أوقفت إسرائيل إطلاق النار في ساعة مبكرة أمس مع بداية هدنة جديدة تستمر 72 ساعة اقترحتها مصر، فيما بدأت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في القاهرة برعاية مصرية من أجل تثبيت التهدئة والتوصل لاتفاق دائم لما بعد التهدئة المؤقتة، في حين قصفت طائرات الاحتلال قبيل دخول هدنة الـ72 ساعة حيز التنفيذ منازل فلسطينيين في أنحاء مختلفة من قطاع غزة وأوقعت شهداء وجرحى.

وقال مسعفون إن الغارات الجوية والقصف الإسرائيلي أدى، أمس، إلى سقوط تسعة شهداء بينهم صبي يبلغ من العمر 14 عاماً وامرأة. وأدت إحدى الغارات الجوية إلى تدمير منزل رئيس بلدية غزة نزار حجازي في الجهة المقابلة لمكتب وكالة «رويترز» من الشارع، حيث سقط المراسلون والمصورون التلفزيونيون على الأرض حينما وقع الانفجار.

في غضون ذلك، أكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن التهدئة هدفها «تهيئة الأجواء لتدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية اللازمة وإصلاح البنية التحتية واستغلال تلك الهدنة في استئناف الجانبين للمفاوضات غير المباشرة بصورة فورية ومتواصلة».

وبدأت المحادثات بين الجانبين في مقر جهاز الاستخبارات المصرية برئاسة الوزير محمد التهامي.

ونقلت مصادر فلسطينية مطلعة عن الجانب المصري قوله: «لن نسمح لأي طرف أن يضيع الوقت كما حدث في الهدنة السابقة». وطالب رئيس الوفد الفلسطيني عزام الأحمد الوفد الإسرائيلي باستغلال كل دقيقة وعدم المماطلة، خصوصاً أنه لا يوجد مطالب جديدة للفلسطينيين إطلاقًا.

وأردف أن «كل أوراقنا التي قدمناها ليست أكثر من استعادة آليات العمل لتدب الحياة في شريان غزة وفق ما كان معمولاً به قبل الانقسام الذي استغلته إسرائيل ووسعته وسلبت كثير من الحقوق التي سبق أن وقعت عليها مع الجانب الفلسطيني».

الفرصة الأخيرة

وقال مسؤول من حركة حماس إن فصائل فلسطينية قبلت دعوة مصر وإن محادثات القاهرة ستستمر. وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري: إن المفاوضات خلال الهدنة الجديدة ستكون «الفرصة الأخيرة» للتوصل إلى اتفاق.

وكان وفد إسرائيلي وصل إلى القاهرة لاستكمال مباحثات التوصل إلى اتفاق دائم للتهدئة في غزة.

وقالت مصادر مصرية مطلعة: إن الوفد يضم أربعة من كبار المسؤولين الإسرائيليين برئاسة رئيس الاستخبارات يورام كوهين، وعضوية رئيس هيئة التنسيق والتعاون السابق في ما تسمى الإدارة المدنية فولي موردخاي ورئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الحرب اللواء عاموس غلعاد، ورئيس قسم التخطيط في جيش الاحتلال اللواء نمرود شيفر.

مطالب ثابتة

ومن جهته، ذكر عضو الوفد الفلسطيني إلى القاهرة عزت الرشق، أن «استئناف المفاوضات جاء على قاعدة التمسك بكل كلمة من مطالبنا كونها حقوقاً أساسية سرقها العدو دون حق وكل هذه الحقوق منصوص عليها في اتفاقات سابقة صادرها أو دمرها العدو الإسرائيلي».

وقال إن «المطالب تتلخص في إنهاء الحصار المفروض على غزة، انطلاقاً من تفاهمات 2012 بما يضمن فتح المعابر وضمان حرية حركة الأفراد والبضائع وحرية إدخال مستلزمات إعادة الأعمار، وفك الحصار الاقتصادي والمالي، وحرية العمل والصيد في المياه الإقليمية في بحر غزة حتى عمق 12 ميلاً، وإعادة تشغيل مطار غزة وإنشاء الميناء البحري.

وإلغاء ما تسمى المناطق العازلة التي فرضتها إسرائيل على حدود قطاع غزة، إضافة إلى إلغاء جميع الإجراءات والعقوبات التي فرضتها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية بعد 12 يونيو الماضي، بما فيها الإفراج عن الذين اعتقلوا بعد هذا التاريخ وبخاصة محرري (صفقة شاليط) ونواب المجلس التشريعي والدفعة الرابعة من أسرى ما قبل أوسلو وفتح المؤسسات وإعادة الممتلكات الخاصة والعامة التي تمت مصادرتها ووقف اعتداءات المستوطنين».

إعمار غزة

أكد سفير دولة فلسطين في مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية جمال الشوبكي، أن هناك اتفاقاً بين مصر وفلسطين والنرويج لعقد مؤتمر المانحين لإعادة إعمار قطاع غزة في شرم الشيخ في أول سبتمبر المقبل. وقال إن وزراء خارجية مصر سامح شكري، وفلسطين رياض المالكي، والنرويج بورج برانداه، وافقوا على عقد المؤتمر في مصر أول سبتمبر المقبل، بعد أن كانت النرويج وجهت الدعوة لعقده على أراضيها.

كي مون يشيد

أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالهدنة الجديدة، وحث في بيان الطرفين على «تجنب أي خطوات تؤدي إلى العودة للعنف». وأبدى «أملاً قوياً» في احتمال أن تؤدي الهدنة إلى «وقف دائم لإطلاق النار لصالح كل السكان المدنيين وكنقطة بداية لمعالجة الشكاوى الأساسية للجانبين».

استشهاد رضيعة

أعلن مصدر طبي فلسطيني، أمس، استشهاد رضيعة فلسطينية تبلغ من العمر شهراً ونصف الشهر متأثرة بجروح أصيبت بها قبل أيام في غارة إسرائيلية على دير البلح وسط قطاع غزة. وقال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إن الطفلة ميداء محمد أصلان التي تبلغ من العمر شهراً ونصف الشهر استشهدت، أمس، متأثرة بجروح أصيبت بها في قصف سابق على دير البلح وسط القطاع.

استشهاد شاب قرب نابلس

 

التقى أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، أمس، مبعوث الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري في مقر الجامعة العربية، وعقب هذا اللقاء اجتماع مع كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات.

وذكر مصدر في الجامعة أن تلك الاجتماعات بحثت إمكانية إنجاح المفاوضات التي بدأت أمس في القاهرة، بين الوفدين المفاوضين الفلسطيني والإسرائيلي.

 

استشهد شاب فلسطيني برصاص جيش الاحتلال أمس في بلدة قبلان شمال الضفة الغربية المحتلة، بحسب ما أعلنت مصادر أمنية فلسطينية وشهود عيان.

وقال مصدر أمني فلسطيني إن الشاب زكريا موسى داود الأقرع (24 عاماً) استشهد في تبادل لإطلاق النار عندما حاصره جيش الاحتلال في منزل أسرته لساعات في البلدة الواقعة جنوب شرق نابلس. وأشار شهود العيان والمصدر الأمني الى أن الجيش حاصر الأقرع، وهو من كوادر حركة فتح، لساعات فجر أمس في منزل يقيم فيه شقيقه قبل إطلاق النار وقذائف مضادة للدبابات لتفجير جزء من المنزل.

وكان بالإمكان سماع دوي إطلاق النار وقذائف المورتر لساعات فيما كانت الجرافتان تقومان بهدم المنزل الذي وجد فيه الأقرع. وانسحبت قوات الاحتلال بعد أن أحدثت دماراً في منازل عدة مجاورة وأصيب ستة من سكانها نقلوا الى مستشفى رفيديا الحكومي في مدينة نابلس ووصفت مصادر طبية إصابة أحد الستة بالخطيرة.

وقال حسن الازعر أحد جيران عائلة الأقرع فيما كان يقف وسط المنازل المتضررة جراء العملية العدوانية الاحتلالية «بدأت قوات الاحتلال باقتحام الحي الساعة العاشرة ليلاً وأطلقت الرصاص والقذائف بكثافة». وأضاف: «قامت قوات الاحتلال بوضعنا في غرفة في هذا المنزل (مجاور للمنزل الذي تعرض جزء منه للهدم) وطلبت من الجيش ان يسمح للإسعاف بالوصول لإسعاف الجرحى».

وتجمع المئات من أهالي القرية بعد انسحاب قوات الاحتلال حيث تم نقل جثمان الشهيد الذي كانت تغطي وجهه الدماء الى سيارة إسعاف نقلته الى أحد المستشفيات في مدينة نابلس. وشوهدت قوات عسكرية اسرائيلية ترافقها جرافتان وهي تغادر القرية.

جرافيك