لقيت شابة في العقد الثالث من عمرها حتفها أثناء عبور شارع «نابليون» في مدينة باسابا بإقليم الباسك الفرنسي القريب من الحدود «الفرنسية الإسبانية»، صدمتها سيارة مسرعة، فسقطت صريعة في الحال، لتكشف التحقيقات أن الشابة الفرنسية الجنسية كانت قبل لحظات من مصرعها قد ألقت رضيعتها «48 يوماً» أمام كنسية قريبة من موقع الحادث- نحو 100 متر- وأثناء فرارها لم تلتفت للطريق، وقطعت الشارع فجأة لتصدمها السيارة، وتسقط قتيلة في الحال.
وفي التفاصيل تلقت شرطة «باسابا»- غرب فرنسا- قرب الحدود الفرنسية- الإسبانية في إقليم الباسك الحدودي، بلاغاً في الساعات الأولى من صباح الأحد الماضي يفيد قيام سيارة خاصة بصدم فتاة في العقد الثالث من العمر، وبالانتقال والمعاينة تبين أن الفتاة تدعى كاميل «28 عاماً»، وأنها قد تُوفيت في الحال نتيجة نزيف في الرأس ناتج عن الحادث، وبسؤال سائق السيارة أفاد بأن الفتاة قطعت الشارع فجأة دون أن تلتفت كأنها تحاول الهرب من أحد ما، لكن لم يكن أحد يطاردها، ولا شهود لديه لإثبات أقواله.
اعتراف بلا شهود
وقال إدوارد فلورين، مسؤول الأبحاث الجنائية بإدارة أمن الباسك الفرنسي، إن فريق المعاينة والبحث لم يقتنع بإفادة سائق السيارة الخاصة، ولم يجد شهوداً لأن الحادثة وقعت في وقت متأخر من الليل، وبالتالي لم يكن هناك سبيل إلا تتبع كاميرات الشوارع والمحال التجارية القريبة لبيان صحة ما أقره السائق من قطع الفتاة للشارع فجأة، وكأنها تهرب من مطاردة شخص ما، وفي الصباح اكتشف فريق البحث المفاجأة.
مفاجأة
تبين من تتبع فريق البحث للكاميرات أن الفتاة كاميل ألقت برضيعتها التي تبلغ من العمر «48 يوماً» أمام كنيسة قريبة من مسرح الحادث، وتركت في ملابسها ورقة مكتوب فيها «تركت طفلتي في رعاية المسيح ورعايتكم، فلا تتركوها وحيدة ولا تجعلوها تعيسة، افعلوا الخير فيها ربما تكون لكم ابنة صالحة، واغفروا لي ضعفي»، وأنها كانت تحاول الفرار قبل أن يكتشف أحد وجودها قرب الرضيعة، لكن القدر لم يمهلها الفرصة، فتركت الدنيا بعد ثوان من ترك رضيعتها.
ظروف صعبة
وأضاف المسؤول الأمني، أن البحوث الأمنية أفادت بأن الفتاة كاميل- والدة الرضيعة- كانت تقيم في إسبانيا حتى ثلاثة أشهر مضت، وأنها كانت متزوجة من مواطن إسباني لكنهما اختلفا لتترك كاميل بلد الزوج وتعود إلى فرنسا، وبعد أن وضعت مولودتها في مصحة «باسابا» العمومية عانت من حالة اكتئاب حادة، بحسب ما أفاد والدها وبأنه رفض إقامتها معه بعد عودتها من إسبانيا لأن كاميل كانت كثيرة المشاكل مع زوجته- زوجة والدها- لذلك أقامت وحدها في غرفة مستأجرة منذ عودتها وحتى وفاتها، أما بخصوص والدتها فقد تُوفيت منذ 15 عاماً، ولم يكن لكاميل أحد في فرنسا، وربما هذا هو السبب وراء محاولتها التخلي عن رضيعتها، ربما الظروف الصعبة أو الوحدة أو الاكتئاب، وربما فقدان الثقة في المجتمع والعالم ككل- يقول المسؤول الأمني.