استعان مبعوث جامعة الدول العربية والأمم المتحدة بشأن سوريا، الأخضر الإبراهيمي، بالصين لدعم مهمته في سوريا، وأعرب الابراهيمي عن أمله في ان تلعب الصين «دورا نشطا» وسط مؤشرات على ظهور مسافة بين بكين وموسكو إزاء الأزمة في سوريا، مما يرجح أن يسعى الابراهيمي إلى الصين كنقطة تلاقي بين روسيا وإيران من جهة والدول الغربية والعربية من جهة أخرى، فيما يتوقع أن تعقد اللجنة الوزارية العربية اجتماعاً في 12 الجاري.
وأعرب الإبراهيمي أمس في بكين عن أمله في ان تلعب الصين «دورا نشطا» من اجل المساهمة في وقف العنف في سوريا، لدى لقائه وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي. وقال الابراهيمي متحدثا الى الصحافيين في وزارة الخارجية بحضور يانغ جيشي، انه يأمل ان «تتمكن الصين من لعب دور نشط في ايجاد حل للأحداث في سوريا»، بدون اضافة أي تفاصيل اخرى. وتتحفظ الصين عموما على أي تدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى.
واستخدمت الصين وروسيا حق النقض (الفيتو) لتعطيل استصدار قرارات عن مجلس الامن تهدف الى الضغط على الرئيس السوري بشار الاسد لوقف العنف.
الموقف الصيني
وشكر يانغ الابراهيمي على العمل الذي يقوم به، مبديا أمله بأن تدفع محادثاتهما وهي الثالثة خلال شهرين في اتجاه «تفاهم متبادل» و«معالجة ملائمة للملف السوري». ولم تكشف الخارجية الصينية مضمون المحادثات لكنها كررت القول ان بكين ستدفع في اتجاه «حل سياسي في سوريا».
وقال الناطق باسم الخارجية هونغ لي ان «الصين تلعب دورا مهما وإيجابيا في الدفع في اتجاه حل سياسي للقضية السورية وستواصل العمل مع المجموعة الدولية». وقالت وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا) إن وزير الخارجية يانغ كرر دعوة لكل الاطراف في الصراع السوري لوقف إطلاق النار على الفور واتخاذ خطوات نحو تشكيل حكومة انتقالية. ونقل تقرير الوكالة عن يانغ: «يجب أن يتعاون المجتمع الدولي بشكل كامل ويدعم جهود الوساطة التي يقوم بها الوسيط الإبراهيمي بشعور أكبر بالحاجة الملحة والمسؤولية». وأضاف: «على الأطراف المعنية أن تعين في أسرع وقت ممكن ممثلين لهم سلطة لوضع خارطة طريق لعملية التحول السياسي بمساعدة من المبعوث الإبراهيمي والمجتمع الدولي».
وسطية في الحل
وكان وزير الخارجية الصيني أكد أيضا على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة الشهر الماضي في نيويورك ان «الحوار السياسي هو الوسيلة الوحيدة الصحيحة لمعالجة هذه المسألة». وقال ان أي انتقال سياسي يجب ان يقوده الشعب السوري وليس ان تفرضه قوى خارجية. ويقول محللون ان تمنع الصين عن دعم تحرك في سوريا ناجم عن استيائها من التدخل العسكري الغربي في ليبيا خلال الثورة العام الماضي، والذي ادى الى الإطاحة بمعمر القذافي. وقال المحلل في معهد «رويال يونايتد سيرفيسيس» مايكل ستيفنز، ان الصين خففت دعمها للأسد خلال النزاع. وأضاف: «كان هناك دعم مفتوح للأسد وقد تغير ذلك الآن الى محاولة إيجاد حل»، مضيفا: «نددوا بالعنف من الطرفين».
الإبراهيمي في القاهرة
في الأثناء، قال أمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن الإبراهيمي سيصل إلى القاهرة اليوم، في ختام جولة له شملت موسكو وبكين، للتشاور حول آخر تطورات الأزمة في سوريا، بعد فشل هدنة عيد الأضحى. وصرح عقب مباحثات أجراها أمس في أحد فنادق القاهرة مع وزيرة خارجية باكستان التي تزور مصر حاليًا إن الأخضر الإبراهيمي ذهب إلى روسيا وإلى الصين وسوف يعود باكر الخميس إلى القاهرة.
وردًا على سؤال حول طلب الشيخ حمد بن جاسم وزير خارجية قطر بعد اجتماع للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية؛ لمعرفة ماذا بعد فشل الهدنة، قال العربي: «ربما هناك اجتماع لكن لم يتحدد بعد»، إلا أن مصادر دبلوماسية عربية مسؤولة بالقاهرة توقعت عقد اجتماع عاجل للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية يوم 12 نوفمبر الجاري على هامش اجتماعات مجلس الجامعة العربية في نفس اليوم قبيل 24 ساعة من الاجتماع المشترك لوزراء خارجية الدول العربية والأوروبية بالقاهرة.
أفكار الإبراهيمي
قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أمس، إن الأخضر الإبراهيمي لم يتحدث أثناء زيارته الأخيرة الى موسكو عن إمكانية وضع خطة جديدة لإحلال السلام في سوريا.
ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية عن غاتيلوف قوله للصحافيين إن الإبراهيمي لم يناقش مع المسؤولين الدبلوماسيين الروس إمكانية وضع خطة جديدة للتسوية السورية، وأضاف أن «الموفد الدولي لم يقل شيئاً في هذا الموضوع». وقال: «يمكن أن تظهر أفكار ما بعد هذه الجولة من المحادثات».
وزار الإبراهيمي موسكو الإثنين الماضي، حيث التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي أسف لتصعيد القتال في سوريا ولعدم الاستجابة لنداء الإبراهيمي إلى الهدنة خلال عيد الأضحى.