قبل سبع سنوات أعلن عضو في مجلس الامن القومي الامريكي بهدوء سياسة جديدة إزاء الشرق الاوسط. وأطلق على هذه السياسة اسم (الاحتواء المزدوج) وهو اختصار لسياسة واشنطن لعزل نظامي الحكم في إيران والعراق وتقويضهما. وهذا العضو هو مارتن إنديك السفير الامريكي الحالي لدى إسرائيل الذي كان موظفا في مجموعة الضغط الموالية لاسرائيل (اللوبي الاسرائيلي) بواشنطن. وقد أعلن هذه السياسة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى وهو بيت خبرة شهير له علاقات قوية مع الحكومة الاسرائيلية. وأسعدت هذه السياسة حكومة إسرائيل التي وافقت على التوجه الاساسي بأن إيران والعراق (دولتان مارقتان) تهددان إسرائيل والاستقرار في الشرق الاوسط. وفي العام الماضي تراجعت سياسة (الاحتواء المزدوج) في هدوء أكثر من الهدوء الذي صاحب طرحها كما اختفت من القاموس الدبلوماسي الامريكي. وباختصار ,فإنها لم تفلح في تحقيق الهدف, بل إنها أضرت بالمصالح الامريكية وأثارت خلافا طويلا وصعبا مع الاتحاد الاوروبي بشأن كيفية التعامل مع إيران. وعبر تيد جالين كاربنتر ,الخبير بمعهد كاتو المستقل, عن ذلك بصراحة عندما قال ان سياسة (الاحتواء المزدوج) غير عملية وغير منطقية فإنها لم ولن تفلح في تحقيق هدفها حيث ان أي سياسة تحارب نفس العدو على مدى قرابة عشر سنوات يمكن تعريفها بأنها فشل ذريع. ويقول محلل آخر هو جراهام فوللر ان سياسة (الاحتواء المزدوج) الامريكية كانت تحمل بذور الفشل منذ البداية حيث ان الشئ الوحيد المشترك بين إيران والعراق هو معاداتهما للولايات المتحدة وكراهية كل منهما للاخرى. وأضاف أن ربطهما ببعضهما بوصفهما (دولتين مارقتين) قد يناسب المصالح الامريكية والاسرائيلية ولكن مثل هذه السياسة لا تتوافق مع الواقع. وفي ندوة أقامها منتدى سياسة الشرق الاوسط هذا الاسبوع في مقر الكونجرس الامريكي (كابيتول هيل), قال فوللر (إن العمل الاحمق) في محاولة عزل العراق وإيران أدى إلى عزل الولايات المتحدة في الشرق الاوسط. وقال فوللر (لقد فشلت الولايات المتحدة في إقصاء صدام حسين بالعراق وهناك تعاطف معه بين السكان المسلمين على نطاق واسع بلغ الصين وإندونيسيا. كما فشلت الولايات المتحدة في التوصل إلى أي اتفاق إقليمي في الآراء بالشرق الاوسط لان الاخرين شعروا بالقلق من محاولة الولايات المتحدة إقصاء الزعماء الشموليين بالقوة) . د.ب.أ