يبدو أن العقيد الليبي معمر القذافي تعثر وهو يلملم أغراضه للفرار من الثوار الليبيين. فقد نسي في بيته بالعزيزية ما كان يمكن أن يخفف عنه وطأة العيش كأشهر هارب مطلوب القبض عليه حيا أو ميتا، وهي صور مختارة جمعها في «ألبوم» خاص وضعه في غرفة نومه ولم يحمله معه وهو يفر من المكان.

جميع صور الألبوم هي لأميركية كان مولعا بها من دون أن يدري بهذا الولع الصامت أحد، حتى ولا المرأة التي كانت نجمة البيت الأبيض طوال ثمانية اعوام في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش وهي سكرتيرته للأمن القومي ووزيرة الخارجية فيما بعد كوندوليزا رايس، أو «ليزا» وأحيانا «كوندي» كما سمعوه يختصر اسمها، بحسب تقرير بثه موقع «العربية نت».

ذلك الألبوم عثر عليه الثوار حين دخلوا بيته الأربعاء الماضي. ويبدو أنهم لم ينتبهوا لمعنى وجود صور بالعشرات لرايس في غرفة زعيم متزوج وأب لثمانية أبناء من زوجتين، فأهملوه وتركوه، الى أن وقع الألبوم بأيدي من يعرف أهميته، وهم إعلاميون فاجأتهم الصور ولم يجدوا لها إلا تفسيرا واحدا.

طرف واحد

بالتأكيد هناك حكاية حب من طرف واحد عاشها العقيد القذافي في فترة ما من الاعوام العشرة الماضية، بحسب ما توحي به الصور، كما ما تدل عليه مواقفه في تلك المدة. بل إن معظم تصرفاته كانت تكشف عن وقوعه في حالة إعجاب الى حد العشق بكوندوليزا التي ما زالت عزباء، مع أن عمرها 57 عاما الآن.

نراه في إحدى الصور مثلا وهو واقف منشرح وسعيد وكوندوليزا إلى جانبه خجولة بعض الشيء. وفي صورة ثانية وهو جالس مستكين يتأمل فيها، بينما لا تدري هي أي مشاعر كانت تختلج في نفسه أثناء لقائها به في 5 سبتمبر 2008 ببيته في طرابلس الغرب. وكانت أول زيارة يقوم بها وزير خارجية أميركي منذ 1953 إلى ليبيا.

كوندي وليزا

وفي تلك الزيارة خاطبها العقيد القذافي بلقب «كوندي» فصحح له معاونوها لقب التدليل. وقال له أحدهم: «تقصد ليزا» ؟ فقال: «ليزا.. ليزا». مع ذلك لم يصافح العقيد رايس في تلك الزيارة، ربما لأنها قامت بها في شهر رمضان من ذلك العام، بل وضع يده اليمنى عند موضع القلب من الصدر للترحيب التقليدي.

وأهداها القذافي خلال الزيارة نسخة من «الكتاب الأخضر» وخاتما من الماس وعقود وقلادة حفر بداخلها صورته، وهو ما بلغت قيمته 212 ألف دولار، طبقا لما ورد عنها في جردة أعدها البيت الأبيض في 2009 بالهديا التي تسلمها الرئيس الأميركي والمسؤولون معه بشكل عام. ولذلك تم وضعها في المكتبة الرئاسية الأميركية، وطواها النسيان واختفت من ذاكرة رايس بالتأكيد.

وفي عدد الأربعاء الماضي من صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية نقرأ أن القذافي قال في منتصف 2007 إنه يؤيد رايس وسماها «عزيزتي الإفريقية السمراء» في مقابلة تلفزيونية ذلك العام. كما قال: «أنا معجب بها، وفخور بالطريقة التي تتعامل بها مع القادة العرب. أحبها ومعجب بها وفخور لأنها امرأة سمراء من أصول إفريقية».