اتهم آية الله محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق النظام العراقي باغتيال آية الله العظمى محمد صادق الصدر ونجليه مطالبا بإرسال بعثة دولية للتحقيق , وهو ما اعتبرته بغداد مؤامرة لاثارة الفتنة الداخلية في حين أكدت المعارضة العراقية مقتل 15 شخصا في مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين في مدينة صدام شمال بغداد, مشيرة الى مهاجمة مباني حكومية في مدينة الناصرية جنوب العراق, أعقبها قيام قوات النظام بقصف عشوائي بالمدفعية للأحياء السكنية. ورفضت طهران من جهتها المزاعم العراقية حول تسلل المعارضين, وأدان مرشد الجمهورية علي خامنئي حادث الاغتيال, وتظاهر آلاف العراقيين في طهران. وفي تصريح لوكالة فرانس برس, قال الحكيم (لدينا ادلة دامغة على تورط النظام في هذه الاغتيالات الجديدة التي تندرج في اطار موجة قمع وتصفية ضد رجال الدين والعتبات المقدسة في العراق) . واضاف ان الصدر قتل مع ولديه الجمعة بعد صلاة العشاء في مسجد الامام علي في النجف جنوب العراق. وطالب الحكيم بارسال (بعثة دولية للتحقيق بادارة الامم المتحدة او منظمة المؤتمر الاسلامي او الجامعة العربية) الى العراق. واضاف (نطالب بأن تحقق هذه البعثة ميدانيا في هذه الاغتيالات) . وقال آية الله الحكيم ان الصدر (هدد لانه كان ينتقد السلطات) , مؤكدا ان شخصيات دينية اخرى في المدن الشيعية (تخضع لضغوط قوية وتهديدات) . وقال المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق (ومقره ايران) في بيان نشره مكتبه في دمشق ان (تظاهرات واسعة اندلعت في مناطق عديدة في العراق ومنها مدينة الثورة في العاصمة بغداد حيث واجهت السلطة تلك التظاهرات باطلاق النار فسقط حتى الان 15 شهيدا وعدد كبير من الجرحى) . وهذه اول حصيلة تنشر للاضطرابات التي نشبت امس السبت في بغداد ومدن شيعية عدة في جنوب العراق بعد ساعات على اغتيال الصدر وفقا لمصادر متطابقة. واكد حزب الدعوة (معارضة شيعية عراقية) من جهته بلسان ممثله في دمشق جواد مالكي لوكالة فرانس برس ان (عدد الشهداء كبير) من جراء المواجهات في مدينة صدام في الضاحية الشمالية لبغداد. واكد المؤتمر الوطني العراقي وهو تحالف لاحزاب عراقية معارضة, في بيان حول اعمال العنف, نقلا عن مصادر في بغداد ان مئات الاشخاص تظاهروا في الضواحي والمدن المحطية ببغداد والثورة والكاظمية والشعلة) . واوضح ان وحدات من الحرس الجمهوري وقوات الامن الخاصة طوقت مدينة الثورة بينما اسفرت المواجهات عن سقوط (عدد كبير من القتلى والجرحى) , مؤكدا ان (هذه المواجهات ما زالت مستمرة) . وقال المؤتمر الوطني العراقي ان تظاهرة كبيرة جرت امس السبت في الناصرية وسقط خلالها (عدد كبير من الجرحى واعتقل آخرون بينما يطوق الحرس الجمهوري مدينة النجف والكوفة) , ومنعت صلاة الجمعة في الكوت وضاحيتي الشعب والبياع في بغداد. وفي السياق نفسه قال حامد البياتي ممثل المجلس الاعلى في اتصال هاتفي اجرته معه وكالة فرانس برس في لندن ان (الناس هاجموا مبان حكومية ومنها مركز محافظة الناصرية (على بعد حوالى 300 كلم جنوب بغداد) وبعض المباني الحكومية الاخرى ومقرات تابعة لحزب البعث) . واضاف ان (قوات النظام قصفت بشكل عشوائي بالمدفعية الاحياء التي فقدت السيطرة عليها) . وقال البياتي ان (الحرس الجمهوري (وحدات النخبة في الجيش العراقي) انتشرت في النجف حيث جرت اعتقالات عدة) , ودعم رواية المعارضة ما قاله شهود عيان بان قوات الامن العراقية قمعت بشدة التظاهرات التي اندلعت في بغداد والنجف (جنوب) واعادت الهدوء اليوم الى هاتين المنطقتين. واكد احد الشهود لوكالة فرانس برس ان القوات العراقية تركت وراءها اعدادا كبيرة من القتلى في مدينة الثورة, المعروفة باسم مدينة صدام والتي تعد اكثر من 1,5 مليون نسمة من اصل اربعة ملايين في العاصمة العراقية, واكد شهود اخرون وقوع مواجهات في النجف (جنوب) بين رجال دين شيعة و(طلاب العلم) من جهة وقوات الامن من جهة اخرى. وقالوا ان (عملية القمع كانت قاسية جدا وتم اعادة الامن الى هذه المدينة) . واشار احد الشهود الى (سقوط اعداد كبيرة من القتلى والجرحى واعتقال مئات الاشخاص) . وبحسب هذه المصادر, فان المتظاهرين كانوا شيعة من جنسيات مختلفة جاءوا الى النجف لمتابعة دراستهم الاسلامية في الحوزات العلمية. ولاحظ الصحافيون ان الامن يخيم على مدينة صدام التي زاروها ضمن برنامج منظم مساء السبت. وتمكن الصحافيون من مشاهدة اعضاء في حزب البعث الحاكم مسلحين ببنادق آلية وهم يطوفون الشوارع في دوريات, لكنه لم يسمح للصحافيين بالتحدث الى السكان. وعلى صعيد رد الفعل العراقي حذرت صحيفة الجمهورية العراقية الناطقة بلسان الحكومة من محاولات اشعال فتيل الفتنة الداخلية فى العراق فى اعقاب اغتيال رجل الدين الشيعى آية الله العظمى محمد صادق الصدر فى محافظة النجف. وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط ان مسلحين طاردوا سيارة رجل الدين بسيارتين تحملان أرقاما مزورة ثم فتحوا عليه نيران أسلحتهم بشكل كثيف مما أدى الى مقتله مع ولديه. وفي طهران اشار بيان أصدره خامنئى الى الضغوط التى تعرض لها الشعب العراقى خلال السنوات الاخيرة حيث بلغ العداء وعمليات القتل والدمار والتعذيب ذروتها وأنه لايمكن تجاهل مسؤولية الحكومة العراقية عن هذه القضايا ومسؤوليتها أمام الرأى العام العالمى والمسلمين. وقال راديو طهران ان ايران رفضت الادعاءات العراقية بشأن تسلل مجموعة من المعارضين للنظام العراقى الى جنوب العراق خلال عملية (ثعلب الصحراء) التى جرت فى ديسمبر الماضي. ونقلت الاذاعة عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا عاصفى اعرابه عن الاسف لمثل التصريحات التى لا اساس لها من الصحة من جانب بغداد خاصة بعد المساعى الايرانية المستمرة لوقف الهجمات على الشعب العراقي خلال عملية ثعلب الصحراء. وفي بيروت استنكر رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في لبنان محمد مهدي شمس الدين الجريمة البشعة . واعرب شمس الدين عن مخاوفه وهواجسه تجاه مصير الحوزة الاسلامية والمرجعية الدينية في النجف الاشرف في العراق. وطالب شمس الدين بتشكيل هيئة عربية واسلامية لحماية هذه الحوزة حيث ان ما جرى يعتبر انتهاكا كبيرا لقدسيتها. ــ الوكالات