بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها في المدن المحررة بمحافظة عدن، بعد تمكن المقاومة بمساندة التحالف العربي من تطهيرها من مليشيات الحوثي وصالح.

ورغم صعوبة الحياة، استبشر اليمنيون في عدن بسيطرة المقاومة على مطار وميناء عدن ووصول المساعدات الإنسانية إليها، وكذلك إعلان دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية عملية البدء في إغاثة وإعادة إعمار عدن.

ومنذ تحرير ميناء عدن وصلت إليه عدد من سفن الإغاثة أهمها سفينة من دولة الإمارات العربية المتحدة تحمل على متنها مواد غذائية، إضافة إلى سفينة تابعة لمنظمة الأغذية العالمية وتحمل على متنها 2400 طن من المواد الغذائية المتنوعة.

وقال نايف البكري الذي عين محافظاً لعدن بقرار من الرئيس عبد ربه منصور هادي قبل أيام، إن سفينة تحمل على متنها مشتقات نفطية ستصل إلى ميناء عدن خلال الساعات المقبلة، وهو ما يعني انتهاز أزمة المشتقات النفطية التي ظل يعانيها المواطن في عدن خلال فترة الحرب.

مساعدات الدولة

وعاد الأمل للمواطن في عدن بعد الإعلان عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة بإرسال متخصصين لإعادة مطار عدن للعمل، وهو ما يعني المساهمة في فك الحصار الذي فرضته مليشيات الحوثي وصالح على المدينة منذ أربعة أشهر وتسبب في وضع إنساني كارثي لأبناء عدن.

ويأمل المواطنون في عدن عودة سريعة لعمل المؤسسات الخدمية والأمنية ولا سيما أجهزة الأمن التي غابت عن المحافظة منذ بداية الحرب، حيث طلب وزير الداخلية بعد عودته إلى عدن كل منتسبي الأجهزة الأمنية بالعودة إلى مراكز الشرطة لضبط الأمن والاستقرار في المحافظة حتى لا يحصل انفلات أمني قد يعيق عمل تقدم المقاومة في تطهير ما تبقى من أماكن تحت سيطرة المليشيات في أطراف عدن الشمالية.

صعوبات العودة

ودفع تطهير هذه المدن من المليشيات أعداداً قليلة من النازحين إلى العودة إلى مدنهم المحررة في كريتر والتواهي وخور مكسر والمعلا، ولوحظ خلال الأيام الأخيرة عودة بعض السكان إلى هذه المدن ليطمئنوا على منازلهم ومحلاتهم فمنهم من بقي في منزله، ومنهم من غادر.

ويواجه السكان العديد من الصعوبات التي تحيل بينهم وبين العودة الكاملة إلى مدنهم، وذلك بسبب تدمير البنية التحتية من قبل مليشيات الحوثي وصالح ولا سيما الكهرباء والماء والمستشفيات.

ودمرت المليشيات وبشكل كامل محطة شهيناز لتوليد الكهرباء، ولتي تغذي مدينة خور مكسر وكريتر، كما دمرت محطة حجيف، التي تزود المعلا والتواهي بالكهرباء وأصبحت هذه المدن من دون تيار كهربائي.

إضافة إلى ذلك دمرت مليشيات الحوثي وصالح خزانات الماء الواقعة في جبل حديد، التي تغذي معظم مدن عدن بالماء، وهو ما تسبب في انقطاع الماء عن السكان. ولم يقتصر الأمر على ذلك، حيث دمرت المليشيات المستشفيات بعد أن حولتها إلى ثكنات عسكرية أهمها مستشفى الجمهورية الواقع في مدينة خور مكسر، الذي يعد أهم المستشفيات بعدن حيث تدمرت أحذاء واسعة منه وتم نهب العديد من الأجهزة والمعدات الطبية، ما جعله خارج نطاق الخدمة.

إصلاحات خدمية

إلى ذلك، دعا محافظ عدن نايف البكري كل المؤسسات الخدمية إلى سرعة ممارسة أعمالها وتقديم الخدمات للمدنيين ولا سيما في مجال إعادة إصلاح ما يمكن إصلاحه في قطاعي الكهرباء والماء والصرف الصحي، التي تعد خدمات أساسية لا بد من توفرها حتى يعود النازحين إلى منازلهم.

حصار خانق

قال المسؤول الإعلامي في ائتلاف عدن للإغاثة بسام القاضي إنه ومنذ تحرير أغلب مدن عدن مازال السكان يعانون حصاراً خانقاً، وعدم تسلم الموظفين رواتبهم للشهر الرابع على التوالي، وسط انهيار المخزون الغذائي والمشتقات النفطية، وانعدام المساعدات الإغاثية من الأمم المتحدة سواء ما قدمة الهلال الأحمر الإماراتي، الذي كان له دور إغاثي يشكر عليه. وأضاف القاضي أنه يجب على وفد الحكومة الذي زار عدن مؤخراً أن يولي المواطنين رعاية واهتماماً ولا سيما في مجال الخدمات الأساسية الكهرباء والماء والأمن وإيصال المواد الغذائية للمحتاجين.