بات من شبه المؤكد أن الانتخابات الرئاسية التونسية لن تحسم من الدور الأول، في حين يجمع المراقبون على أن الدورة الثانية ستنحصر بين زعيم حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي، وأحد اثنين: الرئيس الحالي منصف المرزوقي والمرشح المستقل المدعوم من قوى الإسلام السياسي ورابطات حماية الثورة المنحلّة وبعض الأحزاب الصغيرة، أو الهاشمي الحامدي مرشح تيار المحبة الذي يراهن على المساندة القبلية والعشائرية والجهوية والفئات الأمية والمهمّشة في المناطق المحرومة والأحياء الشعبية.

وقال القيادي في حركة نداء تونس محسن مرزوق إن التنافس الحقيقي سيكون بين السبسي والمرزوقي وأما بقية المترشحين فسيجدون أنفسهم بين كفي رحى هذا الاستقطاب.

واستبعد المترشح للرئاسة عن تحالف الجبهة الشعبية اليساري حمة الهمامي أن يفوز أحد المترشحين منذ الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية، وقال إنه يعمل خلال حملته الانتخابية على المرور إلى الدورة الرئاسية الثانية، متحفظاً عن ذكر اسم المرشح الذي قد تسانده الجبهة الشعبية في الدورة الثانية في حال انسحابه من الدورة الأولى.

ورجّحت كلثوم كنو المرشّحة الرئاسية المستقلة أن تمر الانتخابات الرئاسية الى الجولة الثانية، مؤكدة أن «النهضة» تدعم مترشحاً لكن تحت الطاولة، واعتبرت أن حظوظها وافرة خاصة أنها تجد دعماً كبيرا من فئة الشباب وهو ما لاحظته خلال زيارتها للجهات.

كما بدا مرشح تيار المحبة الهاشمي الحامدي متفائلاً بالفوز خلال الجولة الأولى من الانتخابات ورجّح أن يكون منافساً للسبسي في الجولة النهائية.

وأعلن المترشّح المستقل للرئاسة مصطفى كمال النابلي أنه واثق من وفرة حظوظه للمرور إلى الدورة الرئاسية الثانية، مندّدا بالمحرضين على العنف والإرهاب من بين مرشحي الرئاسة.

نذر عنف

إلى ذلك، شهدت التهديدات باعتماد العنف في تونس منعرجاً جديداً بعد محاولة الاعتداء على الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي مساء أول أمس. وأفاد بيان الاتحاد بأن سيارة العباسي تعرضت عند خروجه من مكتبه إلى الاعتداء الذي طال كذلك الحرس المرافق، مضيفاً أنه لولا تدخل عدد من النقابات الأساسية للنقل المجتمعين مع الاتحادات الجهوية لإقليم تونس في ذلك الوقت وحضور أعوان الاتحاد لوقع ما لا تحمد عقباه.

وأشار البيان إلى أن عناصر مدسوسة، حضرت منذ الصباح تجمع أعوان نقل تونس ومنهم قلة من المنتمين لنقابات مشبوهة جلبت معها عناصر لا علاقة لهم بالعمل النقابي، وذات صلة برابطات حماية الثورة المنحلّة، وبعضهم من العاطلين وظلوا يدفعون إلى التصادم في ساحة الاتحاد عبر التحريض والدعوات الى إضراب مفتوح متهمين الأمين العام «بتخريب الاقتصاد».

تهديدات جدّية

في الأثناء، أكد مصدر أمني من وزارة الداخلية أن التهديدات بالاغتيال والتي تستهدف بعض الشخصيات السياسية صادرة عن قيادات تنظيم انصار الشريعة في ليبيا، وهي قيادات تونسية تعطي الأوامر لخلاياها النائمة داخل البلاد لتنفيذ عمليات الاغتيال واستهداف المسار الانتخابي، مشيراً الى أن أولى الشخصيات المستهدفة بالاغتيال هو السبسي.

وأكد انه تم إحباط عديد المخططات التي تستهدفه إما في منزله أو في اجتماعات يقوم بها أو في موكب سيارته أثناء مروره وسيره العادي، وهو ما يفسر الاحتياطات الامنية الكبرى التي وفرت له مؤخرا في محيط منزله، كما ان هناك اعترافات من الخلايا الإرهابية التي تم تفكيكها بذلك.

وعن بقية الشخصيات المهددة فعليا بالاغتيال، أكد المصدر الأمني أن كلاً من الناطق الرسمي للجبهة الشعبية حمة الهمامي والمرشح المستقل منذر الزنايدي يعتبران من الشخصيات المستهدفة، الى جانب التهديدات التي وصلت رئيس حزب الاتحاد الوطني الحر سليم الرياحي. أما آخر التحذيرات فقد وصلت إلى وزير الخارجية الأسبق المرشح للرئاسة كمال مرجان الذي تلقى بدوره تهديدات باستهدافه.