أشادت وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت بالانتقال السلس والهادئ والمنظم للسلطة في سوريا واعلنت في عقب لقائها مع الفريق بشار الاسد نجل الرئيس السوري الراحل انها لمست منه بوادر مشجعة ازاء السلام في المنطقة بعد ان كان مسئول امريكي طالب العهد الجديد بالانفتاح. وعقدت اولبرايت اجتماعا مع القائد العام للجيش والقوات المسلحة في سوريا الفريق بشار الاسد اثناء تقديم التعازي امس بوفاة الرئيس الراحل حافظ الاسد. واظهر التلفزيون السوري بشار واولبرايت يتبادلان الحديث اثناء خروجهما من غرفة جانبية في القصر. واللقاء هو الاول بين اولبرايت وبشار الاسد وافاد مسئول يرافق وزيرة الخارحية الامريكية ان اللقاء لم يتطرق الى (مسائل اساسية) . واعلنت الوزيرة الامريكية في خاتمة اللقاء انها (لمست بوادر مشجعة) ازاء عملية السلام في الشرق الاوسط. وردا على سؤال عن مسألة خلافة الرئيس الاسد, قالت اولبرايت ان سوريا تملك (نظاما يعمل على ما يبدو بطريقة سلمية ومنظمة) . وكان اللقاء الاول بين اولبرايت وبشار من اللحظات المنتظرة خلال مراسم تشييع الرئيس السوري الراحل. وكان دخول اولبرايت التي ارتدت لباسا وقبعة سوداء ولفت منديلا ابيضا على رقبتها, الى قصر الشعب مميزا. وبعد ان القت النظرة الاخيرة على الجثمان عقدت لقاء استغرق ربع ساعة مع بشار الاسد. وقالت امام الصحافيين (لمست بوادر مشجعة جدا ازاء رغبته في اتباع نهج والده, الذي اتخذ قرارا استراتيجيا لصالح السلام) في المنطقة. واضافت (يبدو ان بشار يتمتع بتصميم كبير على ما يبدو ومستعد لاتمام واجبه) . وتابعت ان اللقاء تناول (احتمال مواصلة المحادثات حول عملية السلام في الوقت المناسب) . وكانت محادثات السلام السورية ـ الاسرائيلية التي استؤنفت في ديسمبر الماضي في الولايات المتحدة بعد اربعة اعوام من التوقف علقت مجددا في يناير. وقال المسئولون الامريكيون انهم تأثروا بسرعة وفاعلية عملية انتقال السلطة الى بشار الاسد. وقال مسئول كبير في وزارة الخارجية يرافق اولبرايت للصحافة ان (الانتقال يتم بسرعة فائقة وبسلاسة وبطريقة منظمة) . واضاف المسئول الذي رفض كشف هويته ان (الامر حصل وكأنه كان هناك الكثير من التحضيرات, وكأن الرئيس الاسد نفسه قد جهز الامور) . وتابع ان (بشار يمسك بزمام الامور بشكل جيد. لقد تمكن من تعبئة كل المؤسسات الرئيسية بسرعة الى جانبه) مثل الجيش وحزب البعث بعد ثلاثة ايام فقط على وفاة والده. والى جانب بشار الاسد يبدو ان واشنطن تعتمد على صعود جيل جديد من المسئولين في الشرق الاوسط مثل العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني والعاهل المغربي الملك محمد السادس ـ لاحراز تقدم في هذه المنطقة. واضاف المسئول الامريكي (لدينا عدد متزايد من القادة الشبان الذين برزوا ويريدون التطلع الى الامام وليس الى الخلف) , مضيفا ان (امكانية التغيير موجودة) . لكن واشنطن لا تزال حذرة ازاء التطورات على المدى القصير في دمشق. واعترف هذا المسئول القريب من اولبرايت (سنرى ما هي اولويات) بشار الاسد لكن (اهتماماته الاولى ستكون بدون اي شك داخلية) . وعلم من مصادر قريبة من اولبرايت ان بشار الاسد كان (واضحا جدا حول عزمه المضي قدما الى الامام) في النهج الذي رسمه والده وذلك خلال مكالمته الهاتفية مع الرئيس الامريكي بيل كلينتون الاحد الماضي. وكانت اولبرايت قالت امس الاول ان الولايات المتحدة تريد من بشار الاسد ان ينفتح بسوريا وان يسير علي خطى والده الرئيس الراحل حافظ الاسد كمدافع عن السلام في الشرق الاوسط. وقالت اولبرايت قبيل مغاردتها لحضور جنازة الاسد ان خلافة بشار لوالده تسير فيما يبدو بشكل سلس. وقالت للصحفيين (مما شهدنا في الاربع والعشرين ساعة الماضية يبدو ان الامر يسير بشكل سلس ونرجو ان يستمر في ذلك الاتجاه ... من المهم ان يكون الامر سلميا) . ونحت جانبا انتقادات لحكومة الرئيس بيل كلينتون لايفادها مثل هذا الوفد الرفيع للمشاركة في جنازة الاسد الذي مازالت بلاده علي قائمة وزارة الخارجية الامريكية للدول (راعية الارهاب) . وقالت اولبرايت (لقد اتخذ الرئيس الاسد هذا القرار الاستراتيجي من اجل السلام وفي مختلف المفاوضات التي اجريناها معه. ومع اننا لم نتوصل الي السلام فانني اعتقد انه كانت هناك بعض المؤشرات الايجابية) . واضافت قولها انه من المهم ان يسير بشار الاسد علي خطى والده (وسأؤكد لكل من اقابله هناك (في دمشق) ان الباب مفتوح وسوف نستكشف الامر) . وسئلت اولبرايت ماذا تريد الولايات المتحدة ان تكون عليه سوريا تحت قيادة بشار البالغ من العمر 34 عاما فردت بقولها انه بدت علامات عليه انه يريد ان يجعل بلاده اكثر انفتاحا. واضافت قولها (من المهم جدا لسوريا ان تنفتح. الناس يتحدثون عن اهتمام الدكتور بشار الاسد بالانفتاح واحساسه بالتكنولوجيا واهتمامه بوجه عام بالاتصالات) . وقالت اولبرايت (من الضروري ان تكون سوريا جزءا من حل اقليمي في الشرق الاوسط نبحث عنه جميعا.. طريق تحقق فيه المنطقة كلها الرخاء وتكون اسرائيل جزءا لا يتجزأ منه) . واضافت قولها (مع اننا اختلفنا مع الاسد في بعض القضايا فان ... الرئيس كان يحترمه) . وقالت (من المناسب جدا ان نشيد بشخصية تاريخية وان نعبر عن تعازينا لشعب سوريا. ولا شك اننا يجب ان نعمل مع القيادة السورية من اجل تحقيق سلام شامل) . ومضت تقول (لقد لعب الرئيس الاسد دورا مهما في الشرق الاوسط ولن يغير رحيله من الحاجة الملحة ان تسعى كل الاطراف من اجل سلام شامل ولا من استعداد امريكا للعمل مع كل الاطرف لبلوغ تلك الغاية) . الوكالات