكان في خان يونس جنوب قطاع غزة، إن ضربة إسرائيلية قتلت 5 فلسطينيين مهمتهم مرافقة شاحنات المساعدات التي تدخل القطاع، مضيفين إن ضربة أخرى على مدينة غزة أودت بحياة رجلين.

كما لفت مسعفون، إلى أن ضربة جوية إسرائيلية قتلت 10 على الأقل في مخيم البريج في وسط القطاع إثر سقوط صاروخ على منزل، كما قتل أربعة آخرون في مخيم النصيرات المجاور.

كما أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، مقتل أحد جنوده في معركة شمال قطاع غزة. وقال الجيش، إن الجندي القتيل من كتيبة نحشون (90) التابعة للواء كفير.

تحميل مسؤولية

بدوره، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن السلطات الإسرائيلية تترجم الدعم الأمريكي العسكري والمالي والسياسي المتواصل على شكل مجازر إبادة جماعية يذهب ضحيتها العشرات من الأطفال والنساء كما حدث في بيت لاهيا، وغيرها من مدن قطاع غزة، إضافة إلى مواصلة الاعتداءات على مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية.

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية، عن أبو ردينة قوله: نحمل الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن استمرار هذا الهجوم الدموي، جراء إعطائها السلطات الإسرائيلية الغطاء السياسي للإفلات من العقاب، وتحدي قرارات الشرعية الدولية، وآخرها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاص بتطبيق فتوى محكمة لاهاي، بوقف العدوان وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

خطوات فورية

على صعيد متصل، دعا وزيرا خارجية الأردن وقطر، المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات فورية لإنهاء الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في شمال قطاع غزة. وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية، إن الوزيرين أيمن الصفدي.

والشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الذي يزور عمّان، بحثا استمرار التعاون في إيصال المساعدات إلى غزة، وأكدا ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي خطوات فورية لإنهاء الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في شمال غزة نتيجة عدم سماح إسرائيل بدخول المساعدات إليها.

كما أكدا استمرار دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ورفض أي محاولة للانتقاص من دورها. وأكد الوزيران استمرار العمل المشترك لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية.