تشتد المنافسة في السباق الرئاسي الأمريكي بين كامالا هاريس ودونالد ترامب خاصة في الأمتار الأخيرة التي تفصلهما عن موعد الحسم، واتخذت أشهر الصحف الأمريكية موقف الحياد وعدم تأييد أي مرشح في حين أعلنت أخرى صراحة وقوفها بجانب مرشح بعينه ما يعكس حالة الاستقطاب الكبرى والانقسام الواضح على الساحة الأمريكية.

واشنطن بوست

واتخذت صحيفة واشنطن بوست قراراً تاريخياً بـ"الحياد الانتخابي" لأنها ظلت طوال 4 عقود تدعم مرشحي الحزب الديمقراطي، وبرر الرئيس التنفيذي للصحيفة وليام لويس القرار بأنه عودة إلى الجذور بعدم دعم أي من المرشحين وهذا يماثل ما اتخذته الصحيفة في انتخابات عام 1960 التي فاز بها جون كينيدي، لكن مارتي بارون، رئيس التحرير التنفيذي السابق للصحيفة وصف الصحيفة بالـ "جبن" الذي سيسقط الديمقراطية.

لوس أنجليس تايمز

وفي صحيفة لوس أنجليس تايمز شكل قرارها بالحياد في الانتخابات أزمة كبيرة للصحيفة أدى إلى استقالة محررين وإلغاء العديد من القراء لاشتراكاتهم.

وكانت هيئة تحرير "لوس أنجليس تايمز" بحسب ابنة مالك الصحيفة نيكا سون-شيونج، أشارت إلى مخطط تفصيلي لاختيار الصحيفة المرشح في السباق الرئاسي، والذي كان بديهياً أن تكون هاريس هي الرئيسة القادمة للولايات المتحدة لكن دعمها المستمر لإسرائيل كان السبب في عدم دعم هاريس، وقام الملياردير في مجال التكنولوجيا الحيوية، باتريك سون شيونج مالك الصحيفة بإلغاء هذه الخطط دون تقديم أي تفسير داخلي أو عام، إذ اعترض بشكل مفاجئ على التأييد المُخطط له لهاريس، وأبلغ هيئة التحرير، من خلال وسيط، أن "لوس أنجلوس تايمز" لن تقدم أي توصيات في السباق الرئاسي.

واتخذت صحف وال ستريت جورنال ويو أس آي توداي ودايلي نيوز وسان جوزي دايلي نيوز نفس الموقف بعدم تأييد أي مرشح في الانتخابات والوقوف على الحياد وذلك انبثاقاً من تاريخها الطويل والممتد والذي لا يدعم أي مرشح.

"نيويورك تايمز"

لكن في المقابل اتخذت صحيفة "نيويورك تايمز" موقفًا حاسمًا بدعمها الصريح لكامالا هاريس كـ "خيار وطني وحيد"حيث اعتبرت دونالد ترامب "أكثر المرشحين عدم أهلية للرئاسة في تاريخ الولايات المتحدة".

كما أعلنت صحف ووسائل إعلام أخرى مثل رولينج ستون، وذا إنكوايرر، وهيوستن كرونيكل وغيرها - دعمها رسميًا لهاريس.

نيويورك بوست

وأعلنت صحيفة نيويورك بوست التي يملكها روبرت مردوخ دعمها لدونالد ترامب من أجل استعادة ترامب البطل للرئاسة.

وتظهر أحدث استطلاعات الرأي التعادل المطلق بين هاري وترامب (التعادل 47 في سي إن إن، والتعادل 48 في نيويورك تايمز، والتعادل 49 في إيمرسون" ما يشير إلى شراسة المنافسة بين المرشحين حتى الرمق الأخير من المعركة الانتخابية.

وتعكس حالة الانقسام بين الصحف الأمريكية من حياد أو انحياز حالة المجتمع الأمريكي وتعقيدات المشهد السياسي، رغم محدودية التأثير في الفترة الأخيرة لوسائل الإعلام ودورها الفاعل في العملية الانتخابية.