ما إن سقط برميل متفجر على إحدى حواف سد الفرات في مدينة الطبقة بريف الرقة، حتى وجه ناشطون نداء الاستغاثة إلى الأمين العام للأمم المتحدة والهيئة العالمية لإدارة الكوارث والأزمات لإنقاذ سد الفرات من كارثة قد يتعرض لها من جراء قصف القوات النظامية.

وحذر النشطاء أن منطقة حوض الفرات تتعرض إلى خطر كبير، نتيجة تعرض مدينة الرقة والقرى القريبة منها إلى شتى أنواع القصف من المدفعية والطيران وراجمات صواريخ القوات النظامية، كونها أصبحت خارج سيطرة النظام وتحولت إلى مسرح عمليات عسكرية يخضع لكل احتمالات الكوارث. ويقع سد الفرات في مدينة «الطبقة» حيث يبعد عن الرقة 55 كيلومتراً، وعن محافظة دير الزور 185 كيلومتراً، وتتعرض المناطق المحيطة بسد الفرات المسمى «سد البعث التنظيمي» الذي يبعد عنه ثلاثين كيلومتراً إلى الشرق في ناحية المنصورة، إلى قصف دائم بصواريخ سكود ذات القوة التدميرية على مساحة نصف كيلومتر مربع، والتي تعمل على خلخلة التربة في مساحة لا تقل عن الكيلومترين مربعين حسب مختصين. حيث تمتد منطقة الكارثة المباشرة على طول نهر الفرات من مدينة الطبقة وحتى الحدود العراقية، إلى مساحة (52680) كيلومتراً مربعاً، أي ما يقارب ثلث مساحة سوريا ويقطنها نحو ثلاثة ملايين مواطن سوري.

كارثة كبرى

ويعتقد النشطاء أن «نظام بشار الأسد لن يتورع وفقاً لسياسته في إرهاب السوريين والمجتمع الدولي عن ارتكاب هذه المجزرة، بعد ارتكابه للمجازر التي شهدها العالم مذهولاً، وآخرها مذبحة بانياس، وتدمير الجسر المعلّق الأثري التاريخي في دير الزور، وقبله الجامع الأموي في حلب، وأكثر من مليوني منزل ومئات المساجد والكنائس».

وقد نشر المختصون عبر صفحات التواصل الاجتماعي معلومات غير مؤكدة تفيد بوجود تشققات وخلخلة في جسم السدين اللذين هما بالأساس سدان ردميان، ما ينذر بكارثة كبرى مباشرة في حال انهيار أحدهما، مؤكدين أن انهيار سد الفرات الذي يحتجز خلفه بحيرة تحوي 14000 مليار متر مكعب من المياه ستكون له كوارث وتداعيات رهيبة، ومن أهمها تهديد حياة وتشريد أكثر من 3 ملايين نسمة، وغرق مدينة الرقة بارتفاع ماء يبلغ 16 متراً. بالتوازي مع غرق مدينة دير الزور والبوكمال بارتفاع أكثر من أربعة أمتار. وهذا يعني أن الكارثة ستطال كل مقومات الحياة في المنطقة الشرقية من سوريا. فضلاً عن غرق جزء كبير من الأراضي العراقية يصل حتى الرمادي.

بيئي وتاريخي

ومن بين المخاطر التي قد تنجم أيضاً عن انهيار السد محو جميع المناطق الأثرية التي تقع بين الرقة والحدود العراقية من الخارطة، حيث يوجد في هذه المنطقة أهم المعالم الأثرية في سوريا، والتي يتجاوز عمر بعضها آلاف السنين قبل الميلاد. علاوة على القضاء على البنية التحتية، وهذا يشمل جميع محطات الكهرباء والمياه والبنى التحتية الأخرى. وتدمير الثروة الحيوانية والزراعية والنفطية بشكل كامل.

اقتراب النهاية

لا يستبعد النشطاء فكرة تدمير سد الفرات على يد النظام في حال شعر بأن نهايته اقتربت، وحينها سيلجأ إلى رد فعل انتقامي من كتائب الجيش الحر، ويتم إلصاق التهمة بالجماعات الجهادية المنتشرة في الرقة وريفها، كونه لم يعد بمستطاعه استخدام السلاح الكيماوي بعد فضيحة مجزرة الغوطة بريف دمشق. البيان