على ضوء تلك الضربات التي توجهها القوات المسلحة المصرية للجماعات الإرهابية في سيناء، وتزايد العمليات الأمنية خلال الفترة الأخيرة، يتبادر إلى الأذهان تساؤل حول مدى إمكانية انسحاب جماعة «أنصار بيت المقدس» الإرهابي وبقية التنظيمات المتشددة المسؤولة عن العمليات الإرهابية في المنطقة من سيناء أمام هذه الضربات في وقت يرى مراقبون أن التنظيمات الإرهابية تعزف على أوتار الفرار والانسحاب بعد النجاحات التي حققها الجيش المصري وقوات الأمن في سيناء.
وأعلنت القوات المسلحة المصرية عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» عن مقتل 252 إرهابيًا في شمال سيناء منذ بداية الشهر الجاري، وضبط 13 فردًا مطلوبين أمنيًا و63 فردًا مشتبه بهم وتدمير 18 مقرًا ونقطة تجمع للمتشددين، وذلك في إطار العمليات العسكرية التي لحقت الهجوم الإرهابي الضخم الذي استهدف عددًا من النقاط العسكرية في شمال سيناء وأسفرت عن مقتل 17 من أفراد القوات المسلحة المصرية، وهي العمليات التي تتزامن مع حملات أمنية مستمرة.
استبعاد الانسحاب
واستبعد الباحث في شؤون الحركات المتشددة د.كمال حبيب، أن تشهد الفترة الحالية انسحابًا لتنظيم «أنصار البيت المقدس» في سيناء، مؤكدًا أنه من غير الوارد أن يتم ذلك حاليًا، لا سيما وأن التنظيم ليس في حالة ضعف بدليل أنه حتى أمس وهو يقوم بتنفيذ عملياته الإرهابية وتستهدف القوات المسلحة.
وأضاف حبيب في تصريحات لـ«البيان»، أن تنظيم «أنصار بيت المقدس» له مناطق نفوذ في سيناء من الشيخ زويد وحتى رفح، والجيش المصري لا يزال في مرحلة الدفاع ولا يتحرك إلا عقب الهجوم عليه، وحتى الآن لم يذهب مباشرة إلى الجماعة في مناطق نفوذها، مؤكدًا أن الجيش المصري عليه أن يطور من أدائه وهو الأمر الذي يستلزم في البداية تغيير مفهوم العدو لدى القوات المسلحة والتعامل مع هذه الجماعة بصفتها عدو استراتيجي، والاعتماد على قوات خاصة مدربة على حرب العصابات للتعامل مع هذه العناصر في مناطق نفوذها والتمركز على الأرض. وفق تصريحاته.
تضييق الخناق
ويرى مراقبون، أن تضييق الخناق على «أنصار بيت المقدس» في سيناء، وقطع سبل الإمداد لها من قبل تنظيم «داعش» قد يكون سببًا في انحسار قوة الجماعة ما يؤدي بدوره لانسحابها من المشهد في سيناء، لاسيما وأن هناك العديد من الشواهد التي تؤكد أن الضربات التي تلقتها الجماعة خلال الفترة الأخيرة، كانت قاصمة لها وأثرت بصورة كبيرة في قوتها، وهو الأمر الذي لم يستطع بيان الجماعة الأخير عقب العمليات العسكرية ضدهم تكذيبه.
أسلحة
قال القيادي السابق في تنظيم متشدد نبيل نعيم لـ«البيان» إن الجماعات الإرهابية في سيناء لديها ثقافة استخدام المتفجرات بكميات كبيرة لإحداث أكبر خسائر ممكنة، مضيفًا أن من ضمن الأسلحة التي تستخدمها هذه الجماعات هو المدفع «14 بوصة».