تنفست مدينة مأرب، شرقي اليمن الصعداء، وعادت الحياة إليها تدريجياً بعد مضي نحو أسبوع من طرد مليشيا الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح من مناطقها الغربية والجنوبية.
ومنذ أيام، سيطرت المقاومة الشعبية والجيش اليمني، مسنودين بقوات التحالف العربي، على مناطق كانت خاضعة لسيطرة مسلحي الحوثي في مناطق عدة جنوب وغرب مدينة مأرب بعد معارك بين الطرفين استمرت أشهر.
وعلى الرغم أن المليشيات الانقلابية لم تستطع أن تسيطر على مركز المحافظة، مدينة مأرب، إلا أن اندلاع الحرب الشرسة منذ أشهر عدة، جعل بعض اليمنيين يغادرون منازلهم، خصوصاً ممكن يقطنون في مناطق الصراع كمأرب القديم والفاو والجفينة والمناطق الغربية للمدينة، كما أن حركة الأسواق لم تكن اعتيادية خلال الشهرين الماضيين على الأقل اللذين زادت فيهما حدة المواجهات.
اليوم يعج السوق المركزي في وسط المدينة بالباعة والمتسوقين، ويبدو الناس كما لو كانوا عائدين للتو من رحلة مضنية استمرت لأشهر، دفعوا ضريبتها من دمائهم وأموالهم نتيجة الحرب الظالمة التي شنّها الحوثيون وحلفاؤهم من الانقلابيين، كما هو الحال في العديد من المدن اليمنية.
دعم إماراتي
والتقى محافظ مأرب أمس، قيادات السلطة المحلية والأمنية بحضور الدكتور عبدالله النعيمي مندوباً عن الجانب الإماراتي بهدف معرفة الاحتياجات لمستشفيات المدينة، خصوصاً مستشفى هيئة مأرب، وتقديم الدعم له وتوفير الكادر الصحي والمعدات الطبية، وكذا إصلاح الأضرار التي تعرض لها خلال فترة الحرب.
وتحدث المسؤول الإماراتي عن استعداد بلاده لرفد المستشفى بالخبرات والمعدات الطبية والأدوية، كجزء من المعونات الإنسانية التي تقدمها الدولة لتأهيل الجانب الصحي بعد الحرب.
وفعلياً، بدأ مستشفى مأرب، أكبر مستشفى في المدينة، فتح أبوابه واستقبال المرضى، وعاد الكثير من موظفيه إلى العمل بعد انقطاع دام أشهر نتيجة استهداف طال العديد من أقسامه بصواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون التي يطلقها الحوثيون من المناطق الغربية باتجاه المدينة، وتعمدوا، وفق مصدر طبي في المستشفى، توقيف المستشفى عن العمل كونه الوحيد المؤهل لاستقبال الحالات الطارئة من جرحى المقاومة الشعبية، ما اضطر الأخيرة إلى نقل جرحاها براً إلى محافظة حضرموت شرقاً أو إلى المملكة العربية السعودية عبر منفذ الوديعة الحدودي.
يقول حسين الصادر، وهو موظف حكومي، إن الحياة بدأت تعود إلى مدينة مأرب، وازدحمت الأسواق بالناس، بعد أن شهدت ركوداً ملحوظاً خلال الأشهر الماضية بسبب الوضع الأمني المضطرب والقصف العشوائي الذي كان يطالها من المليشيات الانقلابية.
ويضيف الصادر لـ«البيان» إن رجال الجيش بدأوا الانتشار في العديد من نقاط التفتيش، وأعيدت الكهرباء بعد انقطاع استمر خمسة أيام قبل معركة تحرير المدينة، لافتاً إلى أن «هناك عمل دؤوب لاستعادة خدمات المستشفى العام في مأرب، والناس فرحانة بالتحرير، ومتفائلة بالمستقبل بعد أن عاشت أياماً عصيبة خلال الأشهر الماضية».
طه الشميري، يعمل سكرتيراً في المحافظة قال لـ«البيان» إن الدوام في المكاتب الحكومية عاد بشكل تدريجي، وأنها باتت آمنة بعد طرد الحوثيين من مشارفها.
وأشار إلى أن «الحياة عادت بشكل طبيعي إلى المدينة بعد أن شهدت توقفاً نتيجة اندلاع المواجهات المسلحة في المناطق الغربية والجنوبية التي كان يصل المدينة بعضها، والأمور مبشرة والأيام المقبلة ستكون أفضل».
انتشار
على مدخل مأرب الغربية والجنوبية، بدأ الجيش اليمني عملية انتشار واسعة، لاسيما في المناطق المحررة جنوب وغرب المدينة.
وتمركزت كتيبة من اللواء 314 مدرع في منطقة «مأرب القديم» التاريخية (جنوباً)، استعداداً للقيام بمهمة تأمين مناطق الفاو ومأرب القديم ومفرق السد والمنين والجفينة، بعد مضي نحو أسبوع من تحريرها من قبضة الحوثيين وحلفائهم.