استنكر مجلس التعاون لدول الخليج العربية بشدة تطاول المدعو يوسف القرضاوي على الإمارات، وأكد أنها تحريض مرفوض وادعاءات باطلة تثير الفتنة، في حين أعلنت القاهرة انه سبق لها أن استدعت السفير القطري لديها لتبليغه رسالة احتجاج شديدة اللهجة بسبب مواقف القرضاوي، التي سبق للإمارات أن احتجت عليها، وأكدت أن سفيرها في الدوحة «في إجازة»، وأن إساءات القرضاوي في حق مصر والأزهر الشريف والإمارات الشقيقة تجاوزت الحدود.
واستنكر الأمين العام لمجلس التعاون د.عبداللطيف بن راشد الزياني، بشدة الاتهامات التي وجهها القرضاوي في خطبة الجمعة 24 يناير الماضي للإمارات، ووصفها بأنها تحريض مرفوض وادعاءات باطلة تثير الفتنة، لا يستفيد منها الا أعداء الأمة الإسلامية.
وأعرب في تصريح لوكالة أنباء الإمارات عن أسفه من أن تصدر مثل تلك الاتهامات التحريضية من القرضاوي تجاه الإمارات التي عرفت دائماً بمواقفها المبدئية المشرفة، وجهودها في دعم القضايا الإسلامية، ونصرة ومساعدة المسلمين في كل مكان، مؤكداً على حرص دول المجلس، في ظل الظروف الحرجة التي تحيط بالمنطقة، على رص الصفوف وتعزيز تضامنها وتكاتفها.
القاهرة والدوحة
في الأثناء، قال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبدالعاطي، إن القاهرة سبق لها أن استدعت السفير القطري لديها لتبليغه رسالة احتجاج شديدة اللهجة بسبب مواقف القرضاوي، التي سبق للإمارات أن احتجت عليها، مضيفاً بشأن استدعاء سفير القاهرة من الدوحة أنه «في إجازة».
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن عبدالعاطي قوله بشأن ما جرى مع قطر في ضوء استدعاء وزارة الخارجية الإماراتية للسفير القطري لتسليمه مذكرة احتجاج بسبب تطاول القرضاوي، وإمكانية أن تستدعي مصر سفيرها، بالقول إن السفير «في إجازة».
وأوضح أن وزارة الخارجية في القاهرة قامت بالفعل باستدعاء السفير القطري من قبل وتسليمه رسالة شديدة اللهجة وأنه لم يتم الاكتفاء بهذا فقط بل بلغ السفير المصري لدى قطر رسالة مماثلة شديدة اللهجة أيضا للسلطات القطرية. وأشار إلى أن بيان وزارة الخارجية أوضح أن على أي طرف يتجاوز في حق مصر أن يتحمل تبعات ومسؤولية ذلك.
إلى ذلك، أكد وزير الأوقاف المصري د. محمد مختار جمعة أن «إساءات القيادي الإخواني القرضاوي في حق مصر والأزهر الشريف ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة تجاوزت الحدود». وأضاف خلال مؤتمر صحافي أن «الإساءة إلى الإمارات العربية الشقيقة هي إساءة إلى الإمارات ومصر معاً»، مؤكداً أن «القرضاوي يريد عالماً عربياً وفق هواه وتصورات تنظيمه الدولي».
واستدعت وزارة الخارجية أول من امس سفير دولة قطر فارس النعيمي وسلمته مذكرة احتجاج رسمية على خلفية تطاول القرضاوي على دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال منبر أحد مساجدها وعبر التلفزيون الرسمي لدولة قطر.
اتفاق على خطوات إنشاء أكاديمية الدراسات الاستراتيجية في الإمارات
أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د.عبداللطيف بن راشد الزياني أنه تم التوصل إلى الخطوات المطلوبة للبدء في تنفيذ قرار إنشاء «الأكاديمية الخليجية للدراسات الاستراتيجية والدفاعية والأمنية في الإمارات»، وأكد أيضا اهتمام قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية بموضوع التنمية البشرية وحرصهم على أن يكون المواطن الخليجي هدف التنمية ومحورها.
قال الزياني في حوار مع مجلة «درع الوطن » إن « زيارته إلى دولة الامارات تأتي في إطار متابعة تنفيذ قرارات المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ولاسيما الصادرة مؤخرا عن قمة الكويت الأخيرة ومن ضمنها قرار إنشاء الأكاديمية الخليجية للدراسات الاستراتيجية والدفاعية والأمنية ».. مشيرا إلى أن دولة الإمارات تقدمت بطلب استضافة الأكاديمية ووافق القادة على هذا المقترح.
وأضاف إنه التقى رئيس أركان القوات المسلحة في الدولة الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي وتطرقا إلى موضوع إنشاء الأكاديمية وتم التوصل إلى الخطوات المطلوبة للبدء في تنفيذ هذا القرار المهم لتدريب قادة المستقبل على المستوى الخليجي وإعدادهم وتأهيلهم على نحو ينعكس إيجابيا على القدرات الاستراتيجية والدفاعية لدول المجلس كافة.
التنمية البشرية
وفي رده على سؤال إلى أي حد يتم الاهتمام بالموارد البشرية ولاسيما فئة الشباب باعتبار أن ذلك من أهم أولويات قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية .. أكد الزياني اهتمام قادة دول المجلس بموضوع التنمية البشرية وحرصهم على أن يكون المواطن الخليجي هدف التنمية ومحورها كون التنمية البشرية هي أهم الأهداف الاستراتيجية لدى مجلس التعاون .. منوها بأن حوالي 66 في المائة من المواطنين في دول المجلس من الشباب. وأوضح أن الاهتمام بالشباب «أصبح أمرا مهما لأنهم الشريحة الأكثر أهمية في أي مجتمع ».
الاتحاد الخليجي
وبالنسبة لرؤيته لمستقبل الاقتراح الخاص بالاتحاد الخليجي في ضوء تباين مواقف دول مجلس التعاون حيال هذا الاقتراح.. قال أمين عام مجلس التعاون إن مبادرة «خادم الحرمين الشريفين كانت في سياق الهدف الرئيسي للمادة الرابعة في النظام الأساسي لمجلس التعاون.. والآباء المؤسسون وضعوا هدف تحقيق التنسيق والتكامل والترابط فيما بين دول المجلس في مختلف المجالات وصولاً إلى وحدتها».
وبشأن إمكانية تجاوز الخلافات الراهنة بشأن الاتحاد الخليجي وتحديدا فيما يتعلق بمواقف بعض دول المجلس.. أوضح الزياني أن «مسيرة مجلس التعاون أكدت دائما قوة الترابط ومتانته بين دول المجلس فخلال الثلاثين سنة الماضية من عمر المجلس هناك الكثير من الآراء التي شهدت بعض التباين والاختلاف إلا أن أصحاب الجلالة والسمو القادة وكعادتهم يتخذون القرار الذي يعمق العلاقات أكثر فأكثر ويزيد التضامن والتماسك والترابط فيما بين دول المجلس».. معربا عن تفائله بمتانة العلاقة بين دول المجلس وأنها ستكون أفضل في المستقبل.
إضاءة
قال احد مساعدي القرضاوي لوكالة «رويترز» في وقت سابق: إن يوسف القرضاوي عبر عن آرائه الشخصية، وإنه لن يكف عن ذلك، مضيفا أن قطر تسمح له بأن يقول ما يشاء كفرد مستقل، وإن أحداً من الحكومة القطرية لم يتصل به حول تصريحاته الأخيرة.
تحديات
أشار الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى أن التحديات التي تواجه دول مجلس التعاون في الآونة الأخيرة عديدة ومتنوعة «فهناك تحديات محلية وإقليمية ودولية فمن التحديات المحلية الإرهاب وحماية المجتمع من الطائفية، أما التحديات الإقليمية، فهناك التدخل من بعض الدول في شؤوننا الداخلية، أما التحديات الدولية، فهناك الإرهاب وكيفية التعامل مع المتغيرات المناخية».