تتزايد المؤشرات على قرب الهجوم الذي يستعد الجيش الإسرائيلي لتنفيذه على إيران، رداً على إطلاقها حوالي 180 صاروخاً باليستياً على إسرائيل في الأول من الشهر الجاري، حيث يعزو مراقبون تأخر هذا الرد إلى مشاورات أمريكية إسرائيلية حول حجمه وأهدافه، في ظل ما تجاهر واشنطن بخشيتها منه، وهو التدحرج نحو حرب إقليمية شاملة، وهو أمر تتوقعه صحيفة «نيويورك تايمز»، حيث قالت أمس، إن الضربة الإسرائيلية يمكنها-إذا حدثت- أن توسع الصراع الإقليمي، ونقلت أمس، عن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، قوله إن الهجوم الإسرائيلي سيكون «قاتلاً ودقيقاً ومفاجئاً»، في إعادة لنفس الوصف في تصريح سابق.

تتحدث الصحيفة عن أربعة عوامل محتملة قد تكون وراء تأخر الرد الإسرائيلي، مشيرة إلى المحادثات بين إسرائيل وإدارة بايدن بشأن طبيعة الهجوم ومداه، ووصول نظام الدفاع الجوي الأمريكي «ثاد»، والأعياد اليهودية، من دون أن تستبعد العامل المتعلق بالانتخابات الأمريكية المقررة في الخامس من الشهر المقبل.

تسريب الوثيقتين

وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) نفت إجراء تحقيق مع أي من موظفيها بشأن تسريب وثيقتين استخباراتيتين أمريكيتين سريتين الأسبوع الماضي تتضمنان صوراً للأقمار الصناعية تعرض الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية للهجوم المحتمل على إيران، وتقدمان نظرة للقلق الأمريكي بشأن الخطط الإسرائيلية، الأمر الذي ألمح إليه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمس بقوله «من المهم أن ترد إسرائيل على هجوم إيران عليها بطرق لا تؤدي إلى تصعيد أكبر».

قلق أمريكي

وبمعزل عن صحة الوثيقتين من عدمه، تنقل «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أمريكيين قولهما إن إسرائيل أبلغت إدارة بايدن أنها ستتجنب ضرب مواقع نووية ومنشآت نفطية في إيران، وتركز على أهداف عسكرية. وترى الصحيفة أن هذا «الخيار» - إن حدث - من شأنه أن يقلل من احتمالية الحرب الشاملة.

وفي خضم تهيئة الأجواء، ربما لقرب الهجوم، قال غالانت، إن العالم سيدرك ما قامت به إسرائيل من استعدادات بعدما تضرب إيران. بالمقابل، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن إسرائيل ستتلقى «رداً صارماً في حال ارتكابها أي أخطاء ضد بلادنا»، مضيفاً: «نسعى إلى منع انتشار التوتر والصراع في المنطقة».

ومن مدينة قازان الروسية، نقل موقع «روسيا اليوم» عن بزشكيان تحذيراً من أن إسرائيل لم تبقِ للإيرانيين «خياراً غير الرد عليها». وأضاف: «نعتقد أن الحرب تعيق تنمية الدول، لذلك فإننا نسعى بكل حزم إلى منع انتشار التوتر والصراع في المنطقة». وبين تهديد بالرد، وتهديد بالرد على الرد، يترتب على «الضابط» الأمريكي تحديد السقف الذي يمنع الانزلاق إلى لهيب يخرج عن السيطرة، ولا تريده واشنطن، وفق كل الشواهد.