قاطعت منظمة الحزب الاشتراكي اليمني في محافظة حضرموت المؤتمر العام الرابع للحزب (الدورة الاولى) الذي تبدأ اعماله صباح اليوم في العاصمة صنعاء بحضور 1500مندوب يمثلون منظمات الحزب في اليمن وخارجه. وقالت مصادر قيادية في الحزب الاشتراكي اليمني ان اللجنة المركزية للحزب عقدت دورتها الختامية امس واستكملت كافة التحضيرات لعقد المؤتمر العام صباح اليوم. واكدت المصادر ان اللجنة المركزية تسلمت رسالة امس الاول من منظمة الحزب بمحافظة حضرموت اكدت فيها قرار المنظمة مقاطعة اعمال المؤتمر مع التمسك بعضوية الحزب, وبررت ذلك برفض المكتب السياسي للحزب عدم رفع دعوى قضائية ضد اللواء حسين عرب وزير الداخلية اليمني بشأن اختفاء حسن باعوم عضو المكتب السياسي سكرتير اول منظمة الحزب بمحافظة حضرموت الذي اختفى نهار 27 ابريل 98 عقب مظاهرة سلمية في مدينة المكلا, حيث اطلقت الشرطة الرصاص على المتظاهرين وسقط فيها قتيلان. وقالت الرسالة في النقطة الثانية من مبررات المقاطعة للمؤتمر العام, ضرورة عودة اعضاء المكتب السياسي وقيادات الحزب من الخارج وفي مقدمتهم علي سالم البيض نائب الرئيس اليمني السابق وحيدر ابن ابي بكر العطاس رئيس الحكومة السابق, وهيثم قاسم وزير الدفاع السابق, واخرون من قيادات الحزب المحكوم عليهم بما عرف بقائمة (16 - 1) الشهيرة. وسألت (البيان) مصدرا قياديا في الحزب الاشتراكي عن الموقف تجاه المقاطعة فقال: ان المقاطعة بالمبررات التي وردت في الرسالة ليست كافية وقد جرت مناقشات خلال الاسبوع الماضي في محافظة حضرموت بين اعضاء في المكتب السياسي منهم جارالله عمر رئيس الدائرة السياسية واعضاء المنظمة بحضرموت, وتمخضت عن اختلافات بين اعضاء المنظمة انفسهم الذين رأوا عدم شرعية فصل خمسة اعضاء من عضوية الحزب منهم علي سالم البيض, وحيدر العطاس, وان قيادة الحزب لم تتخذ الموقف الحازم بالمطالبة بعودتهم, واتهموا قيادات في المكتب السياسي بالاسراع بعقد المؤتمر العام (تأجل 13 عاما) بالتعاون مع السلطة. وأوضح المصدر القيادي الاشتراكي لــ (البيان) ان رسالة منظمة حضرموت التي حملها الى اللجنة المركزية سالم الخنبشي عضو المكتب السياسي سكرتير ثان منظمة الحزب بحضرموت, وأعلن عدم موافقته على قرار المقاطعة, ويشارك في المؤتمر وأعمال اللجان, وكذلك سعيد سالم فرج عضو المكتب السياسي الذي يشارك في أعمال اللجان وحضور المؤتمر العام, ويتبنى قرار المقاطعة بعض القيادات الوسطية. وأضاف المصدر القيادي الاشتراكي ان المؤتمر العام سيقف أمام رسالة مقاطعة منظمة حضرموت. وقال ان المكتب السياحي واللجنة المركزية لن تتساهل ولن تصمت عن المطالبة بمصير حسن باعوم وتتهم السلطة ووزارة الداخلية والنائب العام وتحملهم المسؤولية بضرورة الكشف عن مصير باعوم. وأكد مراقبون عن كثب ومصادر و ثيقة الصلة لـ (البيان) ان قرار منظمة حضرموت بالمقاطعة وعدم حضور المندوبين (60 مندوبا) الى المؤتمر العام يعزز موقف الحزب الاشتراكي ولا ينتقص بحال من الأحوال من أهمية المؤتمر ولا يشكل أي انشقاق أو تصدع في وحدة الصف عند اهل الاشتراكي, بالنظر الى حضور القيادات (مكتب سياسي ولجنة مركزية) أعمال المؤتمر والمطالبة بعودة من في الخارج, وأكدت المصادر ان هذه خطوة تعزز من موقف الاشتراكي, وتشكل ورقة ضغط هامة في العلاقة مع السلطة بالاستجابة لمطالب الغاء الأحكام بحق قائمة الـ (16/1) والاسراع في الحكم المحلي, والمصالحة الوطنية, لما تشكله حضرموت من أهمية ولما لها من حساسية في خارطة الحراك اليمني اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا. ويعتبر قرار مقاطعة منظمة حضرموت لأعمال المؤتمر العام (الدورة الأولى) اقوى فعالية اشتراكية اعطت المؤتمر زخما كبيرا, ويمثل الضربة الكبيرة لكل اجراءات المؤتمر الشعبي (الحاكم) والسلطة اليمنية التي اتخذتها لعرقلة سير التحضيرات للمؤتمر العام وانعقاده, ولم يستبعد مراقبون ان تكون المقاطعة خطوة موفقة اتفقت عليها قيادات الاشتراكي بالاشارة الى تجربة سياسية طويلة وثرية في تكتيكها يمتلكها الاشتراكي, وبالنظر الى حقيقة عدم قدرة السلطة على كسب شخصية قيادية اشتراكية واحدة منذ انتهاء الحرب لا بالترغيب ولا بالترهيب.