بينما تشير استطلاعات الرأي إلى تنافس شديد في السباق نحو الفوز بالرئاسة الأمريكية بين كامالا هاريس ودونالد ترامب، بدأت بعض صناديق التحوط ومديري الأموال في وول ستريت اتخاذ مراكز تجارية قد تُحقق عوائد إذا نجح دونالد ترامب الانتخابات المقبلة.
ورغم أن استطلاعات الرأي لا تزال تظهر سباقًا متقاربًا، إلا أن التغير في المعنويات انعكس على الأسواق في الأسابيع الأخيرة، ما زاد من قيمة الأصول التي يُعتقد أنها ستستفيد من فوز الجمهوريين، وفقا لـ وول ستريت جورنال.
فعلى سبيل المثال، ارتفعت أسهم شركة GEO Group المشغلة للسجون الخاصة بنسبة 21% في أكتوبر، في طريقها لتحقيق أفضل شهر منذ 2022، (تأسست السجون الخاصة في ثمانينات القرن الماضي لتعويض النقص في الأسرّة بالسجون الفيدرالية وسجون الولايات، وتدفع الحكومة الأمريكية لشركات إدارة السجون الخاصة مقابل كل سجين). بينما زادت أسهم شركة Riot Platforms الخاصة بتعدين البيتكوين بنسبة 34%.
يقول دان لوبي، مدير صندوق التحوط، إن فوز ترامب أصبح أكثر احتمالًا، حيث أضافت شركته "Third Point" التي تبلغ قيمتها 11 مليار دولار، مراكز مالية يمكن أن تستفيد من ذلك، عن طريق شراء الأسهم.
وقال في رسالة موجهة للمستثمرين: "نعتقد أن الرسوم الجمركية المقترحة في سياسة 'أمريكا أولاً' ستزيد من التصنيع المحلي، وإنفاق البنية التحتية، وأسعار بعض المواد والسلع".
من جانبه، قام مارك دودينغ، كبير مسؤولي الاستثمار في RBC BlueBay Asset Management، بتكثيف تداولاته المرتبطة بفوز ترامب منذ نهاية سبتمبر، حيث يراهن دودينغ على أن الدولار سيقوى وأن منحنى العائد في الولايات المتحدة سيتسع، ما يعني أن أسعار الفائدة طويلة الأجل ستزيد أكثر من أسعار الفائدة قصيرة الأجل.
تشير جميع هذه الرهانات إلى اعتقاد دودينغ أن أجندة ترامب ستؤدي إلى زيادة التضخم، ويرجع ذلك بشكل كبير إلى الرسوم الجمركية.
وقد تعهد ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 20% على السلع المستوردة، وأكثر من 60% على السلع من الصين. ويقول الاقتصاديون إن زيادة التكاليف غالبًا ما تُمرر إلى المستهلكين.
في الأسبوع الماضي، سافر دودينغ من لندن إلى الولايات المتحدة للقاء صانعي السياسات، وقال إنه "أُعجب بمستوى الثقة بين الجمهوريين أكثر مما توقعت".
تُظهر استعدادات بعض المستثمرين للتداول في الانتخابات تحولا عن الأسابيع القليلة الماضية، حينما كان الكثيرون يرون أن السباق لا يزال متقاربًا، وركزوا بدلاً من ذلك على أسعار الفائدة والأرباح. ولكن مع زيادة احتمالات فوز ترامب، أصبحت الانتخابات أولوية أكبر.
ويقول ثيموس فيوتاكي، رئيس قسم الاستراتيجيات العالمية في باركليز: "من العدل تمامًا القول إن الانتخابات أصبحت محركًا أكبر للأسواق". ويربط الانخفاضات الأخيرة في اليوان الصيني والبيزو المكسيكي بزيادة زخم ترامب، خاصة بعد تصريحاته حول فرض رسوم بنسبة 200% على المركبات المستوردة من المكسيك.
ومع اقتراب يوم الانتخابات، يُعبر المستثمرون عن استعدادهم التام لأي تغييرات في الديناميات التنافسية، مع توقع العديد منهم لمفاجآت محتملة في 5 نوفمبر أو بعده، خصوصًا إذا تم الطعن في النتائج أو حدثت تأخيرات في العد.
قال فينير بهانسالي، مؤسس صندوق التحوط "LongTail Alpha": "النهج بالنسبة لنا هو، ما الذي لم يُسعّر في السوق؟" حيث ساعدته هذه الرؤية في تحقيق مكاسب في 2016.
وفيما يخص الاحتمالات، يُتوقع أن تُسجل الأسواق مكاسب أكبر في حال فوز هاريس، مشيراً إلى أنه قام مؤخرًا بشراء خيارات صعودية تعود عليه بالفائدة إذا ارتفعت الأسهم بعد الانتخابات.
على الرغم من ذلك، يبدو أن بعض مديري الأموال يتبنون نهجًا أكثر حذرًا. حيث أشار جون كابليس، الرئيس التنفيذي لشركة "PivotalPath"، إلى أن العديد من صناديق التحوط قد تتجنب القيام برهانات كبيرة قد تعرض مكاسب هذا العام للخطر، خاصة مع ارتفاع المؤشر الذي يُظهر أن صناديق التحوط حققت عوائد بنسبة 8.3% حتى سبتمبر.
وفي ظل الظروف المتغيرة، يبدو أن الأسواق على أعتاب مرحلة مثيرة، حيث يتعين على المستثمرين التنبه لأي تحولات غير متوقعة.