في إطار مسلسل الفوضى الذي تحاول خلقه، قصفت ميليشيات الحوثي عدة مبانٍ، منها مدارس ومستشفيات في نجران السعودية على الحدود مع اليمن بقذائف هاون، ورداً على ذلك توعدت الرياض بأن ذلك لن يمر دون رد، وعلى الفور تدخلت طائرات الأباتشي واستهدفت مواقع المتمردين، في إطار مواصلة التصدي للاعتداءات المتكررة، تزامناً مع إعلان تعليق الدراسة في جنوب المنطقة، وتعليق جميع رحلات الخطوط السعودية المتجهة من وإلى مطار نجران.
فيما استمرت المواجهات العنيفة بين المقاومة والانقلابيين في كل من عدن والضالع وتعز ومأرب ولحج، حيث قتل العشرات من عناصر الميليشيات التي أثارت سيطرتهم على جيل استراتيجي وأجزاء من مديرية التواهي في عدن قبل أن تتمكن المقاومة من استعادتها بدعم من غارات التحالف، حالة هلع وموجة نزوح كبيرة من قبل الأهالي إلى مناطق أكثر أمناً.
وقال الناطق باسم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن العميد أحمد عسيري إن ميليشيات الحوثي قصفت عدة مبانٍ، منها منازل ومستشفى ميداني في نجران بقذائف هاون، مشيراً إلى أن ما حدث يأتي في إطار مسلسل الفوضى ولن يمر دون رد. وأضاف عسيري، في تصريحات صحفية، أمس، أن طائرات الأباتشي استهدفت مواقع للحوثيين، في إطار مواصلة التصدي لاعتداءات الحوثيين، مشيراً إلى أنه بعد الإعلان عن المبادرة الإنسانية أراد الحوثيون التعبير عن رفضهم لأي مبادرة سلمية.
واعتبر عسيري أن القصف أظهر حالة الفوضى التي يشعر بها الحوثيون، بعد نحو ستة أسابيع من الضربات الجوية على الميليشيات التي تسيطر على مناطق باليمن.
وأوضح العسيري أنّ «ماحدث اليوم يأتي في إطار حالة الفوضى التي تعيشها ميليشيا الحوثي»، مردفاً: «لن نترك مثل هذه الأعمال تمر دون رد وجميع الخيارات مفتوحة أمامنا لضمان أمن وسلامة حدود المملكة»، مشيرا إلى أنّ «الوضع في نجران تحت السيطرة».
وأبان عسيري أنّ «القذائف أطلقت من منطقة جبلية على الحدود»، معتبراً إطلاق النار على نجران رفضاً لقرار مجلس الأمن من قبل ميليشيا الحوثي».
وأظهرت صور نشرتها قنوات فضائية أضراراً لحقت بمنازل وطرقات ومركبات في المدينة، من جراء قصف الحوثيين، كما أعلنت صحيفة «الوطن» عن إصابة منزل مدير الصحيفة في نجران بقذائف الحوثيين، ولكن دون إصابته أو أي من أفراد عائلته.
مدارس وطيران
وعلى إثر القصف، أعلنت الخطوط الجوية في المملكة، بدورها عبر حسابها الرسمي في «تويتر»، إيقاف جميع الرحلات من وإلى منطقة نجران، حتى إشعار آخر، كما علّقت وزارة التعليم السعودية الدراسة في منطقة نجران.
وذكرت إدارة تعليم نجران عبر حسابها في «تويتر» أنه «حرصاً من وزير التعليم وبناءً على توجيهاته، تعلن إدارة تعليم نجران إيقاف العمل في جميع مدارس المنطقة بنين وبنات ورياض الأطفال، وفيما يتعلق باختبارات المرحلة الثانوية، يجري حالياً عمل الدراسة اللازمة للتعامل مع وضعها».
قصف لحج
وكانت القوات السعودية شنت قصفاً مدفعياً على تجمعات للحوثيين في محافظة حجة المتاخمة للحدود السعودية، في وقت متأخر من ليل الاثنين الثلاثاء. وذكرت تقارير إعلامية أن المدفعية السعودية استهدفت تجمعات للمتمردين في مدينة حرض الحدودية الوقاعة في محافظة حجة. ووصف شهود القصف بأنه الأعنف منذ انطلاق عمليات التحالف العربي ضد المتمردين في اليمن.
جبل حجيف
تمكنت المقاومة الشعبية في عدن من استعادة المناطق في جبل حجيف والتواهي التي سيطرت عليها ميليشيات الحوثي وصالح صباح أمس.
وأكدت مصادر قيادية في المقاومة الجنوبية في جبهة التواهي لـ«البيان» أن المقاومة تمكنت من دحر ميليشيات الحوثي والمخلوع من منطقة حجيف، بالتزامن مع تنفيذ طيران التحالف عدة غارات على المواقع التي كانت تحت سيطرة الحوثيين.
وأوضحت المصادر أن جثث الحوثيين ملقاة على الطرقات، وهرب العديد منهم إلى حافون ومنطقة الميناء في المعلاء، وأن تعزيزات المقاومة وصلت إلى الجبل وتسيطر على منطقة التواهي.
غارات التحالف
واستمرت، بالتزامن مع المواجهات، مقاتلات التحالف العربي في شن الغارات على المتمردين في عدن، حيث استهدفت مواقعهم في المعلا ودار سعد وخور مكسر. واستهدفت الغارات في المعلا، حسب المصادر، موقع صوامع الغلال ومجمع المستهلك وخزانات حجيف النفطية التي تتمركز فيها ميليشيات عبد الملك الحوثي.
وأسفرت ضربات التحالف عن مقتل وإصابة عدد من المسلحين الحوثيين، وتدمير دبابتين وعربة «بي.إم بي» وعدة آليات عسكرية.
كما استهدفت غارات أخرى مواقع الميليشيات في جزيرة العمال ومعسكر بدر ومطار عدن، ومستوصف الفيروز بدار سعد الذي كان قد سقط بقبضة الحوثيين.
وقال الشهود والمسؤولون الأمنيون إن غارات للتحالف استهدفت أيضاً مطاري الحديدة وصنعاء، مضيفين أن غارات أخرى استهدفت محافظة مأرب شرقي البلاد ومعقل الحوثيين في صعدة.
قصف عشوائي
هذا، وتعرضت أحياء سكنية في مدينة لودر، ثاني أكبر مدن محافظة أبين في الجنوب، إلى قصف بالدبابات وقذائف الهاون والمدفعية من قبل الحوثيين ومسلحي صالح، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، من بينهم نساء وأطفال.
وشهدت الأطراف الجنوبية والغربية للمدينة مواجهات عنيفة مع قوات الحوثي وصالح من جهة، والمقاومة الشعبية من جهة ثانية، أسفرت أيضاً عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين. وأكدت مصادر محلية أن غالبية سكان المدينة نزحوا عن منازلهم باتجاه بلدة مودية المجاورة، نتيجة القصف العشوائي على بيوتهم.
وفي تطور آخر، أفادت تقارير إعلامية أن قوات التحالف العربي تزود المقاومة الشعبية في محافظة أبين الجنوبية بالأسلحة والذخيرة.
تعز ولحج
وفي محافظة تعز، قصف المسلحون الحوثيون وقوات صالح مجدداً أحياء في مدينة تعز، واندلعت النيران في أحد المنازل بحي الجمهوري بتعز. كما قتل 19 شخصاً من بينهم 13 مسلحاً من ميلشيات الحوثي وصالح، في معارك عنيفة مع المقاومة الشعبية في مدينة الحوطة، مركز محافظة لحج جنوبي اليمن.
صد تسلل
أما في محافظة الضالع المحاذية للمناطق الشمالية، فتمكنت المقاومة من قتل 11 حوثياً في مواجهات عنيفة مع ميليشيات الحوثي، عندما تصدت لمحاولة تسلل من ميليشيات الحوثي، قامت بها في اتجاه غول سبولة وشكع والمدسم.
جبهات جديدة
ذكرت تقارير إعلامية أن اشتباكات عنيفة دارت أمس حول مطار صنعاء بين المقاومة الشعبية وميليشيا الحوثي وصالح الذين تكبدوا خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات. وفي محاولة لإنهاك المتمردين، فتحت المقاومة جبهات جديدة في منطقة النجد الأحمر في محافظة إب، لمنع إمدادات الحوثيين من الوصول إلى تعز وعدن، حيث اندلعت اشتباكات سقط خلالها قتلى من الحوثيين، في وقت تستعد فيه قبائل أرحب لفتح جبهة جديدة في منطقة أرحب شمال صنعاء.
إلى ذلك، أفادت مصادر في محافظة مأرب أن ميليشيا الحوثي منعت الفريق الهندسي من إصلاح الأبراج الكهربائية الموصلة بين محطة مأرب الغازية والعاصمة صنعاء.
مؤتمر الرياض لتوحيد جبهة معارضي الانقلاب
تستضيف الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي مؤتمر القوى المعارضة للانقلاب على الشرعية في اليمن يوم السابع عشر من الشهر الجاري. وقال المستشار الصحفي في الرئاسة اليمنية مختار الرحبي لـ«البيان» ان مؤتمر الحوار الذي تستضيفه الرياض ستشارك فيه كافة الأطراف السياسية المناهضة للانقلابيين بما فيها فصائل رئيسية في الحراك الجنوبي الذي يشارك في الزحمة التحضيرية، ولن يحضر المؤتمر الحوثيون أو حليفهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
دعم للشرعية
من جهته قال سلطان العتواني مستشار الرئيس هادي لـ«البيان» إن المؤتمر سيكون داعما للشرعية وتنفيذ قرارات مؤتمر الحوار و قرارات مجلس الأمن الدولي وبالذات القرار رقم 2216 وان أي طرف يلتزم بالشرعية وتنفيذ قرار مجلس الأمن سيكون مرحبا به لحضور مؤتمر الرياض.
مشاركة الحوثيين
في الاثناء اوضح مسؤول رئاسي لـ«البيان» ان الحوثيين بإمكانهم المشاركة في المؤتمر إذا ما التزموا بقرار مجلس الأمن الدولي الأخير، ولكن الرئيس السابق لن يكون له مكان في المؤتمر، وبين أن حزب المؤتمر الشعبي العام مدعو للمشاركة في مؤتمر الرياض الذي ينعقد برعاية الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي.
حزب صالح
مصادر سياسية يمنية في الرياض اكدت لـ«البيان» ان قيادات بارزة في حرب المؤتمر الشعبي العام قطعت وعدا لدول الخليج باتخاذ قرار بعزل الرئيس السابق من قيادة الحزب، وتحرير قرارات الحزب وسياسييه من التبعية للحوثيين. وأضافت ان قيادات حزب صالح بصدد عقد لقاء في القاهرة في العاشر من الشهر الجاري لاتخاذ مثل هذا القرار، وأكدت المصادر ان بعض من قادة الحزب سيواجهون بعقوبات دولية إذا استمروا في موقفهم المساند للرئيس السابق.
تأييد عربي
من جهة اخرى رحبت جامعة الدول العربية بدعوة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لعقد حوار بين الأطراف اليمنية في الرياض، وأكدت دعمها لجهود دول مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة في اليمن باعتبارها الحاضنة الأساسية لجهود حل الأزمة، مذكرة بموقف القمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ الداعم لعاصفة الحزم التي كانت خطوة ضرورية بعد إغلاق جميع منافذ الحوار، وان مجلس التعاون الخليجي أصبح في الوقت الراهن هو الحاضنة الأساسية لليمن ومعالجة أزمته ولهذا فإن الجامعة العربية تدعم جهود مجلس التعاون الخليجي لدعم الحوار بين اليمنيين وإنهاء الأزمة، حسب ما صرح نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي، للصحفيين امس.