كشفت شرطة ليون في فرنسا لغز اختفاء طفل (8 سنوات) من سكان المدينة، أبلغت أسرته عن اختفائه بعد عودته من المدرسة وقبل وصوله إلى المنزل، حيث تبين أن جارته الفتاة البالغة من العمر 16 عاماً قامت باختطافه على طريقة أفلام الأكشن، وأوثقته وكممت فمه ثم طالبت أسرته بفدية لإطلاق سراحه، وبعد اكتشاف أمرها اعترفت أمام سلطات التحقيق أنها كانت تمزح مع جيرانها «أسرة الطفل»، مُقلدة مشهد من سلسلة أكشن تلفزيونية «الشرطي والشرطيات» كان يذاع على التلفزيون الفرنسي قبل عامين !
وفي تفاصيل الحادثة تلقت شرطة مدينة ليون، مساء الاثنين الماضي، بلاغاً من فرنسوا بوكاي، والد الطفل موريس، يفيد باختفاء نجله البالغ من العمر 8 سنوات، بعد عودته من المدرسة في المسافة بين الشارع أمام المنزل، حيث وضعته الحافلة المدرسية، وحتى شقته السكنية الكائنة في الطابق الثالث، وبانتقال فريق التحقيق وسؤال سائق الحافلة والمشرفة المصاحبة أكدوا أنهم أنزلوه أمام العمارة السكنية، كما هي العادة وأنه دخل العمارة بالفعل، وبمعاينة هاتف والد الطفل المختفي وتتبع رقم الهاتف الذي طلب من خلاله المختطف بالفدية وقدرها «مليون يورو»، تبين على الفور أنه من الطابق الثاني بالعمارة السكنية نفسها، وباستصدار إجراءات النيابة والتصاريح تم مداهمة الشقة المشتبه بها، وعثر على الطفل بداخلها موثوق اليدين ومكمم الفم، وتبين أن جارته «ماريا.ف» 16 عاماً، قد استدرجته إلى شقتها لتجسيد مشهد من مسلسل أكشن كان يذاع قبل عامين في فرنسا، وأكدت أمام سلطات التحقيق أنها كانت ستطلق سراحه بعد بضع ساعات، وأنها لم تكن تنوي إيذاءه مطلقاً، فقط كانت تمزح مع أسرته كما هي العادة!
مزحة سخيفة
وقال جان دو ماكولي، قائد شرطة ليون إن الحادثة بدت بالفعل مزحة سخيفة من الفتاة، التي استغلت غياب والديها وأخوتها وقررت أن «تلعب هذه اللعبة الخطيرة» نظراً لوجودها في المنزل بمفردها، وقد أكد الطفل المختطف، موريس، في إفادته أن المراهقة ماريا قد أبلغته بأنها تمزح، وأنها سوف تطلب فدية من والده قدرها مليون يورو عن طريق هاتفها الشخصي، الذي استخدمته بعد تثبيت برنامج أو تطبيق هاتفي لتغيير الأصوات، كما أفادت أسرة الطفل المختطف أن ماريا دائمة المزاح بشكل سخيف، وتمارس أعمالاً غريبة بين الحين والآخر، وأنهم يستبعدون «القصد الجنائي»، لذلك تنازلوا عن حقهم في البلاغ.
مراهقون في خطر
وأضاف المسؤول الأمني أن حوادث المراهقين في فرنسا دائمة ومتعددة الأوجه، ودائماً ما يحاول المراهقين إثبات وجودهم بمثل هذه الطرق، أحياناً تحت تأثير التلفزيون والسينما والروايات، وأحياناً على سبيل تقليد الكبار، وهو أمر يندرج تحت بند «التقلب النفسي»، وفي هذه الحالة كما هي حالة المراهقة ماريا تقرر النيابة إحالتها للمتابعة النفسية والتأهيل، لفترة تقررها الجهة الطبية، وبناء على التقرير الطبي يتم التصرف معها قضائياً مع مراعاة الظروف الإنسانية والاجتماعية ومسار مستقبلها، كما يتم توجيه الأسرة عن طريق السلطات المختصة للتعامل مع المراهق في هذا السن لحين ضبط استقرار حالته النفسية والعقلية وانخراطه الإيجابي في المدرسة والمجتمع المحيط، مع تكثيف برامج التوعية للمراهقين للبعد عن المخاطر والتقليد الأعمى للكبار دون تفكير.