هاجم جنود متمردون قصر الرئاسة  في دولة مالي في ساعة مبكرة اليوم (الخميس) إذ أن احتجاجا بشأن أسلوب  الحكومة في معالجة تمرد يقوده البدو في شمال البلاد تحول إلى محاولة انقلاب  شامل.

 وترددت أصداء نيران أسلحة ثقيلة حول قصر الرئاسة في العاصمة  باماكو وأجبر الجنود المتمردون الإذاعة الحكومية على إيقاف بثها. ويشكو  الجنود من أنهم يفتقرون الى الأسلحة والإمكانيات اللازمة لمواجهة تمرد  انفصالي في الصحراء الكبري في شمال مالي.

 وقال مسؤول بوزارة الدفاع طلب ألا ينشر اسمه "نعرف الآن أنها محاولة  انقلاب." وأكد دبلوماسي ان اشتباكات وقعت في قصر الرئاسة.

 وقال المسؤول ان الرئيس أمادو توماني توري في مكان آمن لكن لم  يذكر تفاصيل اخرى.

 وكان الرئيس توري قال منذ وقت طويل انه سيتخلى عن السلطة بعد  الانتخابات المزمع اجراؤها الشهر القادم.

 ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون في بيان الى الهدوء  وتسوية الشكاوى والمظالم بطريقة ديمقراطية.

 وانقطع بث برامج التلفزيون الحكومي بعد ان أغلق الجنود المتمردون  الطرق المؤدية إليه. ولم يتضح إلى أي مدى يسيطرون على المبنى حينما عاد  البث في وقت متأخر أمس (الأربعاء).

 وقال التلفزيون بعد عودة بثه ان بيانا للجيش سيصدر قريبا.

 وتحتدم مشاعر الغضب في صفوف الجيش من أسلوب معالجة تمرد يقوده  الطوارق وأودى بحياة عشرات من الناس وأجبر نحو 200 ألف من المدنيين على  ترك ديارهم وكشف عن ضعف سيطرة باماكو على النصف الشمالي للبلاد.

 وفي علامة على اتساع نطاق التأييد للتمرد أكد مصدران عسكريان في  مدينة جاو الشمالية اعتقال بعض كبار الضباط في المدينة وهي مقر  للعمليات الاقليمية.

 ويطالب الجنود منذ اسابيع الحكومة بتحسين تسليحهم لقتال المتمردين  الذين يدعمهم مقاتلون كانوا قد شاركوا في المعارك التي دارت في الحرب  الاهلية في ليبيا العام الماضي. غير ان كثيرا من المتمردين قالوا انهم  يريدون الآن الاطاحة بالرئيس توري نفسه.

 وقال سارجنت طلب ألا ينشر اسمه "يجب عليه ان يتنحى عن الحكم. هذا  التحرك لن يتوقف إلا بالاستيلاء على القصر." وتجول جنود آخرون في باماكو  وهم يهتفون بشعارات مناهضة لتوري.

 ولم تصدر اي بيانات عن رئاسة مالي.  وكانت بيانات موضوعة على  صفحتها الرسمية على موقع تويتر في وقت سابق من اليوم قد قالت انه لم  تقع محاولة انقلاب. 

 وقال دبلوماسي مقره في باماكو عن التمرد "هؤلاء الناس يستغلون  مشاعر السخط بين السكان." وقال سكان باماكو انه حدثت حالات من قيام  الجيش بمصادرة مركبات في الشوراع.

 وكانت باماكاو اصيبت بالشلل فترة قصيرة الشهر الماضي حينما اقام  مئات من المواطنين الماليين حواجز واستحكامات في الشوارع وأحرقوا اطارات  السيارات في الشوارع تعبيرا عن الاحتجاج على اسلوب الحكومة في التعامل  مع التمرد.

 وقال سفير بريطانيا لدى الامم المتحدة مارك ليال جرانت إن الوضع في  مالي أثير خلال مشاورات في مجلس الامن الدولي يوم الاربعاء واضاف قوله ان  اعضاء المجلس دعوا الى الهدوء و"احترام النظام الدستوري."

 وكان الرئيس توري الذي يتولى الحكم منذ عام 2002 قال انه يعتزم  التنحي عن السلطة بعد الانتخابات التي ستجرى في ابريل نيسان.

 كان توري ذلك القائد السابق في سلاح المظلات قد اطاح بنظام حكم  دكتاتوري في انقلاب عام 1991 وتخلى عن السلطة في العام التالي قبل ان  يعود الى السلطة عبر صناديق الانتخابات.