من جزيرة منسية لم يسمع بها أحد خارج اليمن, ولا يعلم سوى قليلون اين تقع او اي سبيل يؤدي اليها قفزت جزيرة سقطرى اليمنية الى سطح الاحداث والاخبار بشكل مفاجيء, مع تواتر تقارير عن استئجار الامريكيين لها, وتذكر السلطات اليمنية لهذه الجزيرة باعلانها منطقة حرة لاسباب لا احد يعلمها, وبأموال لا احد يدري من اي ستأتي, او من اي بند ستقتطع . ماهي هذه السقطرى المنسية والتي يقال ان سفينة نوح حطت عليها؟ اين تقع؟ من يسكنها؟ كيف هو لونهم؟ ما عاداتهم؟ لماذا (تذكرتها) صنعاء؟ ولاي هدف استأجرتها امريكا...؟ اسئلة كثيرة تلح على الخاطر بشأن اكبر هذه الجزيرة اللغز... هنا محاولة للاجابة على بعض منها. خضعت لاحتلال البرتغاليين والبريطانيين (وتتشبث) بالفطرة:(سقطرى) جزيرة السحرة والامريكان والمنطقة الحرة المساجد تنافس المنازل ... الاشجار لا تقطع والقتل غائب منذ 25 سنة سقطرى - اليمن)عبد الله سعد يقع ارخبيل سقطرى في نهاية خليج عدن باتجاه المحيط الهندي على مسافة 500 كيلومتر من الشاطىء اليمني, ويتألف الارخبيل من اربع جزر تشكل في مجملها اكبر جزيرة عربية منسية. وتبدو الجزيرة وكأنما هي خارجة لتوها من رحم التاريخ , كما ان علاقتها المدنية تبدو محدودة وعلى اضيق الحدود. وهكذا حافظت الجزيرة المنسية على كل مافيها منذ ان حطت فيها سفينة النبي نوح وحافظت على (من كل زوجين اثنين) ... وبقيت شجرة (دم الأخوين) ابرز معالم الجزيرة التي يعرفها البشر في هذا العصر, ومع كل يوم تعلن جزيرة سقطرى للعالم ان من يريد ان يعيش حياة ما قبل التاريخ الميلادي فليزر سقطرى, وان من يريد ان يسيطر على مداخل الملاحة البحرية في البحر الاحمر والسيطرة على كل ما يتعلق بالملاحة فليستثمر في جزيرة سقطرى بقاعدة عسكرية, الآن تفعل امريكا كل مابوسعها للسيطرة على الجزيرة تحت مسميات الاستثمار واليمن لا تزال في طور مشروع الاعلان عن سقطرى منطقة حرة, لكن لم تبدأ بعد وليس بالامكان اصلاحا وبناء البنية التحتية للسياحة , ولمنطقة حرة, رغم ما يتردد ان اتفاقا جرى بين اليمن وامريكا وقعت بموجبه صفقة ايجار الجزيرة لامريكا لمدة 50 عاما مقابل مبالغ اختلفت الروايات في تحديدها, الا ان اي اعلان رسمي لم يصدر حتى الآن. في سقطرى يطالب السكان بالمركزية الادارية على عكس جميع سكان اليمن الذين يطالبون بالغاء المركزية الشديدة والسبب ان اهل سقطرى يصلون الى صنعاء لمراجعة المؤسسات والوزارات وللمطالبة بمشاريع خدمية, لكنهم يجدون انفسهم امام توجيهات من الوزراء ومدراء المؤسسات تحيلهم لاكمال المعاملة لدى محافظ محافظة عدن فيسافرون الى عدن , ثم يحيلون الاوامر الى صنعاء مرة اخرى وهكذا, والسبب ان سقطرى وحدة ادارية تابعة لمحافظة عدن ... ولذلك يطالبون بالارتباط بصنعاء مباشرة. الجزيرة الهادئة وفي سقطرى على عكس كل مديريات ومناطق اليمن فلم تشهد الجزيرة حادثة قتل واحدة منذ 25 عاما واهلها بدون سلاح, ولاول مرة يدخل السلاح الى يد المواطنين بعد حرب صيف ,94 في صراع حزب الاصلاح وحزب المؤتمر الشعبي. وسقطرى تعيش على الفطرة , وابرز اعرافها عدم قطع الاشجار نهائيا؟ ويتم الاحتطاب من الاشجار والاغصان التي تكسرها الرياح! واهل سقطرى يحبون الاغتراب نتيجة الحاجة, ويتنافسون على بناء المساجد دون المنازل, وتتنافس الاحزاب الواردة اليها من نظام التعددية , فدخلها اهل سقطرى متجاوزين كل حتميات التاريخ ومراحله. سقطرى في التاريخ جزيرة سقطرى معروفة منذ القدم برغم ان الباحثين لم يتوصلوا حتى الان الى تاريخ الاستيطان البشري الاول فيها فعالم الاثار د. بوكسهول (بريطاني) اشار الى ان الانسان استوطن الجزيرة منذ القرن الرابع الميلادي من اجل جمع البخور, وهناك من يؤكد استيطان سكان الجزيرة العربية والخليج العربي القدماء, وفي المقابل تشير المصادر الرومانية الاغريقية الى ان معرفة سقطرى كان في العام 300 ق.م. كونها كانت مركزا وموقعا تجاريا وتحديدا ماقبل العصر الاغريقي الروماني اضافة الى كونها مركزا و (ترانزيت) بين مصر والهند, واطلق عليها الهنود قديما اسم (دويبة سكحدار) , جزيرة النعيم بالسنسكريتية. وتطرق الباحث علي صالح الخلافي في ورقته البحثية المقدمة الى الندوة العلمية الاولى حول جزيرة سقطرى مارس 1996م الى ان سقطرى شكلت مع الجنوب العربي بلاد (بونت) قديما مركزا تجاريا للبضائع واهمها البخور الذي كان الاقبال عليه اشبه حاليا بالاقبال على (النفط) ويؤيد فرضية الخلافي هذه العالم الروسي ناؤمكين الذي يرى ان سقطرى هي (بلاد بونت) والتي تشمل قديما المناطق الاسيوية والافريقية المحيطة والمجاورة لباب المندب (جنوب البحر الاحمر) بما في ذلك خليج عدن. وذكر الباحث الخلافي ان اربع جماعات من الناس سكنت الجزيرة وهم : السكان الاصليون, الاغريق, الهنود, العرب .. منهم الرعاة , المزارعون, المحاربون, الحرفيون والكهنة وتجار البخور وكان ذلك في القرن الاول قبل الميلاد. وفيما يخص النوع الثاني لسكان الجزيرة ذكر الباحث الانجليزي (ان . اور) حقائق حول الجزيرة اعتبرها من المسلمات منها ان سقطرى كانت مستعمرة اغريقية ومن المحتمل ان الاغريق دفعوا السكان الاصليين لاعتناق النصرانية. في القرن الرابع للميلاد, وحول مدى صحة ذلك حاولت بعثة (اكسفورد) الجامعية في زيارتها للجزيرة عام 1956م الحصول الى اي اثر لتواجد الاغريق لكنها لم تعثر على شيء سوى بعض بقايا نباتات في بلدة تسمى (سوق) وهي العاصمة القديمة لسقطرى كما وعثرت على نشأة اخرى تدل على مستوى التطور الرفيع للسكان القدماء منها طريق قديمة مرصوفة واخرى مبلطة بالاحجار وهما يقعان في الجزء الاوسط من الجزيرة وتؤدي الى حديبو العاصمة الحالية للجزيرة, عثرت بعثة (اكسفورد) ايضا على تجويف طبيعي عميق في الارض في سلسلة جبلية جيرية على شكل دائرة قطرها بحدود ثلاثين مترا والى الاعلى وجدت اطلال بناء حجريا شغلت موضعا دائريا يتحد مع المركز. تاريخ مضطرب وتاريخ الجزيرة القديم مليء بالروايات فيها الحقائق التاريخية وفيها روايات التنجيم .. فالجغرافي العربي محمد مسعودي كتب ان سقطرى كانت قاعدة للقراصنة وهو ما يؤكده الرحالة الايطالي ماركوبولو الذي اشار الى انه كثير من القراصنة يتواجدون في الجزيرة بعد غارات القرصنة وان سكانها من السحرة حيث يستطيعون ارغام السفن على ان (تلقي بنفسها على الشاطىء) حين يريدون نهبها. وسقطرى حسب استنتاج العالم الروسي ناؤمكين هي (سفينة نوح) التي حفظت حتى الان انواعا اثرية كثيرة عالم النباتات والحيوانات التي لا تقدر بثمن للدراسات العلمية من حيث قدمها وارتباطاتها المنشأية مع الانواع الاخرى من مختلف اجزاء الكرة الارضية حسب رأي ناؤمكين. كل هذه الفرضيات والاستنتاجات الاستكشافية لا تعد من الحقائق التاريخية في ظل الكم الهائل والنوعي من الروايات والابحاث السابقة والحالية التي تجريها العديد من البعثات العلمية وبالاخص الاوروبية الى جانب المنظمات الاقليمية والدولية المعنية. لكن يبقى التاريخ الوسيط والحديث للجزيرة بحكم القواسم المشتركة والمتداخلة لدراسات العلماء والرحالة العرب والاجانب هو الاقرب الى الحقيقة الثابتة الى حد كبير وهو ما نستعرضه بايجاز شديد جدا بدءا من القرن الخامس عشر الذي اعتبر العالم والرحالة الايطالي ماركوبولو نهايته (القرن) مرحلة تحول المستوطنين الاغريق والعرب والهنود الى سكان اصليين - سقطريين. وخضعت الجزيرة قبل عام 1507 لحكم سلطان قشن المهرية وبعد هذا التاريخ خضعت للبرتغاليين بعد احتلالهم للجزيرة حتى عام 1511م لتعود مرة اخرى الى سلطنة المهرة. وفي عام 1835م احتلت بريطانيا الجزيرة وبقيت تحت سيطرتها حتى 30 نوفمبر 1967م تاريخ استقلال الجنوب اليمني من المستعمر البريطاني. لكن هذا التاريخ المزمن من الاحتلالات الاجنبية لم يؤثر ابدا على التركيبة اللغوية والثقافة الروحية والفلكلورية لسكان الجزيرة الحاليين حيث ان اللغة السقطرية ماتزال سائدة ولم تدخل عليها اي اضافات خارجية كثيرة ويتحفظ السقطريين على اطلاع الاخرين على اسرار لغتهم , كما انهم حافظوا على انجازهم المدهش كأنما هم يقتصدون بالكلمات وكثيرا ما يكتمون المعاني على حد وصف العالم ناؤمكين الذي نوه مرارا باهمية تعليم وتدريس اللغة السقطرية حتى لا تتعرض مع مرور الزمن الى الاندثار. جزيرة السحرة واكتسبت سقطرى شهرة باسم (جزيرة الارواح) وسكانها كانوا من السحرة حسب شهادات البحارة والرحالة منهم ماركوبولو الذي قال عن سكان سقطرى القدماء بانهم افضل سحرة العالم وذكر نماذج من اسحارهم كارسال الرياح المعاكسة للسفن وارغامها على العودة ايابا, واحداث الرياح والعواصف والكوارث الطبيعية وغير ذلك. وفي فترة زيارة الرحالة الايطالي ماركوبولو الى سقطرى لاحظ سقطريين يقيدون الشخص المتهم بالسحر ويتركونه لمدة ثلاثة ايام بلياليها على تل مرتفع وقيل حينها اذا هطل المطر خلال هذه الفترة على ذلك التل فانهم يقذفونه بالحجارة. وارتبطت مختلف ممارسات السحر بالمطر وهذه ليست بالمصادفة وانما ارتبطت بحياة السقطريين, فالجفاف هدد المواطنين السقطرين بالفناء والموت واعتبروه حسب معتقداتهم عقوبة من الله سبحانه وتعالى والمطر رحمة منه. وذكرت الدراسات العلمية والابحاث التي جرت في الجزيرة عن وجود ما قبل المسيحية والاسلام طقوس سحرية لاستسقاء المطر, كما انتشرت في الجزيرة عبادة القمر وصحب ذلك نحر القرابين واحراق البخور. وما زال حتى الآن الاعتقاد بوجود بعض الكائنات الخارجية المعادية في معظمها للانسان وهو يعد شكل من اشكال الثقافة الروحية للسقطرين اذ مازالوا يتحدثون (حتى سبعينات هذا القرن) عن بعض النساء اللاتي ما كن يقمن بتعقب الناس عند حلول الظلام وافتراسهم. وفي الفلكلور السقطري توجد شخصيات نسائية شؤم تنذر بالسوء منها على سبيل المثال العجوز (يتمامين) التي تصفها الاساطير بانها مخلوق ذو قامة طويلة وانياب كبيرة وهيئة بشعة تلتهم الاحياء, وقد روى جبليون يعيشون في سقطرى وهم من المعمرون لاحدى البعثات الاوروبية انهم يعرفون الموقع الذي دفنت فيه العجوز (يتمامين) ويزعمون ان قبرها بطول قامتين بشريتين. وتنتشر في الجزيرة الى وقت قريب اساطير وحكايات غريبة منها عن حيات تأكل البشر وروايات عن الارواح الطيبة. وحتى عشية استقلال اليمن الجنوبي من المستعمر البريطاني في 30 نوفمبر 1967م تم التنكيل وتعذيب الساحرات المتواجدات بالجزيرة بنوع من القسوة والفظاظة واجريت لهن المحاكمات الشبيهة بمحاكمات القرون الوسطى في اوروبا. وذكر العالم الروسي ناؤمكين وهو مستشرق روسي زار الجزيرة عدة مرات الوصف الذي قدمه العقيد البريطاني أ. سنيل حول المحاكمة التي جرت عام 1955 لاحدى الساحرات مشيرا انه في سقطرى يمكن ان يتهم اي شخص بالسحر وببساطة ويكون الدافع اما الانتقام او الثأر او الكراهية وعلى هذا الاساس كان يقدم كل عام من 15 - 16 شخصا رغم الاعتقاد ان الرجل يمكن ان يمارس الشعوذة والسحر اسوة, بالنساء الا ان العقيد سنيل لم يسمع ابدا ان رجلا واحدا قد قدم للمحاكمة كما هو حال النساء السقطريات. وذكر المستشرق ناؤمكين الطريقة التي تجري محاكمة السحرة, حيث كان يتم عرض المتهمات بالسحر امام زعماء القبائل وكبار القوم وامام السلطان نفسه في وسط مدينة حديبو وكانت تجري للمتهمة عملية الاختبار من قبل شخص يتم اختياره من بين عدد ممن يحضون بالشهرة او الموهبة في طرد الشياطين والارواح الشريرة, ويؤدي القسم بين يدي السلطان, ثم تجري عملية على مراحل بحضور كل سكان المدينة, بدءا بعملية التهيئة وانتهاء بعملية التغطيس في البحر, واذا تم الاقرار والاعتراف بالتهمة فانها تقف امام السلطان لاستماع العقوبة النازلة عليها. يذكر ان العقوبة في الزمن القديم بحق الساحرات هو الاعدام وفي الخمسينات وما بعد فكانت النفي الى خارج الجزيرة عبر اي زورق او باخرة عابرة ويدفع اهل المدينة نفقات النفي ويسمح لها باخذ الاموال المنقولة اما ابناؤها فيبقون في الجزيرة. الاحتلالات المزمنة ان الاطماع الاستعمارية الاجنبية والغربية على وجه الخصوص في احتلال سقطرى بحكم موقعها الجغرافي الهام في نهاية خليج عدن واشرافها على الطريق الملاحي باتجاه القرن الافريقي وغرب المحيط الهندي وما تحويه الجزيرة من امكانيات طبيعية في الموارد لم تقتصر على النوايا والاهداف الآنية بل مثلت عمقا استراتيجيا عسكريا واقتصاديا لكثير من القوى الدولية على مر العصور السابقة وحتى الآن ... فقديما وبالتحديد في يناير 1507 هاجمت القوات البرتغالية مدينة (سوق) عاصمة الجزيرة السابقة بحجة حماية المسيحيين المتواجدين في الجزيرة ودفاعا عن القلعة التي تم بناؤها قبل الغزو لحماية الطرق الى الهند ودارت معركة حامية الوطيس عند اسوار المدينة استخدم فيها البرتغاليون الزوارق والمدافع والاسلحة الاكثر حداثة انذاك, مقابل السهام والحراب التي كانت لدى المدافعين واستطاع البرتغاليون احتلال المدينة والقلعة في نهاية المطاف وقام الغزاة بتحويل مسجد المدينة الى كنيسة لهم واجبروا سكان الجزيرة على دفع التعويضات السنوية من الاغنام والابقار والتمور لكن خميس وعامر ابناء سلطان المهرة قاما عام 1510 بغارة عسكرية على الجزيرة واستطاعوا التغلب على البرتغاليين واجلاكهم عن الجزيرة في عام 1511 وبعد ذلك العام بدأت الشعائر الدينية المسيحية تتراجع وتقلص عدد المسيحيين بعد اسلام بعضهم ومغادرة البعض الاخر الجزيرة الى خارجها. بريطانيا على الخط وبعد جلاء البرتغاليين حكمت سقطرى سلالة السلاطين من المهريين وفي عامي 1834 - 1835م قام الكابتن البريطاني هنيس بامر من شركة الهند الشرقية التابعة للتاج البريطاني بارجاء المسوحات عند الساحل الشمالي للجزيرة بغرض انشاء بعض المنارات والفنارات الارشادية للسفن وانشاء محطة وقود لتزويد السفن المتجهة الى الهند بالفحم الحجري وبعد ذلك رفض السلطان المهري بيع الجزيرة للتاج البريطاني الامر الذي دفع الانجليز لاحتلال الجزيرة بالقوة المسلحة ونتيجة لعدم اهمية المحطة وانتشار وباء الملاريا واحتلال بريطانيا لمدينة عدن غادرت الحامية الانجلو - هندية الجزيرة بعد احتلال دام سنوات قليلة. وفي يناير 1876م عقدت بريطانيا معاهدة مع سلطان سقطرى تنص على دفع الطرف الاول للطرف الثاني مبلغ وقدرة ثلاثة آلاف دولار عربون للمعاهدة و 360 دولارا سنويا مقابل عدم بيع الطرف الثاني او رهنه او اعطائه او السماح باي اسلوب آخر لاي مكان باحتلال ارخبيل جزر سقطرى الاربع عدا الحكومة البريطانية وايضا تنص الاتفاقية ان يضمن الطرف الثاني حماية ركاب وبضائع السفن البريطانية في سقطرى وبتلك الاتفاقية اصبحت سقطرى محمية بريطانية. سقطرى الجنوبية وبعد الحرب العالمية الثانية (1945م) غادرت القوات العسكرية البريطانية الجزيرة لعدم الحاجة الا بعد ان استخدمتها كقاعدة جوية في الحرب وبعد 22 عاما وبالتحديد في 30 نوفمبر 1967م يعلن الجنوب اليمني استقلاله عن المستعمر البريطاني ويعلن جمهوريته المستقلة وسيادته على الجزر اليمنية منها جزيرة سقطرى. وفي نوفمبر 1967م وبعد استلام الجبهة القومية السلطة في جنوب اليمن اصدرت القيادة الجنوبية قرارا بوضع الجزيرة تحت مسؤولية مجلس الوزراء اداريا وماليا وتعيين على ناصر محمد محافظا عليها في اول تشكيل حكومي, لكن تم في يونيو 1969 فصل الجزر اداريا وماليا عن مجلس الوزارة وضمها لمحافظة عدن . ودخلت اليمن الجنوبي بعد ذلك الحين في سياسة الاقطاب الدولية الرئيسية ونهجت خطا سياسيا وفكريا مواليا للقطب الشرقي بزعامة الاتحاد السوفييتي السابق, بدأت سقطرى تحشر بين الحين والآخر في دائرة تداعيات الحرب الباردة بين قطبي الصراع العالمي السوفييتي والامريكي وبالذات في عامي 72 - 1973 عندما اتهمت الدوائر الغربية اليمن الجنوبية السماح للاتحاد السوفييتي السابق, ببناء قاعدة عسكرية له في سقطرى وهو ما نفته القيادة اليمنية الجنوبية في حينه ودعت السفارات والبعثات الاجنبية فيها الى زيارة الجزيرة للتأكد من خلوها من اي قاعدة عسكرية سوفييتية ... واصبحت سقطرى مثار اتهامات واهتمام في نفس الوقت للدوائر الغربية والشرقية حتى قيام الوحدة اليمنية في مايو 90م وسقوط الاتحاد السوفييتي في نوفمبر 1991م. صنعاء تتذكر دخلت سقطرى في دائرة الضوء العالمية مرة اخرى وبالذات بعد الغزو العسكري الاريتري لجزيرة حنيش اليمنية في ديسمبر 95م وعودة الاتجاهات والمشاريع الحيوية للدول الكبرى والمتضمنة السيطرة على الممرات الملاحية الاستراتيجية وعلى وجه الخصوص تلك القريبة من مواقع ابار النفط الرئيسية في العالم. وفي لقاء جرى خلال شهر رمضان الماضي وجمع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وقادة الاحزاب السياسية والمنظمات الجماهيرية والشخصيات الاجتماعية تطرق الداعية عبد المجيد الزنداني رئيس مجلس الشورى لحزب الاصلاح الاسلامي الى جزيرة سقطرى واهميتها الحيوية وحذر القيادة اليمنية من مغبة الاهمال لموضوع الجزر, وقال ان القوات المسلحة الصومالية استطاعت في ذلك الحين من احتلال جزيرة درسه احدى جزر ارخبيل سقطرى وهو ما دفع الرئيس اليمني التي زيارة سقطرى في اول زيارة له بعد الوحدة واعلن من هناك عن قراره باعلان جزيرة سقطرى منطقة حرة. التركيبة الاجتماعية منذ بداية القرن التاسع عشرة بدأت معالم الحياة الاجتماعية بسقطرى تتشكل وتتحول بشكل مضطرد تدريجيا وذلك بسبب التعداد الاسري في كل من الريف والساحل السقطري الى جانب توافد اسر عربية الى الجزيرة قادمة من بعض البلدان العربية المجاورة وفضلت الاستقرار والعيش هناك وهؤلاء الذين ادوا الى زيادة عدد السكان وبدا التعاون والتألف بين هؤلاء القادمين وابناء الجزيرة الاصليين كما جرت عملية التجارة والتبادل السلعي بينهما ولعبت فئة التجار دور الوسيط والتقارب بين فئتي الريف والساحل تحت مظلة البيع والشراء وفي هذا الجانب نشأت في المجتمع السقطرى ثلاث فئات, اجتماعية هي: 1- فئة البدو: التي تعيش وتسكن كهوف الجبال وسهول الجزيرة ويعتبر اللبن هو غداؤهم الرئيسي . 2- فئة الصيادين: ويعيشون على مقربة من سواحل الجزيرة والسمك غذاؤهم الرئيسي. 3- فئة التجار الصغار: ويعيشون بين الساحل ومدن الجزيرة الداخلية. وحول سكان الجزيرة وتوزيعهم نرى ان: تجمع اقل من 500 نسمة المركز حديبو قلنسيه الاجمالي عدد القرى 648 175 823 عدد السكان (نسمه) 16700 4036 20736 تجمع اكثر من 500 نسمة عدد القرى 2 2 4 عدد السكان (نسمة) 3944 2284 6228 ويلاحظ من هذا الجدول الذي اعده الجهاز المركزي للاحصاء فرع مدينة عدن عام 1995م التشتت والتباعد السكاني الواضح في الجزيرة اذ يبلغ اجمالي عدد القرى التي يقل عدد السكان فيها عن 500 نسمة وهو المعيار العالمي المتبع في عملية تحديد فئات الاستيطان والتجمعات السكانية وقياس مدى التشتت السكاني, فقد بلغت القرى 823 قرية في سقطرى موزعة بين مركزي حديبو (العاصمة) وقلنسية المدينة الثانية في الجزيرة بعد حديبو على التوالي 648 قرية و 175 قرية وعدد السكان فيهما 20736 نسمة بمعدل 25 شخص في القرية الواحدة فيما يبلغ عدد القرى التي يزيد السكان فيها على 500 نسمة 4 قرى موزعة بالتساوي قريتين في كل من مركزي حديبو وقلنسية ويبلغ عدد السكان فيهما 6228 نسمة بمعدل 1557 نسمة في القرية الواحدة, ويفسر المحللون هذه الظاهرة لتشتت السكان الى عاملي المناخ والتربة المناسبتين لمعيشة واستقرار السكان. وعلى ضوء المسح الذي اجراه الجهاز المركزي للاحصاء في عدن عام 1985 والخاص بالتعداد الزراعي بالجزيرة توصلت الدراسات الى نتائج اولية هي: عدد الاسر المعيشية بالجزيرة 3208 اسرة اسر ويبلغ اجمالي عدد افرادها (الموجودين في المرجع الزمني للمسح) 18576 فردا بمتوسط 5,6 للاسرة المعيشية الواحدة, وبلغ اجمالي عدد الاسر المعيشية في مركز حديبو 2818 اسرة تمثل 85.2 في المائة من اجمالي عدد اسر الجزيرة وقد بلغ مجموع عدد افراد اسر (حديبو) الموجودة في المرجع الزمني للمسح) ,85 15759 فردا بمتوسط 5.6 افراد للاسرة الواحدة كما هو بالنسبة للمتوسط في الجزيرة اما في مركز قلنسية فقد بلغ عدد الاسر المعيشية بالمركز 490 اسرة تمثل 14.8 في المائة من اجمالي عدد اسر سقطرى وقد بلغ عدد افراد الاسر الموجودة 2817 فرد بمتوسط 5.6 فردا للاسرة الواحدة. وبالنسبة لنوع السكن للاسر السقطرية فقد اظهرت الدراسات عن وجود 2387 اسرة تعيش في مباني مستقله وتمثل نسبة 72.16 في المئة, 1214 اسرة تعيش في مباني مشتركة تمثل نسبة 6.47 في المائة, و 316 اسرة تعيش في عشش كوخية وتشمل نسبة 9.55 في المائة, 374 اسرة تعيش في كهوف الجبال تمثل 11.31 في المائة واسرتين تعشن في خيم تمثل 0.6 في المائة واربع اسر في اماكن اخرى تمثل 0.12 في المائة و 11 اسرة لم يبين نوع السكن, ويتضح من كل ذلك هو تنوع السكن بين المباني المستقلة والعشش والكهوف والخيم واشكال اخرى وان كان نسبة من هم في المباني المستقلة تشكل اكبر نسبة 72.16 في المائة في عموم مدن وقرى الجزيرة.