كثفت القوات العراقية من استعداداتها لتحرير الأنبار من تنظيم «داعش» الإرهابي فيما تواصل عملياتها المدعومة بأبناء الحشد الشعبي في مدينة بيجي التابعة لمحافظة صلاح الدين حيث أكدت قوات الأمن أن المدينة تحت سيطرتها فيما كان لافتاً تصريحات الداخلية العراقية التي أقرت بما وصفته «أخطاء عسكرية» في معركة الرمادي والتي أدت إلى تعجيل سقوطها.

وتفصيلاً، قال قائد العمليات الخاصة في جهاز مكافحة الإرهاب العميد الركن معن السعدي إن الاستعدادات عالية جدا في قاطع عمليات الأنبار لتحرير المحافظة من عصابات «داعش» الإرهابية.

وبين السعدي في تصريحات لوكالة كل العراق «أين» أن «هناك ثمانية أفواج من القطعات الموجودة حاليا في مدينة الرمادي على استعداد للبدء بعملية تطهير الأنبار ،مشيرا إلى أن «هناك تنسيقا كبيرا بين القوات الأمنية وأبناء الحشد الشعبي والعشائر ،فضلا عن استكمال جميع المعدات العسكرية لخوض المعركة».

وضع تحت السيطرة

وبالنسبة لقاطع عمليات قضاء بيجي أوضح السعدي أن «الوضع الأمني في بيجي جيد جدا وتحت السيطرة والعمليات مستمرة من قبل القوات الامنية وابناء الحشد الشعبي في القضاء لتطهيره بالكامل وبقت فقط المناطق المحيطة بالمنطقة منها قرية جويش والمحطة الغازية وناحية الصينية سيتم تحريرها بالكامل».

وكانت القوات الأمنية وبإسناد أبناء الحشد الشعبي حررت أول من أمس مركز قضاء بيجي في محافظة صلاح الدين من ارهابيي عصابات «داعش».

استهداف مدفعي

وفي سياق متصل، استهدفت القوات الأمنية أوكار عصابات «داعش» في عامرية الفلوجة بمحافظة الانبار بقصف مدفعي كثيف.

وذكر إعلام الشرطة الاتحادية، في بيان إن «الفوج الآلي الفرقة الرابعة من الشرطة الاتحادية، استهدف أوكار عصابات داعش في عامرية الفلوجة، بمئات قذائف المدفعية وصواريخ الراجمات، قتل خلالها العشرات من الإرهابيين ودمر عددا من آلياتهم».

أخطاء عسكرية

في غضون ذلك،عزا وزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبان سقوط الرمادي إلى «أخطاء عسكرية»، وفيما أشار إلى أن الحكومة عازمة على تحرير جميع مناطق الأنبار من «داعش»، أكد أن قوات وزارة الداخلية أنشأت خط صد لمنع التنظيم من التمدد خارج مركز الرمادي.

وقال الغبان إن« الرمادي سقطت نتيجة أخطاء عسكرية، وهذه الأخطاء كثيرة وفي مقدمتها ما يتعلق بالقيادة والسيطرة وكذلك التدريب»، مؤكداً أن «الحكومة عازمة على تحرير جميع مناطق الأنبار».

وأضاف أن «اللجنة المشكلة من قبل القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي للتحقيق بالانهيار في الرمادي تمارس أعمالها ومستمرة بالتحقيق مع القيادات الأمنية من وزارة الداخلية والجيش وجهاز مكافحة الإرهاب والشرطة المحلية وكل من كان موجوداً وتسلم المسؤولية في المدينة»، مشدداً بالقول «لن نتهاون في أي تقصير أو تهاون أو إخلال بالأمن حدث جراء تصرف بعض هذه القيادات وانسحابها من قواطع المسؤولية من دون أوامر عليا من القائد العام».

ولفت الغبان إلى أنه «بعد الانهيار في الرمادي وانسحاب الكثير من القطعات بدأت قوات وزارة الداخلية المتمثلة بالشرطة الاتحادية والرد السريع وبعض أفواج الشرطة بإيجاد خط صد لمنع داعش من التمدد خارج مركز الرمادي»، مبيناً أن لدى قوات وزارته «خطوط دفاعية قوية تقف أمام أي تهديد وأي خروق سواء في شرق الرمادي أو جنوبها».

وأوضح أن «العمليات التي تجري جنوب شرق سامراء أحد أهدافها إيجاد أرضية ومقدمة لعمليات كبرى لتحرير الأنبار والاستعدادات جارية لذلك لكننا لا نريد أن نستعجل كي لا تحدث أخطاء»، لافتاً إلى أن «هناك عملية إعادة تنظيم لقوات الشرطة لكي تكون جاهزة للاشتراك بالمعارك ولمسك الأرض بعد المعارك».

وبشأن اتهام رئيس محافظ الأنبار صباح كرحوت لقائد شرطتها السابق اللواء كاظم الفهداوي بـ«التواطؤ» والأنباء التي اشارت لخروج الأخير من العراق بعد سقوط الرمادي، قال الغبان «لا ينبغي أن نطلق الاتهامات جزافا وهذه الأمور تحددها التحقيقات، وبالنسبة لقائد الشرطة كان هناك خلل في القيادة والسيطرة بسبب وجود قيادة العمليات وبعض الأحيان لا يوجد تنسيق بكيفية تحريك القطعات وإدارة المعركة».

واستدرك الغبان قائلاً «إذا كان هناك تقصير أو خلل في تنفيذ الأوامر أو انسحاب من قبل اللواء كاظم فسوف لن نتهاون ولكن هذا يجب أن يثبته التحقيق»، مؤكداً أن «اللواء كاظم كان قد قدم على إجازة للسفر خارج البلد لغرض العلاج قبل الأحداث وأنا وافقت عليها لكن قبل الانتكاسة كان موجوداً داخل العراق».

وتابع أنه طالب رئيس الوزراء بأن «تكون لجنة التحقيق بشأن سقوط الرمادي حازمة وأن تتخذ كافة الإجراءات الصارمة».

تطورات أمنية

وشهدت الأنبار تطورات أمنية لافتة تمثلت بسيطرة «داعش» على مناطق مهمة في الرمادي، فيما أعدم التنظيم عشرات الأشخاص في المحافظة، قبل وصول تعزيزات أمنية للمحافظة مسنودة بالحشد الشعبي من أجل طرد التنظيم.

3

أعلنت قيادة الشرطة الاتحادية العراقية أن القوات الأمنية التابعة لها استهدفت رتلا لعصابات «داعش» الإرهابية في حصيبة الشرقية ما أسفر عن تدميره بالكامل .

وقال مدير اعلام الشرطة الاتحادية محمد البيضاني إن قوة الصد المسيطرة على ضفة النهر في حصيبة الشرقية شرق الرمادي استهدفت رتلا لداعش بصواريخ كورنيت الحرارية ما أسفر عن تدمير ثلاث عجلات تابعة لهم فضلا عن قتل وإصابة عدد من الإرهابيين.