بعد التحوّل الاستثنائي في معارك العراق ضد «داعش» بتحرير الرمادي، بدأ التحضير لتخليص الموصل من قبضة الإرهابيين، وفيما تمّ إجلاء 350 عائلة من وسط المدينة، من المنتظر البدء الفوري في إعادة الإعمار تمهيداً لعودة السكان إلى منازلهم، بعد أن بلغت نسبة الدمار 80 في المئة.
وزار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الرمادي أمس، بعد يوم من انتزاع الجيش السيطرة عليها. وقالت مصادر أمنية إنّ «العبادي وصل إلى الرمادي في طائرة هليكوبتر بصحبة أكبر قائد عسكري في محافظة الأنبار إلى جامعة الأنبار على المشارف الجنوبية للرمادي وأنه سيلتقي بقادة الجيش وقوات مكافحة الإرهاب».
وأعلن العبادي فور تحرير الرمادي، أنّ «العام 2016 سيكون عام الانتصار النهائي على تنظيم داعش، مضيفاً: «إذا كان ٢٠١٥ عام التحرير فسيكون ٢٠١٦ بمشيئة الله عام الانتصار النهائي وإنهاء وجود داعش على أرض العراق وأرض الرافدين، وعام الهزيمة الكبرى والنهائية. وأردف العبادي: «نحن قادمون لتحرير الموصل لتكون الضربة القاصمة والنهائية لداعش».
وفيما راجت أنباء عن تعرّض العبادي لمحاولة اغتيال خلال زيارته الموصل، نفى مكتبه الخبر مؤكّداً ألّا أساس له من الصحة.
مساعدة أكراد
في الأثناء، قال وزير المالية العراقي هوشيار زيباري، إن «الجيش العراقي سيحتاج إلى مساعدة المقاتلين الأكراد لاسترداد الموصل أكبر المدن الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، متوقّعاً أن يكون الهجوم المزمع في غاية الصعوبة.
وأضاف زيباري: «الموصل تحتاج إلى تخطيط جيد واستعدادات والتزام من كل الأطراف الرئيسية، البشمركة قوة رئيسية ولا يمكنك استعادة الموصل من دون البشمركة، معركة الموصل ستكون صعبة جداً جداً، لن تكون عملية سهلة فقد ظلوا يقوون أنفسهم لفترة من الوقت لكنها ممكنة».
ولفت إلى أنّ الجيش ربما يحتاج للاستعانة بقوى محلية في أدوار معاونة وربما قوات الحشد الشعبي وذلك في ضوء مساحة المنطقة التي تحتاج لتأمينها حول الموصل خلال الهجوم، مشيراً إلى أنّ «استعادة الموصل ستمثّل نهاية لأوهام تنظيم داعش.
ملف تحرير
كما ذكر بيان عراقي أمس أن رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، اجتمع مع رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، لتدارس ملف تحرير الموصل من سيطرة تنظيم داعش.
وذكر البيان أن «الجبوري والبرزاني تدارسا مستجدات الوضع السياسي والتطورات التي شهدتها محافظة الأنبار»، مضيفاً: «كما بحث اللقاء بشكل مفصل ملف تحرير الموصل والتحضيرات اللازمة وأهمية استثمار زخم الانتصارات التي تحققت في الأنبار وانعكاساتها الإيجابية التي سيكون لها أثر كبير في التقدم نحو تحرير المدينة».
دور تحالف
إلى ذلك، أشار الناطق باسم التحالف الدولي ستيف وارن أنّ «تحرير الرمادي كان بقدرات قوات الأمن العراقية، وأنّ المشاركة الأميركية اقتصرت على الضربات الجوية».
وشدّد وارن خلال مؤتمر صحافي عقد في مقر السفارة الأميركية في بغداد، على أنّ تنظيم داعش انهار في الرمادي ولا يملك إلّا المفخّخات»، موضحاً أنّ «التحالف قدّم الدعم للحكومة لتمكينها من قتال «داعش»، حيث وفّر جسراً عائماً ووحدات هندسية لإبطال مفعول العبوات الناسفة والسيارات المفخخة»، واصفاً النجاح في الرمادي بأنّه «لحظة فخر للعراق وشركائه».
ولفت إلى تدريب التحالف ألوية من الجيش وقوات مكافحة الإرهاب والشرطة المحلية، وتسليم 5000 صاروخ مضاد للدروع لتدمير السيارات المفخخة، فضلاً عن تزويد القوات العراقية بـ 10 آلاف من الدروع والخوذ الواقية ومثلها من البنادق وأسلحة القنص ومئات العجلات العسكرية والبلدوزرات».
إجلاء عائلات
في الأثناء، أعلن مسؤول أمني رفيع البدء بإجلاء عشرات العائلات التي كانت محاصرة داخل الرمادي.
وقال قائد العمليات الخاصة في جهاز مكافحة الإرهاب اللواء الركن سامي كاظم العارضي: «بدأنا بإخلاء 350 مدنياً على الأقل كان يحاصرهم «داعش» وسط الرمادي، نحو مئة عائلة يصل عددها إلى أكثر من 350 شخصاً غالبيتهم من النساء والأطفال سلّموا أنفسهم لقوات جهاز مكافحة الإرهاب في المجمع الحكومي».
وأضاف: «نحن الآن نتعامل أمنياً ثم سنقوم بنقلهم إلى المناطق الخلفية البعيدة عن مسرح العمليات وتمّ توفير مخيم في منطقة الحبانية السياحية، قطعاتنا مستمرة بتنفيذ واجباتها الأخرى المتبقية داخل مركز الرمادي، لتطهير ما تبقى من الأحياء السكنية». بدوره، أكّد العقيد أحمد الدليمي من قيادة عمليات الأنبار، أنّه تمّ بناء أكثر من مخيم من قبل مجلس محافظة الأنبار ومنظمة الهلال الأحمر لإيواء هذه الأعداد من المدنيين».
ووفق المصادر داخل الرمادي، فإنّ أعداداً قليلة من العوائل تقدر بنحو 20 عائلة، ترفع الرايات البيضاء على منازلها لإمكانية تميزهم من قبل القوات العسكرية في منطقة الحوز وبعضها قرب المجمع الحكومي.
عودة سكان
من جهته، كشف محافظ الأنبار صهيب الراوي عن أنّ «عودة العوائل النازحة إلى الرمادي ستتم خلال الفترة المقبلة، مبيّناً أنّ «القوات العسكرية ستقوم بعملية تمشيط لتفكيك وإزالة العبوات الناسفة، وبدء تأمين عودة العوائل، مع إمكانية صرف مبالغ تعويضية لهم لإعادة ترميم المنازل التي تعرضت للخراب جراء المعارك».
دمار كامل
أبان عضو مجلس محافظة الأنبار عذال الفهداوي أمس، أنّ «نسبة الدمار في الرمادي بلغت 80 في المئة، في أعقاب إقدام «داعش» على تفجير كل الجسور والبنى التحتية والمباني الحكومية وتفخيخ الطرق والمنازل».
ولفت إلى أنّ «أعضاء المحافظة سيعملون جاهدين على إعادة إعمار الرمادي»، مشيراً إلى أنّ ذلك لن يتم قبل تنظيف المدينة بالكامل من الألغام والمواد المفخّخة.
حفر خنادق
ذكر مصدر محلي أنّ «عناصر من تنظيم داعش بدأوا في حفر خنادق فاصلة بين مناطق يسيطرون عليها بامتداد المناطق التي تقع على مشارف جبال حمرين شمالي بغداد»، والتي تضم قوات الجيش العراقي والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي لعرب كركوك.
وقال المصدر إنّ «عناصر التنظيم استقدموا حفارات وقاموا بحفر ثلاثة ممرات قرب قرية الأصفر والذربان والمناطق المحاذية لجبال حمرين لمنع مرور المركبات والمقاتلين في حالة ترجّل القوات العراقية المتجمعة في جبال حمرين والفتحة جنوب وغربي كركوك.