تحتفل المملكة العربية السعودية اليوم بـ«اليوم الوطني» لتوحيد المملكة في ذكراه الـ85، بأمجاد متواصلة منذ تاريخ تأسيس المملكة بقيادة الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود في 21 جمادى الأولى عام 1351 هجرية، الموافق 23 سبتمبر 1932م.

ويصادف احتفال السعودية اليوم بالذكرى الـ85 لتوحيد المملكة، وهو احتفال سعودي سنوي بذكرى توحيد مناطقها واستقلالها، وقفة عرفات، وتتزين فيه جميع مدن المملكة بالأعلام واللافتات في فعاليات كبيرة تشارك فيها جميع مؤسسات الدولة الخاصة والعامة.

مشروعات إصلاحية

ويستعيد أبناء المملكة العربية السعودية ذكرى توحيد بلادهم على يد الملك عبدالعزيز، وهم يعيشون واقعاً جديداً، خطط له خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حافلاً بالمشروعات الإصلاحية، بدءاً بالتركيز على إصلاح التعليم والقضاء، مروراً بالإصلاح الاقتصادي، وصولاً إلى بناء مجتمع متماسك، عماده الوحدة الوطنية.

ومثلما يستلهم السعوديون من ذكرى التوحيد همة وعزيمة لمواصلة العمل والعطاء للرقي وطناً وشعباً وأمة. يقف العالم وقفة تأمل وإعجاب وشاهد في تاريخ هذا الكيان الشامخ على البناء وتخطي العوائق والصعاب والتغلب على كل التحديات بفضل الإيمان القوي والوعي التام بوحدة الهدف وصدق التوجه في ظل تحكيم شرع الله والعدل في إنفاذ أحكامه لتشمل كل مناحي الحياة.

ويتواصل العمل حالياً في إنشاء مدن اقتصادية في عدد من المناطق. وتضاعف أعداد جامعات المملكة من ثماني جامعات إلى 25 جامعة، إلى جانب افتتاح العديد من الكليات والمعاهد التقنية والصحية وكليات تعليم البنات.

دعم الاستقرار

وفي المجال السياسي، حافظت المملكة على نهجها الذي انتهجته منذ عهد مؤسسها الراحل الملك عبدالعزيز القائم على سياسة الاعتدال والاتزان والحكمة وبعد النظر على الصعد كافة، ومنها الصعيد الخارجي الذي يهدف لخدمة الإسلام والمسلمين وقضاياهم ونصرتهم، ومدّ يد العون والدعم لهم في ظل نظرة متوازنة مع مقتضيات العصر وظروف المجتمع الدولي وأسس العلاقات الدولية المرعية المعمول بها بين دول العالم كلها، منطلقة من القاعدة الأساس التي أرساها المؤسس الباني وهي العقيدة الإسلامية الصحيحة.

وحرصاً على مصالح الأمن القومي العربي والخليجي، قادت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن ودحر الانقلابيين. كما تواصل المملكة بجهودها الإنسانية الضخمة في مساعدة المحتاجين حول العالم، وعلى رأسهم اللاجئون السوريون في المخيمات. كما عززت المملكة نهجها في دعم الحكومات المعتدلة في المنطقة والمناهضة للفكر المتطرف.

وفي جانب آخر من الاهتمام بالإسلام والمسلمين تواصل المملكة العربية السعودية خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما بكل ما تستطيع، فأنفقت أكثر من سبعين مليار ريال خلال السنوات الأخيرة فقط على المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، بما في ذلك توسعة الحرمين الشريفين وتتضمن نزع‌ الملكيات وتطوير المناطق المحيطة بهما وتطوير شبكات الخدمات والأنفاق والطرق‌.

وقد شهدت المملكة العربية السعودية المزيد من المنجزات التنموية العملاقة على امتداد مساحاتها الشاسعة في مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والنقل والمواصلات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة، تشكل في مجملها إنجازات جليلة تميزت بالشمولية والتكامل في بناء الوطن وتنميته مما يضعها في رقم جديد على خارطة دول العالم المتقدمة.