الاحد 25 صفر 1424 هـ الموافق 27 ابريل 2003 اعلن الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة السودانية في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيري الداخلية والاعلام امس نجاح القوات الحكومية في صد هجوم المتمردين على مطار الفاشر في ولاية دارفور بغرب السودان امس الاول. وكشفت البيانات الرسمية عن ضخامة العملية التي اسفرت عن تدمير اربع طائرات بالمطار، ومقتل 32 من القوات الحكومية بينهم ضابطان، وبلغ عدد قتلى المتمردين 20 شخصا، الا ان شهود عيان اكدوا وقوع خسائر فادحة في صفوف القوات الحكومية تتجاوز الارقام الرسمية. أعلن الفريق ابراهيم سليمان رئيس آلية بسط الأمن في دارفور ووالي ولاية شمال دارفور عن حزمة إجراءات تحوطية يقوم بها الجيش السوداني لتأمين الاوضاع في ولايته وأوضح أن القوات الحكومية تقوم بحملات تمشيط وتفتيش واسعة داخل مدينة الفاشر للبحث عن المسلحين الذين تسللوا داخل المدينة وكشف أن هذه الحملات اسفرت عن اعتقال «9» من المتمردين وأضاف بأن المتمردين الذين هاجموا مدينة الفاشر قد فروا هاربين غرباً وأن الجيش يقوم بمطاردتهم. وقال الفريق ابراهيم سليمان لدى مخاطبته المسيرة الجماهيرية التي سيرتها جماهير الفاشر ان الحكومة لن تدخل في أي تفاوض مرة أخرى مع المسلحين الذين اتهمهم بانهم تركوا الحوار وارتضوا اتباع اسلوب العمل المسلح واضاف بأن المتمردين أحدثوا خسائر كبيرة بمطار الفاشر. وطالب المواطنين بالتصدي لفلول المتمردين الذين تسللوا داخل المدينة وأكد بان الأوضاع قد عادت الى طبيعتها في المدينة وشدد بأن آلية بسط الأمن ملتزمة ببسط الأمن في دارفور. على ذات السياق ردد المتظاهرين بالفاشر شعارات تندد بالمتمردين وتؤكد دعمهم للجيش السوداني وقد خاطب المسيرة ممثلي لحزب الامة جناح الإصلاح والتجديد والحزب الاتحادي الديمقراطي الى جانب عدد من القيادات المحلية والشعبية. وقال الفريق إبراهيم سليمان والي شمال دارفور من جهته ان الجيش غنم مركبتين ودمر أربعة سيارات لاندكروزر وتحدث عن مشاركة المواطنين في القبض على بعض الخارجين ووصف ما جرى بأنه فرقعة إعلامية الهدف منها مسح هزائم الخارجين على القانون في درافور واعتبرها محاولة انتحارية يائسة. وقال ان الجيش تمكن من تنظيف جبل مرة وطارد الخارجين في آخر موقع في «عين سيرو» بعد معارك استولى فيها على 7 مركبات وعتاد. ونفى سليمان ما ترد عن أنباء عزت احداث الفاشر الى وجود تمرد وسط افراد القوات المسلحة كما نفى ما يؤكد بوجود دعم للمسلحين من جهات خارجية من واقع الاسلحة المستخدمة في الهجوم. وأكد الناطق الرسمي للقوات المسلحة احتساب 32 من القوات الحكومية بينهم ضابطان برتبة المقدم والملازم وجرح 3 جنود و أشار إلى استمرار الحصر من خلال عمليات التمشيط والتعقب وقال أن الأربع طائرات التي تم تخريبها اثنان منها انتينوف ومثلهما « أبابيل» كما أشار لخسائر في مخازن الشركة التي تمد طائرات الجيش بالوقود ونفي الناطق الرسمي أن تكون قوات المهاجمين قد تقدمت داخل المدينة أو أسرت مسئولين بحكومة الولاية. وقال وزير الداخلية اللواد عبدالرحيم محمد حسين من جانبه ان مواطني المدينة استيقظوا على اصوات انفجارات عالية في مواقع تابعة للقوات المسلحة قرب مطار الفاشر الذي قال ان القوات الخارجية احدثت به تخريبا واسعا واكد احتواء الموقف واستئناف الملاحة بالمطار، وقال ان القوات المهاجمة انسحبت خارج المدينة واضاف ان الحكومة لا تنفي وجود دور لجهات سياسية في احداث الفاشر خاصة وان العمل تم تبنيه بواسطة جهات معلومة وامتنع وزير الداخلية من اسناد الهجوم الى قبيلة او جهة بعينها. وأفاد شهود عيان في اتصالات أجرتها «البيان» بالفاشر بأن المهاجمين الذين اعتدوا أمس الاول على المدينة قد اقتحموا أحد السجون واقتادوا سجناء اضافة لاختطاف عدد من التجار كرهائن. واكدت ذات المصادر بان عدد القتلي الحقيقي يزيد كثيراً عن الأرقام التي اعلنتها الحكومة واشاروا الى أن جزءً من الاشتباكات كان داخل قيادة حامية الفاشر بعد القضاء على القوى الأمنية التي تعمل في تأمين المطار وإحراق خمسة طائرات كانت جاثية في أرض المطار والاستيلاء على أسلحة من بينها سلاح مضاد للطيران. وكشفت المصادر بأن الهجوم كان مباغتاً مما أوقع خسائر فادحة في قوات الجيش وتساءلت عن الاسباب التي دفعت الى عدم الاحتراز ووضع الحيطة والحذر داخل مدينة الفاشر خاصة بعد التهديدات المتزايدة الجماعات المسلحة في الايام الماضية بالهجوم على المدينة. وأضافت هذه المصادر بأن المعارك التي شهدتها مدينة الفاشر كشفت عن تدريب عالِ للقوات المهاجمة التي استطاعت التسلل الى قلب المدينة ومهاجمة المباني والمجمعات الحكومية ومقرات اجهزة الامن والقوات النظامية ومع ذلك نجاحها في تنفيذ انسحاب بخسائر اقل