تلقت السلطات اليمنية، بقيادة الرئيس عبدربّه منصور هادي، أمس، ضربة موجعة في مقتل قائد المنطقة الجنوبية، اللواء الركن سالم علي قطن، والذي كان قد قاد بنجاح الحرب على تنظيم القاعدة، في تفجير انتحاري في عدن، نفذه صومالي من أعضاء التنظيم، بالتزامن مع انسحاب المتطرفين من آخر معاقلهم في الجنوب.

وأعلن موقع وزارة الدفاع اليمنية أن صوماليا مفخخا فجر نفسه في موكب سيارات قائد المنطقة العسكرية الجنوبية، في أثناء مروره في حي ريمي الذي يقطن فيه، ما أسفر عن مقتله واثنين من مرافقيه، وأفاد بأن الانتحاري «أقدم على رمي نفسه على سيارة».

وقال مصدر طبي إن «شخصاً نزل من سيارته، وقدم للواء قطن ورقة في حي المنصورة في عدن، ثم صافحه وانفجر»، وحسب العميد علي منصور الذي كان من أقرب المقربين لقطن، ومرافقا دائما له، فإن العملية الانتحارية تحمل بصمات القاعدة، ووصف مقتل قطن بأنه خسارة كبيرة لليمن، ولجهود مكافحة تنظيم القاعدة، وقال إن قطن «أحدث، في ثلاثة أشهر فقط، نقلة نوعية في مكافحة الإرهاب وإلحاق الأضرار بالقاعدة وتطهير أبين وشبوة».

وقال مقربون من قطن لـ «البيان» إنهم سبق وحذروه من احتمال استهدافه من "القاعدة"، وذكر شاهد عيان أن سيارة القائد العسكري البارز توقفت عند مطب في حي ريمي على طريق يربط بين مسكنه في حي المنصورة ومقر عمله في قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية في مديرية التواهي، واقترب صومالي من السيارة قبل أن يفجر نفسه، وأظهرت صور التقطت عقب العملية أن الجزء الأسفل من الانتحاري ويديه انفصلوا عن جسده، لقوة الانفجار الذي أدى إلى مقتل اثنين من مرافقي القائد العسكري ، وخمسة من المارة، وإصابة 13 آخرين من الجنود والمارة والساكنين، بينهم نساء وأطفال.

وتأتي العملية بعد أن حقق الجيش بقيادة قطن انتصارات كبيرة على تنظيم القاعدة في الجنوب، دفعت مسلحيها إلى الانسحاب من معاقلهم في محافظتي أبين وشبوة، وقاد قطن الحرب ودخل بنفسه إلى المدن التي حررها الجيش من «القاعدة»، خصوصا زنجبار عاصمة أبين ومدينة جعار المجاورة.

ووصف الرئيس اليمني، عبد ربّه منصور هادي، العملية الانتحارية التي أودت بحياة قطن بأنها حدث إرهابي وعمل إجرامي، ودانه بشدة، وجدد عزم بلاده على مواصلة «الحرب ضد تنظيم القاعدة الإرهابي»، وقال إنها «ستستمد قوة أكبر من أجل الدماء الطاهرة والشهداء الأبرار الذين سقطوا، وكان آخرهم اللواء سالم قطن».

وفي محافظة شبوة، مسقط رأس قطن، نجا محافظها من هجوم نفذته عناصر مسلحة، تتبع تنظيم «القاعدة» في منطقة حبان، عندما كان في الطريق لتسلم مدينة عزان التي أخلاها عناصر التنظيم. وقال مسؤول محلي لـ «البيان» إن المحافظ، علي حسن الأحمدي، كان ضمن قافلة عسكرية في طريقها إلى مديرية عزان، لتسلمها بعد أن انسحبت منها عناصر تنظيم «القاعدة»، بموجب اتفاق مع شيوخ القبائل في المدينة، إلا أن عناصر من التنظيم نصبت له كميناً في منطقة حبان، وأمطرت الموكب بقذائف الآر.بي.جي، إلا أنه نجا من الهجوم، في حين وصلت تعزيزات عسكرية إلى المكان، ووقعت مواجهات عنيفة بين الطرفين.

وكان مدير مديرة عزان يسلم باجنوب قد صرح أن 500 من رجال القبائل تسلموا المهام الأمنية في مديرية عزان، بعد أن انسحبت منها عناصر «القاعدة» التي غادرت المدينة في موكب من 20 سيارة إلى المنطقة الصحراوية التي تمتد بين محافظات شبوة ومأرب والجوف.