قصفت قوات النظام السوري مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في العاصمة السورية دمشق الليلة قبل الماضية بالسلاح الكيماوي، ما أدى إلى مقتل 22 وإصابة العشرات باختناقات ومضاعفات نتيجة استنشاق الغاز السام، في حين دمرت قوات النظام مرقد الصحابي خالد بن الوليد، بالتزامن مع سيطرة الجيش السوري الحر على بلدة خان العسل الاستراتيجية غربي حلب.
وبث ناشطون مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، قالوا إنها لقصف وتفجيرات بالأسلحة الكيماوية وإن ذلك أدى لسقوط أعداد من الضحايا والجرحى في تلك المنطقة المكتظة سكانياً.
وذكرت تنسيقية مخيم اليرموك أن عدد القتلى بلغ 22 قتيلاً اختنقوا بالغازات السامة، وأن عشرات آخرين أصيبوا بحالات اختناق وإعياء وسط انعدام الخدمات الطبية نتيجة الحصار المفروض على المخيم.
ودعا «الائتلاف الوطني» السوري المعارض المجتمع الدولي إلى «التدخل»، وفتح ممرات إنسانية لإنقاذ المدنيين.
وقال الائتلاف في بيان صحافي، أمس، إنه يدين «استخدام الجيش النظامي أسلحة كيماوية في حي اليرموك، ذي الغالبية الفلسطينية، ويطالب المجتمع الدولي بممارسة واجباته لحماية الشعب السوري، من استخدام جميع الأسلحة ضده، بما فيها السلاح الكيميائي».
وفي شمال سوريا، تعرضت ممتلكات الأكراد في مدينة تل أبيض للسلب والنهب من قبل كتاب جهادية تتزعمها ما يسمى الدولة الاسلامية في العراق والشام. وقال المرصد السوري وناشطون إن عشرات المنازل تعرضت للنهب والحرق، وسط اعتقالات جماعية على الهوية للأكراد إثر اشتباكات مسلحة بين فصيل كردي مسلح وكتائب جهادية.
قذائف كيماوية
وأوضح البيان، أن «الأنباء والتسجيلات المصورة التي نشرها نشطاء من داخل العاصمة دمشق، أمس، تفيد بقيام قوات النظام باستخدام قذائف كيماوية وغازات سامة لقصف مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين».
وطالب بيان الائتلاف بـ«ضرورة الإسراع في اتخاذ كل الخطوات الممكنة لحماية المدنيين في سورية وفتح ممرات إنسانية عاجلة لإنقاذهم».
ووجه الائتلاف في الآونة الأخيرة نداءات عدة للمجتمع الدولي للتدخل «لحماية» الشعب السوري من استخدام «النظام» للأسلحة الكيماوية مطالباً بفتح ممرات إنسانية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة.
قصف مرقد خالد
من جانب آخر، تسبب قصف القوات النظامية على مدينة حمص في وسط سوريا بتدمير مرقد الصحابي خالد بن الوليد، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون أمس.
ويأتي ذلك في وقت تدخل الحملة العسكرية التي تقوم بها القوات النظامية على الأحياء المحاصرة في حمص أسبوعها الرابع، في محاولة للسيطرة على هذه الأحياء التي لا تزال خاضعة لمقاتلي المعارضة.
وذكر المرصد أن «مرقد الصحابي الجليل خالد بن الوليد دمر إثر استهدافه من القوات النظامية». وتعرض مسجد خالد بن الوليد الذي يوجد فيه المرقد ويقع في منطقة تسيطر عليها المعارضة المسلحة، بدوره لضرر كبير.
وأظهرت أشرطة فيديو بثها ناشطون على الإنترنت الاثنين صوراً للمسجد الذي بني إبان العهد العثماني، واشتهر بمئذنتيه الشاهقتين، وقد أصابه دمار جزئي واحترقت بعض أجزائه، وصوراً للمرقد المدمر.
أسلحة ثقيلة
ويقول أحد الناشطين في تعليق على الصور: «تم قصف مسجد الصحابي الجليل خالد بن الوليد وتدمير المقام بشكل كامل بعد قصف المسجد بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة صباح أمس».
وأظهرت الصور أكواماً من الحجارة وقطعاً معدنية في موقع الضريح الذي انهارت عليه كتل إسمنتية وألواح خشبية من جراء القصف.
وبدا في شريط الفيديو أيضاً رجل مجهول الهوية وهو يتجول قرب المرقد، منتقداً صمت العالم حيال ما يحدث في حمص.
ويقول: «أريد أن أقول للعالم والعرب والإسلام، ماذا سيذكر عنكم التاريخ وكيف ستواجهون رب العالمين بعد أن تم تدمير ضريح خالد بن الوليد؟».
وأضاف: «لماذا هذا الصمت وهذا التخاذل على حمص المحاصرة؟»، متابعاً: «ماذا تريدون أكثر من ذلك؟ ها قد تدمر مرقد خالد بن الوليد».
ويعد ضريح خالد بن الوليد من المواقع الدينية المهمة التي يؤمها المسلمون، وهو أحدث موقع في سلسلة من المواقع الدينية والثقافية السورية التي تضررت أو دمرت في أثناء النزاع المستمر في البلاد منذ 28 شهراً.
خان العسل
إلى ذلك سيطر مقاتلو المعارضة، أمس، على بلدة خان العسل، أحد أبرز المعاقل المتبقية لقوات النظام في ريف حلب الغربي، بعد معارك عنيفة استغرقت أياماً بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد: إنه «سيطرت الكتائب المقاتلة على بلدة خان العسل الاستراتيجية الواقعة بريف حلب الغربي ومشطت الحي الجنوبي من البلدة الذي كان محاصراً فيه عدد من ضباط وعناصر القوات النظامية».
وأفاد باستسلام عدد من هؤلاء وبينهم جنرالات كانوا يقودون معارك حلب مع استمرار الاشتباكات على بعض الأطراف الجنوبية بين مقاتلي المعارضة وعناصر آخرين. وتعتبر خان العسل أحد أبرز المعاقل المتبقية لقوات النظام في ريف حلب الغربي.
أبرز المعارك
وقعت أبرز المعارك في خان العسل في مطلع مارس عندما سيطر المقاتلون المعارضون على مدرسة الشرطة الواقعة عند طرف البلدة، بعد معركة تكبد خلالها الطرفان نحو مئتي قتيل واستغرقت ثمانية أيام. كما سيطروا على أجزاء أخرى من البلدة ليخسروها بعد أيام قليلة. أ.ف.