قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين لوكالة ريا نوفوستي للأنباء اليوم الأربعاء إن الخط الساخن الخاص للطوارئ بين الكرملين والبيت الأبيض والذي أنشئ بعد أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 غير مستخدم حاليا.
يذكر أنه بدأ تشغيل الخط الساخن "واشنطن – موسكو"، المخصص للاتصال المباشر بين قادة الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، في 30 أغسطس 1963.
كان الدافع وراء إنشائه أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، التي كانت أقرب لحظة في التاريخ لوصول البلدين إلى حافة حرب نووية.
جاءت الفكرة الأولى لإنشاء نظام اتصال مباشر بين موسكو وواشنطن من الحكومة السوفيتية عام 1954، بعد الحرب الكورية التي شاركت فيها القوتان.
خشي القادة السوفييت أن يؤدي أي صدام مباشر بين القوات السوفيتية والأمريكية إلى حرب نووية، فاقترحوا إنشاء خط اتصال مباشر يسمح بمناقشة الحوادث الخطيرة فور حدوثها.
لكن المبادرة لم تلقَ اهتمامًا جادًا من الولايات المتحدة، وفشلت المفاوضات في جنيف عام 1958 في تحقيق أي تقدم.
استغرق الأمر خمس سنوات حتى بدأت واشنطن النظر بجدية في الاقتراح.
خلال أزمة الصواريخ الكوبية، أدركت الولايات المتحدة الحاجة إلى آلية اتصال أسرع، إذ استغرقت 12 ساعة لفك شفرة رسالة مكونة من 3000 رمز أرسلها الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف.
لذلك، رأت واشنطن في الخط الساخن وسيلة لتسريع تبادل الرسائل والاستجابة الفورية للأزمات، وهو ما ساهم في حل الأزمة عبر مفاوضات مباشرة بين قادة البلدين.
وافق الاتحاد السوفيتي على الفكرة، وفي 20 يونيو 1963، تم توقيع اتفاقية ثنائية في جنيف لإنشاء نظام اتصال مباشر يهدف إلى تقليل خطر نشوب صراع نووي.
كان الخط الساخن في بدايته يتألف من شبكتين محميتين: الأولى شبكة تلغرافية عبر كابل تحت البحر يمتد من واشنطن عبر لندن، كوبنهاغن، ستوكهولم، وهلسنكي وصولًا إلى موسكو، والثانية شبكة راديوية احتياطية تمر عبر طنجة في المغرب.
نصت الاتفاقية على أن تتحمل الدولتان تكاليف تشغيل الشبكة بالتساوي، وأن يقتصر استخدام الخط على حالات الطوارئ.
في عام 1985، أضيفت تقنية الفاكس إلى النظام، وفي عام 1991 أصبح بإمكان قادة البلدين التحدث مباشرة عبر الهاتف.
حاليًا، يمثل الخط الساخن نظام اتصالات شاملًا يتيح تبادل الرسائل النصية والفورية والبريد الإلكتروني والمكالمات الصوتية.
أُرسلت أول رسالة اختبارية عبر الخط في 30 أغسطس 1963، وكانت جملة باللغة الإنجليزية تحتوي على كل حروف الأبجدية وأرقامها.
ورد الجانب السوفيتي بوصف شعري لغروب الشمس في موسكو، باستخدام الحروف الكيريلية.
أول استخدام فعلي للخط كان في نوفمبر 1963، للإبلاغ عن اغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي.
خلال حرب الأيام الستة بين العرب وإسرائيل عام 1967، تبادل الطرفان 20 رسالة عبر الخط لتجنب أي مواجهة بحرية بين الأسطولين السوفيتي والأمريكي في البحر المتوسط.
في حرب الهند وباكستان الثالثة عام 1971، استخدم الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون الخط لتنسيق المواقف.
في عام 1979، استخدم الرئيس جيمي كارتر الخط لإدانة دخول القوات السوفيتية إلى أفغانستان.
في 1986، لجأ الرئيس رونالد ريغان إلى الخط الساخن إثر اعتقال الصحفي الأمريكي نيكولاس دانيلوف بتهمة التجسس.
خلال الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، استخدم الخط لمناقشة القضية مع الجانب الروسي.
رمز الحرب الباردة
تحول "الهاتف الأحمر" إلى رمز للحرب الباردة، وعلامة على أول اتفاق ثنائي بين القوتين لتجنب خطر الحرب النووية.