أحكم الجيش العراقي وقوى الأمن تطويق تنظيم داعش في مركز مدينة الرمادي، وفيما أسفر الارتباك السياسي وتشتّت الجهود الأمنية في تقدّم الإرهابيين في محافظة صلاح الدين، قتل قياديان للتنظيم الإرهابي في الأنبار وسامراء في قصف للطيران.

وأكّد مستشار محافظ الأنبار، أنّ «تحرير المحافظة من «داعش» مفتاح للقضاء النهائي على التنظيم الإرهابي في كل العراق»، لافتاً إلى أنّ «القوات الأمنية أحكمت تطويق الإرهابيين في مركز الرمادي»، مشيراً إلى أنّ «تحرير الرمادي سيقلب الموازين ضد «داعش»، وسيسهم في تسريع تحرير الموصل».

في السياق، قال مصدر أمني في محافظة صلاح الدين، إنّ «تنظيم داعش تقدّم في بعض المناطق، بسبب تشتّت الجهود السياسية والأمنية في المحافظة»، كاشفاً عن أنّ «معارك طاحنة دارت ليلة السبت - الأحد في مناطق شمالي قضاء بيجي»، ما أسفر عن تقدّم عناصر «داعش» بسبب الارتباك السياسي وتشتّت الجهود السياسية والأمنية على حد قوله.

بدوره، توقّع محافظ صلاح الدين المقال رائد إبراهيم الجبوري، استثمار تنظيم داعش أجواء الارتباك، محذّراً من خطورة الوضع الأمني في المحافظة، لافتاً إلى أنّه «يتابع مع قيادة عمليات صلاح الدين والحشد الشعبي تطوّرات الموقف».

مقتل دواعش

في الأثناء، أعلنت خلية الإعلام الحربي قتل العديد من عناصر «داعش» خلال 24 ساعة، من بينهم ما يسمى المسؤول الأمني عن منطقة الكرطان بالأنبار. كما قصف الطيران العراقي وبالتنسيق مع قيادة عمليات سامراء أهدافاً للتنظيم أسفرت عن مقتل معاون القائد العسكري لجزيرة سامراء وستّة من معاونيه.

وقالت الخلية في بيان إنّ «قطعات جهاز مكافحة الإرهاب في الأنبار سيطرت بالكامل على منطقة حي الزيتون، وجار التطهير من العبوات الناسفة والبحث عن الإرهابيين»، مشيرة إلى معالجة هدفين للعدو وتفجير حقل ألغام.

وأضاف البيان إنّ «المحور الشمالي لمدينة الرمادي شهد تقدّم القوات الأمنية وبإسناد من طيران التحالف الدولي نحو أهدافها المرسومة، حيث تمت معالجة دراجتين ناريتين مفخختين وتفجيرهما في منطقة البو فراج، ومقتل أربعة إرهابيين وتفجير أربع عجلات مفخخة من نوع كيا، فضلاً عن السيطرة على منطقة جسر الجراييشي».

هجرة عوائل

وصدّر اشتداد القصف على معاقل داعش في سوريا هجرة عوائل باتجاه العراق، إذ أفاد مصدر أمني عراقي في محافظة نينوى أمس أنّ «أكثر من 100عائلة سورية دخلت الموصل قادمة من مدينة الرقة».

وقال العميد محمد الجبوري إن «تنظيم داعش أسكن العائلات السورية في منازل يمتلكها ديوان العقارات في التنظيم، والتي صادرها من منتسبي الجيش والشرطة والمسؤولين العراقيين في الموصل».

ولفت الجبوري عن أنّ «قوة خاصة من إحدى الفرق العسكرية العراقية تستعد للتقدم من محافظة كركوك شمال بغداد باتجاه قضاء مخمور جنوب شرق الموصل».

دور محوري

بدوره، دعا الأمين العام لحركة الوفاق الوطني العراقي إياد علاوي، إلى قيام العراق بدور قيادي ومحوري في قيادة وتنسيق الجهود بين التحالفات المختلفة لدحر «داعش»، وتشكيل جبهة اعتدال وطنية على امتداد الساحة العربية والإسلامية.

وشدّد علاوي على الحاجة الماسة للمصالحة والوحدة الوطنية لتحقيق الانتصار السياسي كضامن للانتصار العسكري والكف عن الإقصاء والتهميش»، مطالباً بالانفتاح على الحراك الشعبي ومختلف القوى الفاعلة بالمجتمع وإجراء إصلاحات حقيقية.

ورأى علاوي أنّ «العراق بحاجة إلى إصلاحات مهمة في مجال الأمن والقضاء على التطرّف وتحرير المدن ووضع الخطط لما بعد التحرير، وفي مجال الاقتصاد والمصالحة وبناء مؤسسات الدولة»، مجدّداً الدعوة إلى عقد مؤتمر إقليمي يضع أسساً لأمن المنطقة وسلامة شعوبها، وتشكيل جبهة اعتدال وطنية على امتداد الساحة العربية والإسلامية.

عجلة مدرّعة

إلى ذلك، كشف وزير الصناعة العراقي محمد صاحب الدراجي أمس عن أنّ «الملاكات الهندسية والفنية في شركة ابن ماجد العامة إحدى شركات الوزارة، تمكنت من تصنيع عجلة مدرّعة مسيرة عن بعد لتكون في خدمة الجيش العراقي والحشد الشعبي في القتال ضد تنظيم داعش».

وقال الدراجي إنّ «هذه العجلة يمكن استخدامها في مجالات الرصد والمراقبة في الأرض الحرام والمناطق القريبة جداً من العدو، فضلاً عن إمكانية استخدامها لأغراض معالجة العبوات الناسفة وصد وتدمير العجلات المفخخة عن بعد».