استطلاعات الرأي في الانتخابات الأمريكية  قد تعطي فكرة عن الاتجاهات العامة للناخبين، لكنها ليست دائماً مؤشراً دقيقاً أو مضموناً للفوز بالرئاسة، فعلى سبيل المثال أخفقت استطلاعات الرأي في توقع فوز دونالد ترامب بالرئاسة عام 2016 وبالغت في تقدير هامش فوز جو بايدن في 2020.

وتشير استطلاعات الرأي للانتخابات الرئاسية لعام 2024 إلى تعادل المرشحة الديموقراطية للبيت الأبيض كامالا هاريس ومنافسها الجمهوري دونالد ترامب، لكن الخبراء يقولون إن استطلاعات الرأي غير دقيقة ومعقدة.

ولا يتمتع ترامب أو هاريس منهما بميزة إحصائية في استطلاعات الرأي الوطنية، التي لا تعكس سوى التصويت الشعبي.

فقد أظهرت استطلاعات الرأي الوطنية التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز وكلية سيينا وشبكة" سي إن إن"  يوم الجمعة تعادلا حقيقيا: 48-48 في المائة في صحيفة نيويورك تايمز، و47-47 في المائة في شبكة سي إن إن، وكلاهما بين الناخبين المحتملين.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة وول ستريت جورنال أن ترامب حصل على 47 في المائة وهاريس على 45 في المائة.

وتشير هذه الاستطلاعات إلى تحولات، وإن كانت طفيفة للغاية ولا تزال ضمن هامش الخطأ، في اتجاه ترامب على مدى الأسابيع القليلة.

ولكن الخبراء يؤكدون أن هذه الاستطلاعات ليست مؤشراً دقيقاً أو مضموناً للفوز بالرئاسة وتلعب عوامل عدة في التأثير على دقتها.

ففي عام 2020، كانت استطلاعات الرأي الرئاسية تتنبأ بشكل غير مفهوم بفوز الرئيس جو بايدن بأكثر من ثلاث نقاط مئوية من هامشه النهائي، حيث يعتقد البعض أن الوباء تسبب في انخفاض مشاركة الاستطلاعات وفشل في تعزيز دعم ترامب، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال ، نقلاً عن لجنة من خبراء استطلاعات الرأي.

وفي عام 2016، كان من المتوقع على نطاق واسع فوز هيلاري كلينتون باكتساح ولايات "الجدار الأزرق" الرئيسية مثل ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن ، لكن ترامب تفوق عليها في جميع الولايات الثلاث، وخسرت بسهولة.

ولكن استطلاعات الرأي في انتخابات التجديد النصفي لعامي 2018 و2022 كانت دقيقة نسبيا ، مما زاد من تعقيد فهم منظمي استطلاعات الرأي للعوامل المؤثرة.

والآن عادت المخاوف بشأن استطلاعات الرأي مع استمرار التقارب بين المرشحين، مع مخاوف الجانبين من أن أرقام استطلاعات الرأي غير الصحيحة ، حتى "خطأ منهجيًا صغيرًا في استطلاعات الرأي"، قد تؤدي إلى تحريف النتائج بشكل غير متوقع، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.

وهناك عدة عوامل تؤثر على دقة الاستطلاعات مثل:

اختلاف نسب المشاركة

ليست كل المجموعات تتجه للتصويت بنفس الوتيرة، وقد تكون هناك فجوات بين ما يُقال في الاستطلاعات وما يحدث فعليًا في يوم الانتخابات.

التوزيع الجغرافي للناخبين

نتيجة النظام الانتخابي في الولايات المتحدة، يتم احتساب الأصوات على مستوى الولايات، وليس التصويت الشعبي الإجمالي. لذلك، قد يفوز مرشح بالأغلبية في الاستطلاعات على المستوى الوطني، لكنه يخسر السباق بسبب خسارته في الولايات الرئيسية.

تأثير اللحظات الأخيرة

تؤثر الأحداث الكبيرة غير المتوقعة على ميول الناخبين في الأيام الأخيرة قبل الانتخابات، وقد تغيّر النتائج بشكل كبير.

الناخبون المترددون والمستقلون

قرارات الناخبين المترددين والمستقلين قد تكون متغيرة حتى اللحظة الأخيرة، مما يجعل من الصعب التنبؤ الدقيق.