بذلت أجهزة الأمن المصرية منذ ثورة 30 يونيو 2013 وحتى الآن جهودًا شاقة، لإثبات حقيقة «خيانة» التنظيم الإخواني وإرهابه، إذ تمكنت من رصد وإسقاط العديد من الخلايا الإرهابية التي يستخدمها التنظيم في مخططاته بمصر، وكان آخرها «خلية الشاطر»، التي تم تشكيلها في العام 2012 من قبل التنظيم الدولي للإخوان، لجمع المعلومات.
وقالت مصادر أمنية أمس إن السلطات المصرية ألقت القبض على عضوين قياديين في جماعة الإخوان المحظورة، بعد أن مر أكثر من عام من اختفائهما، وإنها تحقق معهما. وأضافت المصادر أن قوات الأمن قبضت على محمود غزلان وعبد الرحمن البر القياديين بالإخوان الليلة قبل الماضية في منزل بمدينة السادس من أكتوبر قرب القاهرة.
وذكرت أن غزلان والبر مطلوبان للتحقيق معهما في قضايا عنف تخلّل احتجاجات على عزل الرئيس السابق المنتمي للجماعة محمد مرسي. وأكدت صفحة حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة على فيسبوك إلقاء القبض على غزلان والبر العضوان في مكتب الإرشاد الذي يعتبر اللجنة التنفيذية لجماعة الإخوان.
جمع معلومات
وأفادت الأجهزة الأمنية المصرية أن هذه الخلية كانت مسؤولة عن جمع معلومات استخباراتية عن أجهزة الدولة وإرسالها خارج البلاد، وبث أخبار كاذبة تضر بمصالح البلاد، باستخدام عناصر إخوانية تتدرب على اختراق صفحات ومواقع رسمية لعدد من الوزارات وصفحات ضباط الشرطة والجيش، كما قامت قيادات تنظيم الإخوان الإرهابي بتقسيم مخططاتهم التخريبية إلى ثلاث وحدات أولاها هي وحدة اختراق لشبكات الاتصالات، ثم وحدة توفير الدعم المالي والسلاح إلى أعضاء التنظيم، وأخيراً وحدة الاتصال بمكتب الإرشاد وإمداده بالمعلومات.
وجاءت هذه التكليفات لعناصر التنظيم في العام 2012 أثناء حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، من قبل قيادات إخوانية هم (خيرت شاطر، وأيمن محمد علي، ومحمود حسين، وأيمن جاب الله، ومحمود عزت).
مداهمة أوكار
وتمكنت الأجهزة الأمنية المصرية، مؤخراً، من مداهمة الأوكار الخاصة بتلك الخلية، وتم إلقاء القبض على عدد كبير منهم، فيما أعلنت الداخلية الأمنية المصرية، مساء الاثنين، عن إلقاء القبض على القياديين الإخوانيين محمود غزلان وعبد الرحمن البر، وذلك بعد مداهمة إحدى الشقق السكنية في محافظة الجيزة.
وبدوره، أشار الباحث في شؤون الحركات الإسلامية سامح عيد إلى أن خروج هذه المعلومات في الفترة الحالية للإعلام يعد ضربة موجهة من قبل الدولة لجماعة الإخوان الإرهابية، لاسيما بعدما أعلنت الجماعة في بيان «نداء الكنانة» والدعوة المباشرة لتصعيد العنف. وأضاف قائلاً: «هذا لا يمنع أن الجماعة كانت تمتلك خلية مثل خلية الشاطر، وهي خلية نوعية، حيث تعتمد في عملها على الجانب الاستخباراتي والمعلوماتي».
وتابع قائلاً: «الخلية تشير إلى أن الجماعة تقوم بتدريب عناصرها على اختراق مواقع الحكومة والبريد الإلكتروني الخاص بالمسؤولين، كما تمتلك الجماعة لجاناً لمراقبة ومتابعة المسؤولين ورجال الشرطة والقضاء، وهو أمر غير غريب على الإخوان الذين لا يعتدون بمصلحة الوطن». فيما أكد أن سقوط تلك الخلية أفقد الجماعة كثيرًا من عملها والبدء من جديد لتدريب عناصر جديدة.
خيانة عظمى
وبحسب مراقبين، فإن «خلية الشاطر» هي دليل دامغ وواضح على خيانة الإخوان وتورطهم في قضايا الخيانة العظمى لمصر، كما أنها دليل واضح على يقظة الأجهزة الأمنية. وفي هذا الإطار، قال الخبير الأمني مساعد وزير الداخلية الأسبق اللواء جمال أبو ذكري، إن الضربة الأمنية الناجحة التي وجهت لما تعرف باسم «خلية خيرت الشاطر» ستؤثر تأثيراً كبيراً على الوضع الميداني لجماعة الإخوان الإرهابية بشكل مباشر، حيث النجاح المتتالي في ضرب الخلايا السرية للجماعة والتي تختلف مهامها عن بعضها البعض فهناك خلايا خاصة بجمع المعلومات وتحديد الأهداف، وهناك خلايا خاصة بتنفيذ العمليات الإرهابية والتفجيرات مثل جماعات «العقاب الثوري» و«المقاومة الشعبية» و«مجهولون» وغيرهم، وكذلك من المتوقع أن تنتهي تلك الخلايا والجماعات الصغيرة خلال شهرين، مؤكداً أن هناك المزيد من الخلايا التي سيتم تدميرها والقضاء عليها مستقبلاً، وهذا راجع لوجود وزير داخلية صاحب خلفية معلوماتية قادرة على توظيف مقدرات وزارة الداخلية وإمكاناتها في ملاحقة العناصر الإرهابية باستخدام المعلومات والتقصي.
إحباط
قال مصدر سيادي إن طبيعة التقارير والمعلومات التي حاول الإخوان جمعها عن ضباط الوحدات العسكرية والأسلحة المختلفة تتمثل في أرقام التليفونات، الأسلحة، معلومات عن أفراد الأسرة، ومعلومات عن توقيتات دورياتهم في الوحدات.
وأضاف أن وزارة الداخلية نسقت مع أجهزة أمنية رفيعة المستوى لإجهاض هذه المحاولات، إضافة إلى التأمينات التي تفرضها وزارة الدفاع على عناصرها في الوحدات والمناطق المختلفة.