نقلت تقارير غربية امس عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة الرئيس باراك أوباما تدرس احتمال التدخل بشكل أعمق في سوريا لتنحية الرئيس بشار الأسد عن السلطة، ضمن اجراءات قد تتضمن ارسال عناصر «سي آي إيه» إلى المناطق المحررة، بالتوازي مع تأكيدات مسؤولين حكوميين أن بريطانيا أصدرت إشارة واضحة لاستعدادها تسليح المعارضة عقب فوزها بالمعركة الدبلوماسية مؤخراً بشأن مراجعة الحظر المفروض على تسليحهم، في وقت أكد حلف «الناتو» قبيل اجتماع قيادته البرية في أزمير التركية أن صواريخ «باتريوت» المتوقع نشرها في تركيا دفاعية وليست هجومية ولا يمكن استخدامها في إنشاء منطقة حظر جوي، مع تأكيد الحلف أن حدود تركيا هي حدود «الاطلسي».



ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية امس عن مسؤولين أميركيين على صلة بالمناقشات الجارية في البيت الأبيض إن إدارة أوباما تأمل أن يكون الصراع في سوريا وصل إلى نقطة تحول، وهي تدرس القيام بتدخل أعمق للمساهمة بتنحية الأسد عن السلطة. وأشاروا إلى أنه على الرغم من عدم اتخاذ أي قرار بعد، إلا أن الإدارة الأميركية تدرس عدة بدائل من ضمنها تزويد بعض المقاتلين المعارضين بالسلاح بشكل مباشر.



أما الخيارات الأخرى المستبعدة حالياً، فتتعلق بتزويد المعارضة بالسلاح بشكل مباشر بدل الاكتفاء بالاستمرار في استخدام دول أخرى للقيام بذلك. أما الخيار الذي قد يعتبر أكثر مخاطرة، فيتعلق بإرسال عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» أو عناصر استخباراتية حليفة إلى الارض في سوريا للعمل عن كثب مع مقاتلي المعارضة في المناطق التي يسيطرون عليها حالياً.

ضحايا وكيماوي

وقال مصدر إن المسؤولين الأميركيين ناقشوا كافة هذه الاحتمالات قبل الانتخابات الرئاسية، غير أن فوز أوباما والنجاحات التكتيكية للثوار شجع البيت الأبيض على اتخاذ قرارات أكثر جرأة و«منح هذا الجدل طابعاً ملحاً جديداً».



ولكن بعض هؤلاء المسؤولين، لا يزالون قلقين بشأن توسيع التدخل الأميركي في سوريا، بسبب احتمال فقدان أرواح أميركيين أو توسيع نطاق الصراع ما قد يشمل تركيا أيضاً، فيما يرى آخرون أن التدخل مبرر بسبب ارتفاع حصيلة الضحايا في سوريا وخطر الأسلحة الكيماوية، كما أنه يشكل فرصة لتوجيه ضربة إلى حليف إيران الوحيد في المنطقة.

تسليح الثوار

من جانبها، ذكرت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية إن القرار الذي اتخذه سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بتمديد الحظر المفروض على الأسلحة إلى سوريا لمدة ثلاثة أشهر فقط، هدف إلى توجيه رسالة قوية لنظام الرئيس بشار الأسد بأن الحكومات الأوروبية على استعداد متزايد لتقديم الدعم العسكري للثوار.



وأضافت أن بريطانيا، وبدعم من فرنسا، تمكنت من التغلب على معارضة قوية من السويد والتشيك وبلجيكا لما سيكون تحولاً مهماً في السياسة الغربية حيال سوريا، حيث سيمنح قرار السفراء القدرة للاتحاد الأوروبي على توريد الأسلحة إلى قوات المعارضة في سوريا بعد الأول من مارس المقبل.



ونسبت الصحيفة إلى ناطق باسم الحكومة البريطانية قوله: «هذا القرار يبعث برسالة قوية للنظام السوري بأن كل الخيارات لا تزال على الطاولة ويوضح الحاجة إلى تغيير حقيقي».

صوت «الناتو»

من جانب آخر، قال قائد القوات البرية المشتركة لحلف «الناتو» بن هودجز إن صواريخ «باتريوت» تعتبر منظومة دفاعية، ولا يمكن استخدامها لشن هجوم أو إنشاء منطقة حظر جوي.



ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية عن هودجز قوله في حديثه للصحافيين بولاية إزمير التركية التي ستشهد اليوم الجمعة اجتماع القيادة البرية للناتو إن «باتريوت» منظومة دفاعية، مؤكداً عدم إمكانية استخدامها لشن هجوم، أو لإنشاء منطقة حظر جوي. وأضاف إنه «لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد في الحلف بشأن نشر هذه الصواريخ على الحدود التركية - السورية، بحسب طلب أنقرة»، لافتاً إلى أن المسألة هي «في مرحلة البحث حالياً». وأكد هودجز أن «حدود تركيا هي حدود الناتو»، وأنه في حال تعرضها لهجوم، فإن الحلف «سيجتمع مباشرة من دون إبطاء».



40 صاروخ

كشف مسؤولون استخباراتيون غربيون وشرق أوسطيون إن الثوار السوريين حصلوا خلال الأسابيع الأخيرة على حوالي 40 صاروخاً مضاد للطائرات العسكرية.



ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن المسؤولين الاستخباراتيين، الذين طلبوا عدم الكشف عن اسمهم إن الهدف من امتلاك الصواريخ الـ 40 هو مواجهة الهجمات التي تنفذها الطائرات العسكرية السورية، مشيرين إلى أن تأثيرها ظهر بإسقاط مروحية ومقاتلة قرب حلب مؤخراً.