عاشت مصر خلال الـ36 ساعة الماضية على وقع الإرهاب التكفيري الذي ضرب في أكثر من مكان، حيث تعرض عدد من المدن المصرية لأكثر من 10 تفجيرات في الذكرى الثانية لثورة 30 يونيو، في حين شهدت سيناء هجمات إرهابية على حواجز عسكرية، وبالتزامن واصلت القوى الأمنية المصرية ضبط العناصر الإرهابية.
وأفاد مصدر عسكري مصري، أمس، بمقتل وإصابة ما يزيد على 70 غالبيتهم من الجنود وبينهم عدد كبير من المدنيين والقضاء على 22 متطرفاً في هجمات إرهابية منسقة ومتزامنة على حواجز عسكرية، من بينها تفجير سيارة مفخخة استهدفت إحدى نقاط التفتيش جنوب الشيخ زويد شمالي سيناء.
وأعلن تنظيم داعش في مصر تبنيه الهجمات في سيناء، وقال في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي إنه هاجم أكثر من 15 موقعا عسكريا للجيش المصري.
وقال بيان للجيش المصري: «قام عدد من العناصر الإرهابية تقدر بحوالي 70 عنصرا إرهابيا بمهاجمة 5 أكمنة بقطاع تأمين شمال سيناء بالتزامن»، واستخدم الإرهابيون سيارات مفخخة وأسلحة ثقيلة.
وأضاف البيان: «قامت قواتنا بالتعامل الفوري مع العناصر الإرهابية، ما أسفر عن مقتل 22 عنصرا إرهابيا وتدمير 3 عربات لاند كروزر محملة بالمدافع عيار 14.5 ملميتر المضادة للطائرات، ومقتل وإصابة 10 من أفراد القوات المسلحة».
وتابع: «تواصل قواتنا مطاردة العناصر الإرهابية وتمشيط المناطق المحيطة بالكمائن التي تمت مهاجمتها للقضاء على ما تبقى منهم». وكانت وسائل إعلام قد أفادت بأن نقطة تفتيش «كمين أبو رفاعي» قد هوجمت من قبل المسلحين، وأسفر ذلك عن مقتل كل أفراد الكمين، فيما هاجم مسلحون نقطة تفتيش السدرة، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الجيش.
وهاجم مسلحون من الجماعات المتشددة خمسة حواجز عسكرية بمناطق الجورة وأبو رفاعي وسدرة، جنوب مدينة الشيخ زويد. وذكرت مصادر أمنية مصرية أن المسلحين أطلقوا، بشكل متزامن، قذائف هاون على تلك الحواجز، وأعقب ذلك اندلاع اشتباكات بين المسلحين وقوات الجيش.
وفي تطور آخر، شنت طائرات الآباتشي غارات على مواقع المتشددين في شمال سيناء، ما أدى لسقوط قتلى بين صفوفهم. ومن جانبه، قال مصدر طبي في شمال سيناء إن أعداد القتلى في صفوف قوات الأمن وصلت إلى 64 حتى الآن، في حين وصل عدد القتلى فى صفوف الجماعات الإرهابية إلى 35 إرهابيا.
ونقلت وسائل اعلام محلية عن مصادر مطلعة، تأكيدها أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يتابع الأحداث الإرهابية في محافظة شمال سيناء، منذ وقوعها في الصباح الباكر، مع كل من وزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول صدقي صبحي، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق محمود حجازي، ومجموعة من القيادات العسكرية والأمنية.
تفجيرات
وإلى ذلك، تعرض عدد من المدن المصرية لأكثر من 10 تفجيرات في الذكرى الثانية لثورة 30 يونيو، راح ضحيتها عدد من المدنيين والإرهابيين، وذلك بعد يوم واحد من جريمة اغتيال النائب العام في تفجير كبير لسيارته بحي مصر الجديدة في القاهرة. وكان أكبر تلك التفجيرات، ذلك الذي وقع قبل أذان المغرب بنصف ساعة بالقرب من قسم شرطة ثان 6 أكتوبر، حيث أكدت وزارة الصحة المصرية أنه نتج عن الحادث جرح 4 مواطنين ومقتل 3 آخرين، اثنان منهم من الإرهابيين، ومواطن كان بجوار السيارة التي قيل إنها كانت تحمل أكثر من 50 كلغ من المتفجرات.
وفي محافظة الفيوم، انفجرت عبوة ناسفة بدائية الصنع زرعها مجهولون بجوار مبنى الأحوال المدنية في حي كيمان فارس بمدينة الفيوم، ما أسفر عن إصابة شخص باختناق، وتم نقله إلى مستشفى الفيوم العام. وكان قد سبق هذا الحادث انفجار عبوتين ناسفتين بدائيتي الصنع بجوار شرطة المرافق، ولم يسفرا عن وقوع إصابات أو خسائر.
وأصيب ثلاثة أفراد شرطة بإصابات طفيفة نتيجة انفجار ثلاث قنابل تم زرعها ببرجين للكهرباء في عزبة أبوفرج مركز بنها بمحافظة القليوبية، ما تسبب في إصابة البرجين. وفي محافظة القليوبية أيضا، سادت حالة من الذعر والقلق بين المواطنين إثر العثور على عبوة ناسفة من مادة شديدة الانفجار بجوار أحد البنوك بشارع د.عاطف صدقي في مدينة بنها، ولم تسفر الواقعة عن حدوث أي خسائر بشرية. وفي محافظة الشرقية، وقع انفجار عبوة بدائية الصنع قام مجهولون بزرعها بمحيط كلية الزراعة بميدان الزراعة بالقرب من مسجد المدينة المنورة.
وفي محافظة بني سويف جنوب مصر، انفجرت قنبلتان، الأولى بميدان الزراعيين بوسط مدينة بني سويف، والثانية بمحيط مركز شرطة سمسطا جنوب غرب المحافظة. وفي المحافظة أيضا، استشهد أمين شرطة من قوات تأمين الطريق في مركز شرطة الفشن، وأصيب أربعة آخرون بعدما أطلق ملثمون النار على كمين متحرك بالقرب من مدينة ببا.
وفي منطقة حلوان بالقاهرة، أكد مصدر أمني بوزارة الداخلية أنه عقب أذان المغرب أول من أمس مباشرة، قام مجهولون يستقلون سيارة ملاكي بإطلاق النيران على الخدمات الأمنية المعينة لتأمين عدد من الحجرات داخل قطعة أرض فضاء بدائرة قسم شرطة حلوان، وأسفر الحادث عن مقتل أمين الشرطة من قوة الإدارة العامة للسياحة والآثار، وإصابة فرد أمن خاص. وانفجرت عبوة ناسفة كانت بحوزة إرهابي بمنطقة المعصرة بحلوان في القاهرة أيضا أثناء توجهه لأحد «التمركزات» الأمنية للقيام بعملية إرهابية، ما أدى إلى اصابة منفذ العملية وترتب عليه بتر في يده اليمنى.
30 قيادياً
وفي سياق آخر، قالت اعلنت الشرطة المصرية مقتل 9 مسلحين مشتبه بهم في تبادل لإطلاق النيران اثر مداهمة الشرطة لشقة كانوا يختبئون بها في غرب القاهرة.
وتأتي هذه المداهمة التي قالت الشرطة انها استهدفت «مطلوبين» في قضايا عنف في حي 6 اكتوبر غرب القاهرة.واشارت المصادر الامنية الى ان المسلحين فتحوا النار على قوة من الشرطة داهمت شقتهم لإلقاء القبض عليهم ما أدى الى مقتلهم جميعا.
اعتقالات
أعلنت وزارة الداخلية نتائج جهود الأجهزة الأمنية في ضبط العناصر الإرهابية عن يوم الثلاثاء، وأفادت أنه «في إطار المتابعات الأمنية المكثفة وتوجيه الضربات الأمنية الاستباقية المُقننة التي تستهدف القيادات الوسطى لتنظيم الإخوان الإرهابي والموالين لهم المتهمين في قضايا التعدي على المنشآت العامة والخاصة، فقد أسفرت جهود الأجهزة الأمنية عن ضبط 30 من تلك العناصر».