طمأنت الولايات المتحدة حلفاءها بأن التحالف الدولي الذي تقوده ضد تنظيم داعش لن يستنسخ النموذج الذي قاده الرئيس السابق جورج بوش ضد النظام العراقي عام 2003، إلا أنها لم توضح أيضاً ما إذا كان سيكون امتداداً على نطاق أوسع لنمط الحرب التي ما زالت تقودها واشنطن ضد تنظيم القاعدة عبر الغارات الجوية في العديد من الدول، في وقت من المقرر أن يلتقي الرئيس باراك أوباما مع الزعماء الأربعة للكونغرس بعد غد، وسط قلق متزايد في واشنطن بشأن عدم وضوح الاستراتيجية الأميركية ضد التنظيم المتطرف.

وأعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف أن الائتلاف الدولي الذي تحاول واشنطن تشكيله ضد «داعش» لا يمت بصلة إلى التحالف الذي قادته لاجتياح العراق عام 2003، والذي تعرض لانتقادات شديدة.

وقالت هارف: «عندما نتحدث عن الائتلاف ضد داعش، فإننا لا نريد أن يكون بأي شكل من الأشكال مشابهاً لما حدث عام 2003 خلال اجتياح العراق»، مبينة: «لتكن الأمور واضحة، لا أريد أبداً القيام بمقارنة في هذا الشأن».

وأوضحت هارف: «لن نستخدم أبداً الاستراتيجية ذاتها»، مشددة على أن «الأمر لا يتعلق بائتلاف أميركي، إنما بتحالف دولي».

وأضافت: «براينا أن كل الدول على اختلافها يجب أن تعمل معاً من أجل إضعاف التنظيم، وفي النهاية القضاء عليه».

وتآلف التحالف الدولي الذي شكّله الرئيس الأميركي آنذاك جورج بوش، لإطاحة نظام الرئيس العراقي صدام حسين من 49 دولة، إلا أن ألمانيا وفرنسا لم تشاركا فيه، إذ كانتا تعارضان غزو العراق بشدة.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أعرب أول من أمس عن ثقته بأن التنظيم المتطرف المسؤول عن ارتكاب فظاعات في العراق وسوريا سيهزم، مؤكداً أن «ائتلافاً دولياً واسعاً» سيشكّل لمواجهته، وذلك بعد يومين من المحادثات في قمة الحلف الأطلسي في ويلز. وقال أوباما: «الأمر لن يحصل بين ليلة وضحاها، لكننا نتقدم في الاتجاه الصحيح. سنضعف تنظيم الدولة الإسلامية، وفي النهاية سنقضي عليه».

اجتماع أوباما

في الأثناء، قال مصدر كبير في الكونغرس الأميركي إن الرئيس باراك أوباما سيلتقي مع الزعماء الأربعة الكونغرس الثلاثاء المقبل.

وسيضم الاجتماع الزعيم الديمقراطي لمجلس الشيوخ هاري ريد، وزعيم الجمهوريين في المجلس ميتش مكونيل، إضافة إلى رئيس مجلس النواب جون بوينر، وزعيمة الديمقراطيين بمجلس النواب نانسي بيلوسي.

ولم يكشف النقاب عما سيتناوله الاجتماع، ولكن من المتوقع أن يركز على التهديد الذي يشكله «داعش». ودعا نواب من الحزبين أوباما إلى أن يشرح بالتفصيل خططه لتعقب هذا التنظيم، بعد قيامه بالسيطرة على مساحات من العراق وسوريا، وبثه شريطين مصورين لذبح صحافيين أميركيين. وانتقد البعض الرئيس لتقاعسه عن تقديم استراتيجية لكل من الكونغرس والرأي العام الأميركي.

خطر داهم

في الأثناء، اعتبر أحد المسؤولين عن مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة أن حمَلة جوازات السفر الأوروبيين الذين يقاتلون في صفوف «داعش» يشكّلون خطراً داهماً على البلدان التي يتحدرون منها.

ونظراً إلى عددهم المرتفع، فإن المقاتلين الأوروبيين هم أكثر خطراً من المقاتلين الأميركيين الذين يبلغ عددهم نحو العشرة، حسب تقديرات «البنتاغون».

وحسب أجهزة الاستخبارات، فإن «داعش» جذبت نحو ألفي مقاتل أوروبي، خصوصاً بسبب وجودها القوي على شبكة الإنترنت. وقال المسؤول عن المركز القومي لمكافحة الإرهاب ماتيو أولسن، في لقاء مع الصحافيين بالقرب من واشنطن، إن «التهديد هو نسبياً مداهم لأوروبا».

 وتم تعزيز التعاون بين وكالات الاستخبارات الأميركية ونظيراتها الأوروبية، على أمل تعقب المقاتلين الذين تخشى بعض الدول الأوروبية من تصديرهم التطرف بعد عودتهم من سوريا والعراق.

من جهته، قال مساعد المركز القومي لمكافحة الإرهاب، نيكولاس راسموسن، إن الطلبات التي ترسلها واشنطن إلى العواصم الأوروبية لتزويدها بالمعلومات، «تتم الإجابة عنها بشكل أسرع مما كانت عليه قبل عام». وأضاف أن «الأبواب فُتحت لنا على مصاريعها. لم نعد بحاجة لكي نستجدي المعلومات».