قررت الحكومة التونسية دعوة جيش الاحتياط «للمساهمة في تأمين الانتخابات» العامة المقررة قبل نهاية العام الجاري وحجب المواقع الإلكترونية «المرتبطة بالإرهاب» وتعقب القائمين على هذه المواقع.

واتخذ رئيس الحكومة التونسية مهدي جمعة هذه القرارات خلال اجتماع خليّة الأزمة المكلفة بمتابعة الوضع الأمني في تونس التي تضم وزراء الدفاع والداخلية والعدل والخارجية والشؤون الدينية.

وقالت رئاسة الحكومة في بيان: «حفاظا على تركيز جهود النسيج الأمني بالبلاد لضمان الأمن العام بالبلاد وتعقّب بؤر التوتر والإرهاب يأذن رئيس الحكومة بتوفير الاعتمادات وكل الوسائل الماديّة الضروريّة لدعوة جيش الاحتياط للمساهمة في تأمين سير الانتخابات».

وتنظم في تونس انتخابات برلمانية في 26 أكتوبر المقبل تليها الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية في 23 نوفمبر.

حجب المواقع

من جانب آخر، قررت الحكومة «المصادقة على إحالة تنفيذ إجراءات الحجب والتعقّب ومعرفة المستعمل فيما يتعلق بالمواقع الالكترونية المرتبطة بالإرهاب ودعوة المجتمع المدني للمساهمة في مواجهة هذه المواقع».

وقال مصدر حكومي: إن وزارات تكنولوجيات الاتصال سوف تتولى بالتنسيق مع القضاء ووزارة الداخلية تنفيذ إجراءات الحجب والتعقّب.

وأوضح المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه أن هذه الإجراءات ستشمل «المواقع والصفحات التكفيرية التي تحرّض على قتل عناصر الامن والجيش وتصفهم بالطواغيت أو تمجّد العمليات الارهابية التي تستهدف قوات الامن والجيش».

وأعلن وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدّو مؤخرا أن الانترنت باتت الفضاء الرئيسي لتحرّكات المجموعات «الإرهابية» التي تلاحقها قوات الأمن والجيش في كامل البلاد.

وأوضح بن جدّو أن عناصر هذه المجموعات يستعملون بالأساس شبكات التواصل الاجتماعي (وخصوصا فيسبوك) للتواصل فيما بينهم أو لـ«غسل أدمغة» مستعملي الانترنت وانتداب مقاتلين وإرسالهم للقتال في سوريا وبؤر توتّر أخرى تحت مسمى «الجهاد».

في غضون ذلك، أكدت السلطات الأمنية إحباطها مخططاً إرهابياً كان يستهدف شخصيات سياسية وأمنية وإعلامية ومقرات حساسة.

وأوضح الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي خلال مؤتمر صحافي أن وحدات أمنية تمكنت من الكشف عن مخطط كانت خمس مجموعات إرهابية تنوي القيام به من خلال استهداف عدد من السياسيين والأمنيين والإعلاميين، بالإضافة إلى مخطط خاص يستهدف مواطنين ومقرات أمنية بالضاحية الشمالية للعاصمة تونس التي تضم القصر الرئاسي ومقرات سكن شخصيات سياسية مرموقة.

في هذه الأجواء، صادق المجلس التأسيسي في تونس الليلة قبل الماضية على إحداث صندوق مقاومة الإرهاب، وعلى القانون الذي يتم بمقتضاه تنظيم وضبط طرق تمويله بأمر صادر عن رئاسة الحكومة التونسية.

وقالت رئيسة لجنة التشريع العام كلثوم بدر الدين ، إن مشروع القانون المقترح لإنشاء «صندوق مقاومة الإرهاب» وضع على موقع المجلس وتم إعلام النواب بذلك حتى يتسنى لهم الاطلاع عليه لتقديم التعديلات «لأن قانون مكافحة الإرهاب يتضمن فصولاً خلافية»، وفق تعبيرها.

فشل اللقاء

عاد الرئيس التونسي منصف المروزقي من الولايات المتحدة، حيث شارك في القمة الأميركية الإفريقية، دون أن يفلح في عقد لقاء مع نظيره الأميركي باراك أوباما واكتفى بالتقاط صورة تذكارية في قاعة اجتماعات القمة، حيث كانت مصادر دبلوماسية أكدت لـ «البيان» أن المرزوقي طلب قبل فترة أن يتوج زيارته إلى واشنطن بمقابلة أوباما غير أن البيت الأبيض أعلن أن الأخير لن يجتمع على انفراد مع أي من الرؤساء الأفارقة.