«السهر من حق الشباب» هذا ما أكده النائب مسلم البراك في (الإرادة 2) محذرا من «المؤامرة» ومعلنا أن الجبهة الوطنية ستترك بصمة في تاريخ العمل السياسي، مثلما تركت «مجموعة الـ 45 عام 1989».
وفيما احتفت الساحة بالنائبين الدكتورين وليد الطبطبائي وجمعان الحربش العائدين من سورية، أكد الأخير أن «هناك كويتيين وصلوا الصفوف الاولى واوصلوا المساعدات.
أنتم لا تعرفونهم الله يعرفهم».
أما الطبطبائي فقال: «تبارك الرحمن. حضوركم يسر الناظرين وكسر التحبيط والفتاوى المعلبة، في الليلة الكبيرة في 24 الجاري لاستعادة ارادة الأمة والحق المسلوب. لقد تعلمنا من الشعب السوري التوكل على الله، تعلمنا منه الحرية لانه رفض النظام الديكتاتوري».
وأكد: «قررنا بناء على المادة 6 أن جابرالمبارك آخر رئيس وزراء من ذرية مبارك، وهذا قد صدر من ساحة الارادة وينشر في وسائل الاعلام».
وأكد: «حان الوقت لأخذ حقوقنا بعد مرور 50 سنة على العمل بالدستور وتفعيل المادة الخامسة، وبيعة ذرية مبارك في رقابنا».
ومن ساحة الإرادة قال النائب مسلم البراك إن «تجمع (نهج) وجه الدعوة الى جميع أبناء الشعب الكويتي، ووزارة الداخلية تمنع المبيت، لكننا لن نخضع ولن نسكت وليفعلوا ما يريدون».
وأضاف: لمن طعن نساء الكويت نقول «لقد ساهمت في إصرار بناتنا على الحضور الى ساحة الإرادة».
وقال: «إن الهجمة الشرسة التي نتعرض لها مؤامرة كبيرة جدا ساهمت في تداعي القوى الشبابية. ونحتفل اليوم بجبهة حماية الدستور، وهذه الجموع جاءت للتعبير عن رغبتها الحقيقية».
وتابع: «السهر من حق الشباب. ولم نستغرب بيان وزارة الداخلية (وإذا أنتم متيقظون روحوا الى أمغرة وشوفوا الحرائق»، أما شباب (الارادة) فهم حماة الوطن والدستور. ونبلغكم أننا لن نتراجع ولا تخيفوننا ببيانات تصدر من هنا وهناك ولا قيمة لها. وكم أسعدنا الحضور هذه الليلة ونشكر (نهج) الذي اختار عنوان (لن نتركها تضيع)».
وكان البراك قال لـ «الراي» ان «الجبهة الوطنية أشبه بمجموعة الـ 45 التي شكلت في عام 1989»، مبينا: «ان اعضاء الجبهة اشخاص يمثلون انفسهم، وان كان البعض مرتبطا بتيارات وقوى سياسية، ولكنه في الجبهة لا يمثل التيارات».
وأكد البراك: «ان عدد اعضاء الجبهة سيزداد في الفترة المقبلة، وسيشمل جميع تكوينات المجتمع، ولا ريب ان انشاء الجبهة يوم تاريخي، خصوصا ان الاعلان كان في جمعية المحامين التي تضم أعدادا كبيرة من المدافعين عن حقوق الناس في الكويت».
واعتبر البراك الجبهة «نقلة نوعية وسيكون عملها بصمة في تاريخ العمل السياسي مثلما تركت مجموعة الـ 45 بصمة في التاريخ».
وأوضح: «ان الشعب الكويتي لن يترك السلطة تتفرد بقرار الدوائر الانتخابية، وان الجموع التي تحتشد في ساحة الارادة تريد ان توصل صوتها، ونحن لن نتوقف عن ايصال صوتنا، وسنلجأ الى جميع الطرق السلمية التي تحفظ كرامتنا واستقرار بلدنا».
وقال النائب علي الدقباسي: «نحن هنا لأهداف واضحة ومحددة. نحن هنا لإسقاط مجلس الشيكات. نحن نأسف لقيام حكومة تقدم قانونا وتطعن فيه. نحن نريد ان نخرج من مشاكلنا وصولا الى دولة المؤسسات ومن اجل مستقبل نخرج به من حالة التدهور التي نعيشها».
وقال: « إن الحكومة تحاول أن تمد في عمر مجلس القبيضة وإطالة عمله، وهذا الأمر لن يحدث وسنذهب الى أبعد مدى في إطار دستور 1962».
ووجه الدقباسي سؤالا الى سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك مفاده «إلى متى؟ وأقولها صراع الشيوخ لا يعنينا لأن الدستور هو من نظم علاقتكم وتوارث الإمارة. نحن تعنينا السيادة للامة».
وأكد: «الحكومة فشلت ومازالت في إدارة الأزمة»، داعيا جميع المواطنين لمساندة الجبهة الوطنية للخروج من الأزمة.
وقال عضو التيار التقدمي أحمد الديين إن «73 مواطنا ومواطنة كتبوا شهادة ميلاد الجبهة الوطنية التي لم تولد ميتة، وستكون جزءا من الحراك وليست بديلة عنه».
وأضاف: «إن بعض أبناء الأسرة تعاملوا مع الدستور على انه خطأ تاريخي يجب تصحيحه. السلطة زورت الانتخابات وانقلبت على الدستور العام 1976 وحاولت تنقيح الدستور في العام 1980 وجاءت بنظام الدوائر الـ25 سيئ الذكر. نحن أمام مسلسل مكسيكي. هناك عقلية مشيخة ترفض الديموقراطية، نريد ان نكون مواطنين احرارا ونحن لا ننازع على الإمارة».
وتابع: نريد نظاما برلمانيا متكاملا، إن ارادة الأمة أفشلت مخطط السلطة في عام 2006 وحقنا في الاعتراض، ومن يعترض الآن كان معنا في رفض مشروع الحكومة للدوائر العشر العام 2006».
وتابع: «كانت السلطة تنوي حل المجلس وتفضيل نظام انتخابي، وكلفوا ناصر الروضان بوضع نظام يفتت الكتل».
وحيا أسامة الشاهين الحاضرات «اللواتي تعرضن للتشويه» كما حيا كل من كسر الاصطفاف الطائفي والحزبي «لأنه يدرك أننا في سفينة واحدة سنة وشيعة وبدو وحضر ولن يغرق المركب وسنصل به الى بر الأمان».
وقال ان «السلطة لا تؤمن بالدستور ولكنها تستعمله للكشخة في المحافل الدولية. والحكومة عاجزة عن التنمية وفرض القانون، لذا كان مثل هذا التحرك الوطني».
وخاطب الشاهين «إخواننا الغائبين عن ساحة الإرادة» بـ «ألا يخدعوكم ونحن متأكدون من انضمامكم إلينا».
وفيما حيا عريف الحفل النائبين الدكتورين وليد الطبطبائي وجمعان الحربش لدخولهما الى إدلب في سورية وقدم لهما درعين تذكارين، قال الحربش: «أوصل لكم رسالة من المعسكر السوري، إنهم يحيون جهودكم وهناك كويتيون في الصفوف الأولى».
واعتبر نائب مجلس 2012 محمد الدلال تشكيل الجبهة الوطنية «تطورا نوعيا في الأداء السياسي»، داعيا المكتب التنفيذي للجبهة الى تبني خطة عمل واضحة المعالم والتنسيق مع مكونات المجتمع كافة.
وقال الدلال لـ «الراي»: «إن على الجبهة ان تعي خطورة المرحلة وسعي بعض الاطراف الى جرنا الى صراعات جانبية، ولابد ان يلتفت اعضاء الجبهة الى هذه النقطة ويفوتوا الفرصة على من يريد خلط الاوراق».
وتوقع نائب مجلس 2012 نايف المرداس انضمام غالبية التيارات الى الجبهة الوطنية، خصوصا من اعلنت عدم مشاركتها، «لأن جدية الجبهة وعملها وفقا للمصلحة الوطنية بعيدا عن اي تحزب او طائفة او فئة، سيدعوانها الى الانضمام».
وقال المرداس لـ «الراي»: «ان تأثير الجبهة سيكون فاعلا في المجتمع، لاسيما ان من حضر اجتماع جمعية المحامين يمثلون تيارات مختلفة، وكان هناك تناغم بين من حضروا، وكان جليا حرصهم على تشكيل جبهة لمواجهة التفرد الحكومي بالقرار، ومحاربة الفساد».
وذكر المرداس ان «اجتماع الغالبية في ديوانيتي السبت المقبل سيكون لتقييم الوضع، وخصوصا تجمع ساحة الارادة وما يتمخض عنه».
وعلمت «الراي» ان ممثل حزب الامة عواد الظفيري انسحب من اجتماع الجبهة الوطنية «احتجاجا على عدم ادراج الاحزاب السياسية ضمن اهداف الجبهة».
وقالت مصادر حضرت الاجتماع: «ان الظفيري أصرّ على تضمين انشاء الاحزاب، وان الهيئات السياسية لا تفي بالغرض، ولكن أعضاء الغالبية اعترضوا عليه، وأكدوا له ان الاحزاب والهيئات تصب في المعنى نفسه، لكن الامر لم يرق له».
وذكرت المصادر: «ان الظفيري أثار موضوع الحكومة المنتخبة، واعترض على عدم ادراجها، فكان الجواب ان النظام البرلماني الكامل يشمل الحكومة المنتخبة، وان المصطلح غير دقيق، وان الجبهة فضلت عدم الدخول في التفاصيل راهنا بخصوص اختيار الحكومة».
وأشارت المصادر الى ان «الظفيري لم يقتنع بالرد وفضل الانسحاب من الاجتماع».