شهد التصويت المبكر في الانتخابات الأمريكية إقبالاً تاريخياً، حيث صوت 67,915,504 أشخاص، تفوقت النساء فيه في المشاركة على الرجال، ما يعكس احتدام الصراع بين دونالد ترامب وكاملا هاريس قيل يومين من معركة الحسم.

النساء يتفوقن

وبحسب استطلاعات رأي تفوقت النساء على الرجال في المشاركة في التصويت المبكر بنحو 10 نقاط مئوية - وهو الاتجاه الذي تراه حملة كامالا هاريس والديمقراطيون سبباً للتفاؤل .

لكن حملة المرشح الجمهوري دونالد ترامب تصر على أنها غير قلقة، وتجادل بأن الفجوة هي ببساطة نتيجة لبقاء الناخبين الذكور الديمقراطيين في منازلهم حتى الآن.

وبلغت نسبة الناخبين الذين صوتوا مبكراً 53% من النساء، و44% من الرجال، وفقًا لشركة TargetSmart ، وهي شركة مرتبطة بالحزب الديمقراطي تتبع بيانات التصويت المبكر.

ويعد الهامش هو نفسه تقريبًا الذي كان عليه في انتخابات 2020 التي فاز بها جو بايدن، عندما تقارب الفارق في نفس النقطة في التصويت المبكر أيضًا 53% -44%، لكن الديمقراطيين متفائلون لأن النساء - اللاتي تظهر استطلاعات الرأي أنهن يتفوقن على دونالد ترامب بهامش كبير - حافظن على الفارق البالغ 9 نقاط على الرغم من أن الناخبين الجمهوريين شكلوا حصة أكبر من التصويت الأولي هذا العام.

إقبال كبير

ويعد التصويت المبكر هذا العام الأعلى مقارنة بعام 2016 - الذي شهد 47.2 مليون صوت، وعام 2012 -بلغ 46.2 مليون صوت.

أما عام 2020 فكان استثناءً، بسبب تفشي وباء كورونا والإجراءات المتبعة آنذاك، ما دفع أكثر من 101.5 مليون ناخب للادلاء بأصواتهم مبكراً تجنباً للاقتراع في المراكز المزدحمة.

استطلاعات

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن المرشحة الرئاسية الديمقراطية تتقدم بشكل كبير بين أولئك الذين صوتوا بالفعل إما عن طريق الاقتراع الغيابي أو البريدي أو الشخصي:

"أي بي سي نيوز/ إبسوس"

هاريس 62 %

ترامب 33 %

"نيويورك تايمز – سيينا"

59% هاريس

40% ترامب

"سي إن إن"

61% هاريس

36 % ترامب

ومن المثير للاهتمام أن تقدم هاريس ربما يكون أكبر من تقدم وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، التي واجهت ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، ومع ذلك، فإن الأرقام أقل من هوامش الرئيس الأمريكي جو بايدن في استطلاعات الرأي في أواخر عام 2020 عندما تبنى الديمقراطيون التصويت بالبريد وهاجمه ترامب وأقنع أنصاره بعدم القيام بذلك.

الولايات المتأرجحة متعادلة

وفي الولايات المتأرجحة فإن المرشحين متعادلان بنسبة 48% في ولاية بنسلفانيا، التي غالبا ما ينظر إليها باعتبارها الولاية الأكثر أهمية لأنها تضم ​​أكبر عدد من الأصوات الانتخابية (19)، وتتقدم هاريس بنقطة واحدة في ولايتين أخريين من ولايات الجدار الأزرق، ميشيغان وويسكونسن، في حين يتقدم ترامب بشكل طفيف في حزام الشمس: بنسبة 1% في ولاية كارولينا الشمالية و2% في جورجيا وأريزونا، وفي نيفادا، يقل متوسط ​​تفوقه في استطلاعات الرأي عن نقطة مئوية.

ومن بين آخر 321 استطلاع رأي، أظهرت 124 استطلاعاً - ما يقرب من 40% - هامشا بنقطة واحدة أو أقل وكانت ولاية بنسلفانيا هي الحالة الأكثر "إثارة للقلق"، حيث أظهرت 20 من أصل 59 استطلاعا تعادلا دقيقا، بينما أظهرت 26 استطلاعا آخر هامشا أقل من 1%.

جرعة أكسجين لترامب

وبحسب موقع إكونوميك تايمز فإن نتائج أحدث بيانات استطلاع الرأي التي أجراها موقع DailyMail.com/JL Partners تمنح ترامب بعض الأكسجين وتشير بيانات الاستطلاع الذي صدر يوم الخميس إلى أن دونالد ترامب يحظى بدعم 49% بين الناخبين الأميركيين، مقارنة بـ 46% لهاريس، مع هامش الخطأ بلغ 3.1 نقاط.

مخاوف

وتعكس عدة استطلاعات للرأي مخاوف بين الأميركيين من وقوع أعمال عنف بعد الانتخابات أو الدخول في عملية قانونية معقدة لإعلان اسم الفائز، وفي استطلاع لأسوشيتد برس، قال 4 من كل 10 أميركيين إنهم قلقون بشدة من محاولات عنيفة لقلب النتائج وفق موقع الحرة، وفي استطلاع لمركز بيو، قال 7 بين كل 10 إن الانتخابات ستُدار بشكل جيد إلى حد ما على الأقل. وقد تباينت النتائج حسب ميول المستطلعة آراؤهم (9 بين كل 10 من أنصار هاريس و57 في المئة من أنصار ترامب). ويثق 20 في المئة فقط بشدة في أن المحكمة العليا ستكون محايدة إذا تدخلت في تحديد اسم الفائز.

وتظهر البيانات الأولية للتصويت المبكر في الانتخابات الأمريكية أن هناك اهتماماً كبيراً من الناخبين بالمشاركة في العملية الانتخابية، مما يعكس حدة المنافسة بين المرشحين، ويبقى السؤال حول من سيحسم السباق الرئاسي مفتوحاً، وسط توقعات ومخاوف من تداعيات النتائج على الساحة السياسية الأمريكية.