تواصلت أمس الإدانات العربية والدولية للتفجير الإرهابي الذي استهدف مسجداً في بلدة القديح بمحافظة القطيف السعودية، حيث دعا مجلس الأمن إلى التعاون مع السلطات السعودية لملاحقة مرتكبي تلك الجريمة، في حين أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ورئيس البرلمان العربي أحمد الجروان عن ثقتهما في قدرة المملكة على وأد نار الفتنة، بينما أكدت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في الإمارات أن استهداف المساجد تشويه مقصود للإسلام.

وأدان مجلس الأمن الدولي بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدا في القطيف بالمملكة العربية السعودية وأودى بحياة 21 شخصا. وذكر المجلس في بيان الليلة قبل الماضية ان تنظيم داعش الذي تبنى الهجوم يجب أن يهزم وأن افكار التعصب والعنف والكراهية التي يتبناها يجب القضاء عليها. وشدد على ان تلك الأعمال الهمجية التي يرتكبها التنظيم تزيد العزم على تكثيف الجهود المشتركة بين الحكومات والمؤسسات لمواجهة التنظيم والجماعات المرتبطة به.

ودعا البيان جميع الدول بموجب القانون الدولي وقرارات مجلس الامن إلى التعاون مع السلطات السعودية لملاحقة مرتكبي تلك الجريمة وتقديمهم إلى العدالة. وأعرب أعضاء مجلس الأمن عن تعاطفهم العميق وتعازيهم لأسر ضحايا هذا العمل الشنيع وحكومة المملكة.

نبيل العربي

كما أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي التفجير الإرهابي، معتبراً أن استهداف المساجد والأماكن الدينية من قبل المنظمات الإرهابية يهدف إلى إشعال نار الفتنة وتهديد وحدة النسيج الوطني للمملكة ودول المنطقة. كما أعرب في بيان عن ثقته في قدرة السعودية حكومةً وشعباً تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على وأد نار الفتنة ومحاسبة المتورطين في هذه الجريمة الإرهابية وتقديمهم إلى العدالة. وتقدم العربي بخالص التعازي والمواساة لأسر الضحايا وللشعب السعودي.

أحمد الجروان

وفي حين أدانت الجزائر الهجوم الإرهابي.. أدان رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان بشدة الاعتداء الإرهابي الجبان الذي وقع في مسجد الامام علي. وأكد الجروان ان حكمة وقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ستحول دون اثارة الفتنة بالمملكة. وقال ان محاولات أرباب الفتن من الجماعات الارهابية الآثمة للنيل من وحدة النسيج الوطني السعودي لن تنجح، معربا عن ثقته في ان الجهات الامنية ستلاحق المعتدين وتقدمهم للعدالة لنيل الجزاء المناسب. وحذر رئيس البرلمان العربي من أن أي مساس بأمن المملكة يعد بمثابة مساس بالأمن القومي العربي وهو الأمر الذي يجب التصدي له بكل حزم وشدة.

كما أدانت الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب التفجير. وأفادت في بيان أنها »تلقت باستنكار شديد أنباء التفجير الإرهابي الدنيء الذي استهدف أحد بيوت الله«، مشيدة بأداء قوات الأمن السعودية ونجاحاتها في تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية.

فلسطين ولبنان

كذلك، أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحادث، مؤكداً وقوف فلسطين إلى جانب المملكة في مواجهة الإرهاب الذي تنبذه جميع الأديان خاصة ديننا الإسلامي وقيمه السمحة، ومجددًا موقف فلسطين الثابت الرافض للإرهاب بكافة أشكاله وصوره.

وأدانت وزارة الخارجية اللبنانية بشدة التفجير. ودعت في بيان إلى رص الصفوف لمواجهة الإرهاب الذي بات يهدد أمن وأمان وسلامة واستقرار المملكة وكل دول المنطقة من دون تمييز، مؤكدة وقوف لبنان إلى جانب قيادة المملكة في حربها الحازمة على الإرهاب حتى استئصاله نهائيًا من المنطقة.

شؤون الأوقاف

وبالتوازي، أدانت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في دولة الإمارات العربية المتحدة الجريمة الإرهابية وحذرت من التمادي في تشويه مبادئ الإسلام وحضارته ومستقبله. وقال الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف إن استهداف دور العبادة لأي دين أو ملة هو عدوان همجي على مقدسات الأمم والمجتمعات وهو إرهاب يطعن سماحة الإسلام في الصميم والإرهابي لا مقدس لديه سوى تنفيذ أجندات عدائية متطرفة لكل الدول والشعوب بلا حدود. ودعت الهيئة عقلاء العالم أن يقفوا صفا واحدا لتزييف الخطاب الإرهابي والتصدي لبؤر التطرف في كل مكان وهذا ما يؤكد للجميع أهمية تعزيز ثقافة السلم كأولوية في الخطاب الإسلامي ومقاصد الدين الحنيف كما طرح مؤخرا بيان أبوظبي الصادر عن منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة والذي أصدره نحو 350 عالما من أشهر علماء الدول الإسلامية.

هوية المنفذ

وفي جديد التحقيقات وردود الفعل، قال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي في تصريحات إن »الجريمة الإرهابية تؤكد سعي الفئة الضالة لإثارة الفتنة كما سبق وشهدته بلدة الدالوة من عملية إرهابية مماثلة«، مضيفاً أن الجهات الأمنية »أحبطت مخططاً إرهابياً آخر لإثارة الفتنة بالقبض على العناصر المتورطة فيه«، في إشارة إلى خلية الـ65 شخصا. وأردف: »ما يهمنا الآن الوقوف على مخططي ومدبري هذا العمل الجبان والمتورطين فيه والقبض عليهم«. وفيما يخص هوية منفذ الهجوم التي كشف عنها »داعش« ويدعى »أبو البراء النجدي«، فضل التركي الانتظار إلى ما تسفر عنه نتائج التحقيقات وفحص البصمة الوراثية لتحديد هويته.

ألمانيا تدين

أدانت الحكومة الألمانية أمس بشدة التفجير الإرهابي. وأعربت نائب الناطق باسم الحكومة الألمانية كريستينه فيرتس في تصريح عن أسف الحكومة الألمانية واستنكارها لهذا العمل الإرهابي، ووصفته بـ»العمل الجبان والخسيس يريد القائمون وراءه زعزعة الأمن في السعودية«. وأكدت فيرتس وقوف بلادها إلى جانب المملكة في كل الظروف والأحوال ولاسيما في مواجهة الإرهاب. برلين- واس