في تصعيد عسكري غير مسبوق ضد الحركة الاحتجاجية، قصفت البحرية السورية امس حي الرمل الجنوبي في مدينة اللاذقية الساحلية غرب البلاد ضمن عملية عسكرية اوسع اودت بحياة 25 متظاهرا، في وقت اقتحمت قوات امنية وعسكرية ضاحيتي سقبا وحمورية في ريف دمشق وشنت حملة اعتقالات واسعة رافقها اطلاق كثيف للرصاص وقطع للاتصالات.
وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبد الرحمن في تصريحات لوكالة «فرانس برس» امس ان «21 متظاهرا على الاقل قتلوا وجرح آخرون في عملية عسكرية على حي الرمل الجنوبي في اللاذقية جرت من عدة محاور وشملت قصفا من زوارق حربية سورية».
واشار الى ان «اكثر من 15 شخصا جرحوا في حي الرمل الجنوبي ومخيم الرمل». وذكر المرصد انه «تم قصف حي الرمل من زوارق حربية واقتحام الحي يتم من عدة محاور»، موضحاً انه «يصعب التحقق من عدد الشهداء والجرحى بسبب استمرار اطلاق النار الكثيف».
وقال: ان اقتحام الحي «جرى من عدة محاور»، مضيفاً: ان «اطلاق نار كثيفاً جداً تم من مختلف انواع الاسلحة الرشاشة الخفيفة والثقيلة في الحي نفسه»، مشيراً الى «وجود للقناصة على الابنية المحيطة». ولفت الى «دوي انفجارات قوية في حيي مسبح الشعب والرمل المتجاورين»، منوهاً الى ان «اطلاق نار كثيفاً سمع في سكنتوري»، ومشيراً ايضا الى «اطلاق قذائف ار بي جي في الحي».
وفي الوقت نفسه، تحدث المرصد عن «اطلاق نار كثيف عند مداخل الاحياء المحاصرة والمتاخمة للرمل مثل عين التمرة وبستان السمكة وبستان الحميمي». واضاف ان «حي بستان الصيداوي الذي يقع بين سكنتوري والاشرفية شهد اطلاق نار كثيفا جدا وسمعت انفجارات شديدة حيث تحدثت انباء عن اصابة طفل حتى الآن». واضاف عبد الرحمن «وقتل ايضا شخصان في حي قنينص الذي شهد اطلاقا كثيفا للرصاص».
كما قال شاهد لوكالة «رويترز» في مكالمة هاتفية من اللاذقية: «يمكنني أن أرى شبح سفينتين رماديتين. انهما تطلقان النيران وتسقط المقذوفات في منطقتي الرمل الفلسطيني والشعب السكنيتين».
مدينة وطائفية
ومساء اول من امس، تحدثت مصادر وشهود وناشطون عن «اطلاق رصاص كثيف في احياء الصليبة ومشروع الصليبة وقنينص وسكنتوري والفاروس وحي السجن في اللاذقية». وقال ان «الاهالي ردوا عليها بالتكبير والهتافات باسقاط النظام».
وكانت عشرون آلية عسكرية مدرعة تضم دبابات وناقلات جند تمركزت اول من امس بالقرب من حي الرمل الجنوبي الذي يشهد تظاهرات كبيرة مطالبة باسقاط النظام مستمرة منذ انطلاق الثورة السورية منتصف مارس الماضي.
وشهد الحي حركة نزوح كبيرة وخصوصا من النساء والاطفال باتجاه احياء اخرى من المدينة خوفا من العملية العسكرية.
يشار الى انه في مارس الماضي، أصدرت شخصيات سورية معارضة بارزة وشخصيات من المجتمع المدني منهم عارف دليلة وهو خبير اقتصادي بارز من اللاذقية اعلانا ينبذون فيه الطائفية ويلتزمون التغيير الديمقراطي غير العنيف بعد العمليات التي قام بها من يطلق عليهم «الشبيحة» العلويون وهي الطائفة التي ينتمي اليها الرئيس بشار الاسد.
وحذر دليلة، وهو علوي، مرارا من استغلال السلطات لمدينة اللاذقية التي تسكنها أغلبية سنية الى جانب أعداد كبيرة من العلويين في اذكاء المخاوف الطائفية لدى العلويين من احتمال مواجهتهم للانتقام في حالة فقدهم السلطة بدلا من التركيز على تحويل سوريا الى نظام ديمقراطي تتمتع فيه كل الطوائف بمعاملة متساوية بموجب دستور جديد.
ريف دمشق
وتأتي تلك التطورات بالتزامن مع حملة امنية وعسكرية في ضاحيتين في ريف دمشق فجرا حيث جرت اعتقالات رافقها اطلاق كثيف للرصاص وقطع للاتصالات. وذكر المرصد ان «قوات عسكرية وامنية كبيرة اقتحمت ضاحيتي سقبا وحمورية بـ15 شاحنة عسكرية وثماني حافلات امن كبيرة واربع سيارات جيب».
واضاف المرصد ان هذه القوات «بدأت عملية اعتقالات واسعة حيث سمع صوت اطلاق رصاص كثيف في المنطقة». كما اشار الى ان «الاتصالات الارضية والخليوية قطعت عن ضاحية سقبا».