أثار إعلان جبهة النصرة الإسلامية السورية مبايعتها زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري حفيظة المجموعات الإسلامية المقاتلة الأخرى التي وجهت للمرة الأولى انتقادات علنية إلى هذا التنظيم.
وأتت هذه الخطوة غير المسبوقة بعدما سعت هذه المجموعات إلى حجب تبايناتها مع الجبهة المتطرفة. لكن مبايعة هذه الأخيرة صراحة لـ«القاعدة» فتح باب التباين واسعاً. وقالت «جبهة تحرير سوريا الإسلامية» في بيان: «نحن في سوريا عندما خرجنا وأعلنا جهادنا ضد النظام الطائفي خرجنا لإعلاء كلمة الله، وليس لأن نبايع رجلاً هنا أو رجلاً هناك، ونفتئت على بقية إخواننا المجاهدين وشعبنا أو أن نفرض عليه شيئا فوق إرادته».
وتضم الجبهة نحو 20 لواء وكتيبة ومجموعة إسلامية ممثلة في القيادة العسكرية العليا للجيش الحر. ومن أبرزها لواء التوحيد ولواء الإسلام وألوية صقور الشام، وكتائب الفاروق التي تعتبر من أبرز المجموعات المقاتلة ضد النظام.
استغراب وبيان
ووجهت الجبهة انتقادات إلى الظواهري من دون أن تسميه، مبدية استغرابها «لهذا النهج الحزبي الضيق لأناس بعيدين عن ساحات جهادنا، ولا يدركون واقعنا ومصالح ثورتنا المباركة، فيقيمون علينا دولة ونظاما من دون استشارتنا، وأميرا لم نؤمره ولا نعرفه ولم نسمع عنه إلا في وسائل الإعلام».
وأتى البيان بعد يومين من إعلان زعيم جبهة النصرة أبومحمد الجولاني مبايعة الجبهة زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري، متنصلاً في الوقت نفسه من إعلان زعيم الفرع العراقي للتنظيم أبو بكر البغدادي جمع دولة العراق الإسلامية وجبهة النصرة تحت راية ما أطلق عليها «الدولة الإسلامية في العراق والشام».
انتقاد وضرر
وفي حين لم يصدر تعليق عن الجبهة السورية الإسلامية، التي تعد كتائب أحرار الشام مكونها الرئيسي، إلا أن «الأب الروحي» للجبهة أبوبصير الطرطوسي، اعتبر أن «أي ارتباط مع القاعدة ينعكس بالضرر» على الاحتجاجات المطالبة برحيل نظام الرئيس بشار الأسد. وقال: «لا داعي لأن تقول أنا أنتمي لهذا الاسم وأقاتل تحت هذا الاسم. أنت لست ملزماً به لا شرعاً ولا عقلاً ولا سياسة، وتعلم أنه سيجلب عليك وعلى أهل الشام ضرراً، وسيساعد هذا الطاغية من حيث لا تدري»، في إشارة إلى الرئيس السوري.
ووجه الطرطوسي في حديثه انتقادات لاذعة إلى أسلوب العمليات الانتحارية، التي تشكل إحدى الوسائل التي تستخدمها «النصرة» في عملياتها.
من أنتم؟
ويقول الخبير الفرنسي في الشؤون الإسلامية توما بييريه أنه «بالنسبة إلى الإسلاميين السوريين، تعكس تصريحات الظواهري والبغدادي رغبة في ان تتحول جبهة النصرة من مجموعة مقاتلة ضمن مجموعات أخرى، إلى قائد سياسي للقتال، وهذا طبعا أمر غير مقبول بالنسبة اليهم».
ويضيف بييريه أنّه «للمرة الأولى لدى الإسلاميين لوم ملموس ضد القاعدة في سوريا، وهذا يمكن اختصاره بالقول: من أنتم لتنصبوا أنفسكم قادة؟».
«الائتلاف» يرفض
اعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان أمس أن مبايعة جبهة النصرة لتنظيم القاعدة «تخدم نظام بشار الأسد». وقال الائتلاف: «نعتقد أن أي سلوك يتناقض مع خيارات الشعب السوري في الحرية والكرامة والعدالة، لن يخدم سوى نظام الأسد، وسيلحق الضرر بثورة السوريين وبحقوقهم ومصالحهم، وعليه فإنه سيعتبر سلوكاً مرفوضاً بالمطلق»، متمنياً على الجبهة أن «تحافظ على مكانها في الصف الوطني، وان تتابع بذل جهودها في محاربة النظام، ودعم حرية الشعب بكل أطيافه». القاهرة- دار الإعلام العربية