في حياة رجال الأعمال العديد من الرهانات، أو المغامرات الاقتصادية، التي إن أصابت يصعد المستثمر إلى السماء، وإن أخفقت قد ترتد في صدر المستثمر، وتفقده قيمة أسهمه أو ثروته، ويقول رجال الأعمال إن المغامرة هي أساس النجاح، ولكن مغامرة رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك لم تكن اقتصادية وإنما سياسية بالرهان على دونالد ترامب المرشح الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية في الانتخابات التي تبدأ رسمياً غدا، هي مغامرة قد يكون لها الكثير من الآثار السلبية إن أخفق في رهانه.

رمى إيلون ماسك بكامل ثقله على دعم المرشح الجمهوري، وسخر منصته وحسابه الشخصي لدعم دونالد ترامب، كما سخر أمواله أيضاً للإنفاق على حملة الرئيس الأمريكي السابق، ما يجعل المستثمرون في تسلا يتساءلون عن مصير استثماراتهم في حالة فوز المرشحة الأمريكية الديموقراطية كامالا هاريس.

ويتوجه الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع غداً الثلاثاء لاختيار رئيس جديد، ويبدأ المستثمرون بالاعتقاد أن نتيجة الانتخابات ستكون حدثًا قابلًا للتداول لأسهم شركة تسلا، وحول كيفية تحرك سعر الأسهم بعد التصويت إن لم يأتي وفق انحيازات إيلون ماسك.

ووفقاً لتحليلات بلومبرغ فوز دونالد ترامب قد يرفع من قيمة أسهم تسلا، في المقابل، بدأ المستثمرون يتساءلون عما إذا كان فوز كامالا هاريس سيضر بصانعة السيارات الكهربائية.

ويبدو الأمر غير منطقي، حيث جرت العادة أن إدارات الديمقراطيين هي الأكثر دعمًا للتقنيات الصديقة للبيئة، بما في ذلك السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات، وهي الجهات المسؤولة بشكل رئيسي عن تقديم ائتمانات ضريبية للمستهلكين لشراء السيارات الكهربائية وائتمانات للمركبات عديمة الانبعاثات التي تتمكن تسلا من بيعها لشركات تصنيع السيارات الأخرى، قيمة هذه الاعتمادات تقترب من 2000 دولار لكل سيارة كهربائية، ومن المرجح أن تزيد في المستقبل.

ويعتقد ماسك أن دعمه لترامب قد خلق مخاطرة، كتب ماسك يوم الجمعة: "الكثير من الناس ما زالوا لا يصدقونني عندما أقول إن الديمقراطيين سيفعلون كل ما في وسعهم لتدميري إذا فازوا في 5 نوفمبر."

بالطبع، ماسك منفصل عن شركة تسلا، لكن مساهمي تسلا يريدون ماسك على رأس الشركة.

رغم ذلك، فوز ترامب ليس نعمة لمصنعي السيارات الكهربائية. فمن المحتمل أن ينهي الائتمانات الضريبية للشراء. لكن هذا يؤثر على تسلا بأقل قدر ممكن، إذ تمتلك الحجم الكافي لتحقيق الأرباح مع أو بدون الائتمانات، وإذا كانت الحوافز الأصغر تعني تباطؤ نمو السيارات الكهربائية في أمريكا، فقد يعني ذلك أيضًا زيادة في حصة تسلا في السوق في ظل تراجع المنافسة من الشركات التي قد تتراجع عن خططها الطموحة في غياب الدعم الحكومي.

كما يعتقد مستثمرو تسلا أن إدارة ترامب ستعني تخفيف اللوائح على السيارات ذاتية القيادة، تسلا تعتمد بشكل كبير على هذه التكنولوجيا، وتخطط لإطلاق خدمة سيارات أجرة ذاتية القيادة في أواخر 2025.

من المحتمل أن يعني فوز ترامب بولاية ثانية فرض رسوم جمركية أعلى على واردات السيارات، مما "سيستمر في إبعاد اللاعبين الصينيين الأرخص من إغراق السوق الأمريكية على مدار السنوات المقبلة"، كما كتب محلل «Wedbush» دان إيفز في تقريره الأحد.

ومهما كانت نتيجة يوم الثلاثاء، فمن المحتمل أن يكون التأثير النهائي على تسلا أقل مما يخشى أو يأمل المستثمرون، ومع ذلك، من المتوقع أن يؤدي ذلك إلى بعض التقلبات في سعر سهم تسلا.

وبالنسبة للمستثمرين التقليديين، تُعد منصة X، سواء أحبوا ذلك أم لا، مصدرًا مهمًا للرأي حول أسهم تسلا، تراقب الحسابات التي تضم مئات الآلاف من المتابعين أخبار وأحداث تسلا، بما في ذلك الانتخابات المقبلة، عن كثب.

أسهم تسلا كانت تُعتبر "أسهم الشعب"، حيث أن 40% من الأسهم المتاحة للتداول مملوكة للمستثمرين الأفراد، وفقًا لبلومبيرغ، بينما البقية مملوكة للمستثمرين المؤسسيين.

وانخفضت أسهم تسلا بنسبة 2% في تداولات ما قبل السوق يوم الاثنين إلى 243.90 دولار للسهم، في حين كانت العقود الآجلة لمؤشري S&P 500 وDow Jones ثابتة.

ومع بدء تداولات الاثنين، ارتفعت أسهم تسلا بمقدار 50 سنتًا، أو 0.2% منذ بداية العام، متخلفة عن مؤشر S&P 500 بنحو 20 نقطة مئوية، وقد وازن المستثمرون بين تباطؤ نمو مبيعات السيارات الكهربائية والفرص التي توفرها تقنيات القيادة الذاتية.