أكدت حركة طالبان أمس صحة ما أعلنته وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» أمس الأول عن مقتل المصري محمد عاطف القائد العسكري لتنظيم القاعدة، وصهر أسامة بن لادن، والذي تعتبره الخارجية الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالي «اف.بي.آي» الرجل الثاني في القاعدة، وترى بعض المصادر الأمنية الأمريكية انه العقل المدبر لهجمات سبتمبر الارهابية. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية ان محمد عاطف صاحب القامة الطويلة والملتحي استخدم هويات عدة، لاسيما أبو حفص وأبو حفص المصري الكبير، وتيسير، والشيخ تيسير عبدالله، وأبو خديجة. ووفقا لمعلومات أمنية مصرية، فإن أبو حفص المصري أو محمد عاطف أو تيسير، وهي كلها أسماء حركية للتخفي، أسمه الحقيقي صبحي محمد أبو سنة وهو من مواليد 17/6/1957 بمدينة المنيا، جنوب مصر، وتحديداً في العنوان: 4 شارع العزبي باشا، فيما يرى آخرون انه من مواليد 1944 وانه عمل في صفوف الشرطة المصرية، ولم يكمل دراسته بجامعة أسيوط منذ اتصاله بمجموعة الصعيد وضمه للتنظيم على يد القيادي علي الشريف «الذي عرض عليه فكرة احتلال أقسام الشرطة والاستيلاء على أسلحة الجنود للسيطرة على مدينة أسيوط، لكنه لم يعهد إليه حينئذ بأي دور قيادي، مكتفياً بتكليفه بمهام محدودة كاختطاف البنادق من جنود حراسات الكنائس والمنشآت الهامة، وبعد أحداث أسيوط في أعقاب اغتيال السادات عام 1981 هرب «أبو حفص» إلى القاهرة، حيث قابل رفاعي طه الذي عرض عليه إخفاءه، فرفض ذلك واتجه لشقة أحد أصدقائه بحي امبابة بالجيزة حتى ألقت أجهزة الأمن القبض عليه مصادفة في أثناء سيره بالطريق العام، وسجن سنوات حتى أفرج عنه ليفر بعدها إلى ليبيا ومنها إلى المملكة العربية السعودية ثم اتجه إلى أفغانستان وتزوج من باكستانية في بيشاور، وجاء ترتيبه الخامس في لائحة المتهمين بالقضية الأولى لتنظيم «العائدين من أفغانستان» وقضى بإعدامه غيابياً فيها. ومن معلومات القضاء المصري، إلى وثائق الادعاء الأمريكي في قضية تفجير السفارتين الأمريكيتين في شرق إفريقيا عام 1998، والتي برز فيها اسم محمد عاطف أو (أبو حفص المصري) باعتباره رئيساً للجنة العسكرية لتنظيم «القاعدة»، والمشرف العام على تدريب الأعضاء المجندين في المعسكرات داخل أفغانستان، وحينئذ عرضت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يقدم لها معلومات تساعد في القبض عليه ومحاكمته. ولسبب أو آخر، لم تنحصر مهام «أبو حفص» في الأنشطة العسكرية والميدانية فحسب، بل تجاوزتها إلى أدوار أخرى تتطلب خبرات خاصة، فقد كلفته قيادة «القاعدة» بإجراء دراسة «تقدير موقف»، حول أهمية دور أفغانستان وحركة طالبان، والدور الذي يمكن أن تلعبه على الصعيد الجيواستراتيجي مع باكستان وإيران من اجل تغيير أنظمة الحكم في المنطقة، وكذا عن أهمية أفغانستان كنواة لتحالف أممي يبدأ من «القاعدة»، ليجمع تحت رايته العديد من التنظيمات الأصولية الأخرى مثل «الجهاد» و«الجماعة الإسلامية» المصريين، وحركات الانفصاليين في كشمير والشيشان، فضلاً عن الحركات الإسلامية في باكستان والهند والفلبين وإندونيسيا وغيرها وقد عثرت على نسخة من تلك الدراسة أجهزة الأمن البريطانية في منزل أحد الناشطين الأصوليين في مانشستر وهو «أبو انس الليبي»، والذي يعد من أعوان ابن لادن قبل أن يفر إلى أفغانستان، وتشرح الدراسة التي كانت تحمل عنوان «دراسات عسكرية في الجهاد ضد الطغاة» في 180 صفحة، وتتناول تقويماً للنظم العسكرية والاستخباراتية في عدد من دول العالم خاصة العربية ودول الجوار لأفغانستان، وتحليلات للأوضاع الجيوسياسية في دول آسيا الوسطى. وفضلاً عن الدور العسكري والاستخباراتي الذي يلعبه «أبو حفص»، فإنه قام بمهام إعلامية في التنظيم، وكشف بيتر بيرجن ـ المنتج المنفذ في شبكة «سي.ان.ان» التلفزيونية الأمريكية، وأجرى مقابلة مع ابن لادن في أفغانستان ـ أنه تبادل عدة رسائل بالفاكس، ومكالمات هاتفية مع «أبو حفص» بعد قصف الولايات المتحدة بالصواريخ معسكرات «القاعدة» في أفغانستان عام 1998. وهكذا هيأته كل هذه الأدوار ليتبوأ مركزاً قيادياً داخل تنظيم القاعدة حيث يعد من الأفراد المؤثرين داخل مجلس شورى التنظيم (اللجنة القيادية) والذي يناقش ويصدق على القرارات والمخططات الكبرى، بما فيها العمليات الإرهابية. ويترأس أبو حفص «لجنة العدة» المعنية بالتدريب والتسليح. الوكالات