أعلن كل من الحراك الجنوبي اليمني وحزب الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح عدم تلقيهما دعوة لحضور مؤتمر جنيف المقرر عقده في الـ14 من الشهر الجاري، وبدا أن الحراك الجنوبي كان أكثر المتفاجئين، خصوصاً أن عدم دعوته يبدو جاءت بسبب اتصالات سرية مزعومة مع الحوثيين، فيما جاء رد فعل حزب صالح بنبرة غير متفاجئة، ورحب مجددا بعقد المؤتمر، حيث إن المدى الزمني لتلقي الدعوات لم يغلق بعد. ولمناقشة تطورات الأزمة اليمنية، يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية غداً الدورة الـ 135 للمجلس الوزاري في الرياض.
ويعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية غداً الدورة الـ135 للمجلس الوزاري لدول التعاون في مدينة الرياض. وأوضح أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية د.عبداللطيف بن راشد الزياني، أن جدول أعمال الاجتماع يتضمن عددا من الموضوعات والمشاريع التكاملية المتعلقة بمسيرة العمل الخليجي المشترك ومتابعة سير الإجراءات حيال ما تم تنفيذه من قرارات المجلس الأعلى والمجلس الوزاري والموضوعات ذات الصلة بالحوارات الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون والدول والمجموعات الأخرى .. إضافة الى التقارير التي تم رفعها من قبل اللجان الوزارية المختصة والأمانة العامة.
وقال إن المجلس الوزاري يبحث كذلك آخر التطورات الإقليمية والدولية المرتبطة بالأمن والاستقرار في المنطقة وسبل تعزيز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، مشيرا الى أن ملف الأوضاع في الجمهورية اليمنية يأتي في مقدمة القضايا التي سيبحثها وزراء خارجية دول المجلس.
الحراك الجنوبي
استغرب الحراك الجنوبي إبعاده من المشاركة في محادثات جنيف بشأن السلام في اليمن، ونفى وجود أي اتصالات سرية مع مليشيات الحوثي وصالح.
وقال أمين سر المجلس الأعلى للحراك الجنوبي فؤاد راشد لـ«البيان» إن الحراك الجنوبي استبعد عمليا من مشاورات جنيف التي ستضم ما يعرف بالحكومة الشرعية واللجنة الثورية للتباحث بشأن السلطة في اليمن ونسب التحاصص الحكومي المقبل وتقسيم الثروة فيما بينها.
وأضاف: «الحراك مستعد للمشاركة في هذه المشاورات كطرف ثالث أصيل فيما يجري من أحداث في اليمن وصاحب كلمة سيسمعها الآخرون اليوم أو غداً ورقم صعب بعد تشكل مقاومته المسلحة البطلة لا يمكن تجاوزه»، محذرا من استغفال المجتمع الدولي من خلال تزوير تمثيل الحراك بأي شكل من الأشكال الباهتة.
قضية ثانوية
واستغرب أمين سر الحراك من أن تتحول قضية الجنوب التي كانت تحتل جدول أعمال مؤتمر الحوار في صنعاء كقضية جوهرية وأساسية الى قضية ثانوية تحمل في أثواب غير ثوبها الى جنيف عبر جنوبيين لا يعون المسؤولية.
أوضح القيادي الجنوبي ان الحراك أصبح قائماً على الأرض بقوة ويستحيل لي ذراعه، مشيرا الى أن مشاورات مكثفة تجري على ارض الميدان بين فصائل الحراك وقيادات المقاومة الجنوبية بالداخل لتوحيد الجهود والوصول الى صيغ مشتركة للعمل الموحد تفضي الى قيادة جنوبية واحدة، داعيا من أسماهم بالقيادات التاريخية الى الرأفة بوطنهم وأنفسهم والحفاظ على ما تبقى من تاريخهم النضالي وهم في آخر العمر ووقف تدخلاتهم المعيقة لوحدة الصف الجنوبي .
اتصالات الحوثيين
ونفى راشد أي حوار يجري تحت الكواليس بين الحراك الجنوبي ومن أسماهم بالغزاة الجدد ميلشيات الحوثيين وميلشيات علي صالح الذين وصفهم بتتار العصر. وقال ان الحراك يقاتلهم دفاعا عن الوطن والعرض ولا يمكن فتح أي حوار معهم إلا عبر فوهات البنادق حتى يخرجوا من أراضينا، مضيفا ان المقاومة الجنوبية ومعها كل القوى الجنوبية المختلفة تحقق انتصارات باهرة بسواعد الجنوبيين رغم الإمكانات المالية الشحيحة والمعدات العسكرية البسيطة، داعيا الى فتح حوار مباشر مع الحراك الجنوبي عبر قواه ومكوناته الوطنية الحية بصورة مباشرة بعيدا عن وساطة من لا يملك من الأمر شيئا وذلك اختصارا للوقت ولمجلبة المصلحة العامة.
حزب صالح
بدوره، قال حزب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح المتحالف مع الحوثيين إنه يرحب بالمحادثات التي ستعقد في جنيف برعاية الأمم المتحدة الا أنه لم يتلق بعد دعوة للمشاركة فيها.
واكد الناطق الرسمي لحزب المؤتمر الشعبي العام في بيان على موقع الحزب على موقف المؤتمر المرحب بعقد مؤتمر جنيف لإجراء مشاورات بين المكونات السياسية اليمنية دون شروط مسبقة لأي منها وبحسن نية برعاية الأمم المتحدة. وقال الناطق ان الحزب لم يتلق دعوة رسمية حتى الآن للمشاركة في المحادثات، وبالتالي لم يقرر بعد من سيمثله فيها. وأضاف ان بعض التفاصيل ما زالت محل بحث وتشاور مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ بما يكفل التهيئة لإنجاح اللقاء التشاوري.
ترحيب أوروبي
رحب الاتحاد الأوروبي باتفاق الأحزاب اليمنية الرئيسية على حضور المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة بجنيف في الـ14 من الشهر الجاري. وقالت الناطقة باسم الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي كاثرين راي في بيان ان هذا الاتفاق يعد خطوة ايجابية لتحقيق تسوية سياسية واسعة النطاق في اليمن من خلال الجهود الدولية الرامية الى التوصل الى حل مستدام للأزمة اليمنية بعد المؤتمر الذي عقد في الرياض في الفترة مايو الماضي. واكدت دعم الاتحاد الأوروبي لجهود استئناف المفاوضات السياسية الشاملة بين الأحزاب اليمنية الرئيسية وفقا لمبادرة مجلس التعاون الخليجي ونتائج مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة. بروكسل - كونا