تواجه المرشحان لمنصب نائب الرئيس الأمريكي الجمهوري جاي دي فانس، والديمقراطي تيم والز في مناظرة جاءت مفاجئة بهدوئها ولباقتها وبخطابات وسطية، متمايزة انشغلت بالقضايا لا الأشخاص، وهو ما يشكل اختلافاً كبيراً عن السائد في المناظرات الحزبية الأمريكية في السنوات الأخيرة، فيما سجل تقدم طفيف لفانس على والز في المناظرة لا سيما ما يتعلق بلغة الجسد.

بدا والز متوتراً في البداية وتعثر مرات عدة، لكنه أظهر ثقة أكبر بنفسه لاحقاً، بينما كان أداء فانس سلساً على مدى المواجهة، وفضّل كل منهما مهاجمة المرشحين للرئاسة.

وكرر فانس تعبير (إدارة هاريس) مرات ومرات ليربط في ذهن المشاهد بين الصعوبات الاقتصادية، وحقيقة أن هاريس لها في البيت الأبيض أربع سنوات نائبة للرئيس جو بايدن.

أما والز فحذر من انتخاب دونالد ترامب مرة أخرى، راسماً صورة قاتمة لما سيكون عليه الحال في إدارة ترامب الثانية، وانتقد سياسات الجمهوريين، مركزاً على أمثلة من مينيسوتا، حيث هو الحاكم، ولكنه عاود مرة تلو المرة العودة إلى ترامب، ونائبه فانس، منتقداً تاريخاً معروفاً لهما من التصريحات الحادة.

لكن مناظرة، أمس، التي أدارتها شبكة «سي بي إس» تركزت على مرشحي الرئاسة، إذ هاجم والز سياسة ترامب على اعتباره مصدر تهديد للديمقراطية وغير مؤهل حسبه لقيادة الولايات المتحدة في الساحة الدولية، بينما ندد فانس بسجل هاريس في ما يتعلق بالاقتصاد والهجرة غير النظامية في ظل إدارة الرئيس جو بايدن.

وفي لحظة مهمة مع قرب انتهاء المناظرة رفض فانس القول إن كان يدعم مزاعم ترامب بأنه فاز في انتخابات 2020 على بايدن.

واتهمه والز، حاكم مينيسوتا، بالامتناع عن الإجابة بشكل «يدينه»، وندد بترامب على خلفية هجمات السادس من يناير 2021 على الكابيتول من قبل أنصار الرئيس السابق.

وقد قطع مايكروفون فانس الذي اكتفى خصوصاً بالدفاع عن ترامب، عندما حاول المشرفون على المناظرة التحقق من صحة معلومات طرحها بشأن الهجرة.

وقال والز: إن الروايات الزائفة التي يروج لها فانس وترامب عن المهاجرين في بلدة سبرينغفيلد في أوهايو «تجرد بشراً آخرين من إنسانياتهم وتشيطنهم».

وانخرط الطرفان في سجال آخر بشأن الإجهاض، وهي قضية أساسية منذ ألغت المحكمة العليا، حيث الغالبية لقضاة اختارهم ترامب، الحق الوطني في الإجهاض عام 2022.

واتهم فانس الديمقراطيين باتخاذ موقف «مؤيد للإجهاض بشكل متطرف جداً»، وبدعم ما وصفها بالقوانين «الهمجية»، ورد والز بالقول إنه «داعم للنساء» فحسب،لكن طغت نبرة قائمة على الاحترام المتبادل على المناظرة التي يرجح بأن تكون الأخيرة قبل انتخابات الخامس من نوفمبر، رغم الخلافات الفكرية العميقة بين المرشحين.

وأكد فانس (40 عاماً) ووالز (60 عاماً) مرات عدة بأنهما يتفقان مع بعضهما البعض وتصافحا في بداية المناظرة ونهايتها، علماً بأن كليهما يشيران إلى أنهما يتحدران من أصول شعبية من وسط الولايات المتحدة الغربي.



تقارب

وأظهر استطلاعان لشبكتي «CNN وCBS» لآراء مشاهدي المناظرة بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس الأمريكي الديمقراطي تيم والز، والجمهوري جي دي فانس، تعادلاً بين المرشحين، وسط غالبية تقول إنهم خرجوا بانطباع إيجابي عنهما بعد المناظرة.

وأجرت شبكة «CBS» التي استضافت المناظرة استطلاعاً فورياً لآراء المشاهدين، وقال 42 % إن فانس فاز بالمناظرة، فيما قال 41 % إن والز فاز بها، فيما رأى 17 % أنهما خرجا متعادلين.

واعتبر 88 % من الناخبين الذين شاهدوا المناظرة أن لهجة ومسار المناظرة كان إيجابياً، و12 % اعتبروه سلبياً.واعتبر أغلبية من الناخبين أن المرشحين والز وفانس كانا عقلانيين، إذ قال 74 % إن والز كان عقلانياً وحججه سليمة، مقابل 65 % لفانس،فيما قال 26% إن والز كان متطرفاً، مقابل 35 % قالوا إن فانس كان متطرفاً في آراؤه.

وكذلك رأت أغلبية أنهما مؤهلان لتولي منصب الرئيس إذا ما كان ذلك ضرورياً، وقال 60 % إن والز مؤهل، مقابل 55 % اعتبروا أن الجمهوري فانس مؤهل.واعتبر 40 % أن والز غير مؤهل، وقال 45 % إن فانس غير مؤهل لتولي منصب الرئيس.



لغة الجسد

ورصد خبراء لغة الجسد في المناظرة، لافتين إلى أن فانس حدَّق مباشرة في الكاميرا، وألقى الرسالة التي فشل ترامب في توجيهها خلال مناظرته الرئاسية مع هاريس، الشهر الماضي، وهي أن الديمقراطيين كانوا في السلطة لمدة أربع سنوات، ولم تتحسن الأمور، ولم تقم إدارة بايدن بتشديد أمن الحدود. وهاجم فانس منافسه بثبات قائلاً:

«إن دونالد ترمب تمكن من تحقيق خفض في التضخم، بينما تواجه أنت مهمة صعبة للدفاع عن السجل الاقتصادي الفظيع لكامالا هاريس، الذي جعل أسعار الغاز والبقالة والإسكان باهظة الثمن للمواطنين الأمريكيين».

في المقابل كان حاكم ولاية مينيسوتا يحدق في فانس أو ينظر إلى أسفل وهو يدون ملاحظات. كانت عيناه مفتوحتين في بعض الأحيان، وفمه ملتوياً في بعض الأحيان، ومرتبكاً في أحيان أخرى.