أوقفت الحكومة العراقية دعمها المالي للمؤسسات الإعلامية، ولاسيما المستقلة نسبيا منها، بسبب التقشف والضائقة المالية، في وقت تواردت أنباء عن تخصيص الحكومة الإيرانية مبلغ ثلاثة مليارات دولار، لـ«دعم الإعلام العراقي» وفق شروط محددة، أبرزها الترويج للسياسات الإيرانية.
واطلق مرصد صحفي يعمل في العراق تحذيرا خطيرا عن احتمال انهيار المؤسسات الإعلامية بسبب غياب الدعم الحكومي والتقشف وشح الأموال الناتج عن تهاوي أسعار النفط.
مستقبل مجهول
وقال المرصد العراقي للحريات الصحفية، في بيان، انه ينظر إلى «مستقبل مجهول يتهدد المؤسسات الإعلامية العراقية في ظل عدم توفر التمويل الكافي والسياسات التقشفية المتبعة من قبل الحكومة وقطاعات الدولة المختلفة على إثر انهيار أسعار النفط في الأسواق العالمية.
ما أدى إلى تسريح العشرات من العاملين في الصحف والإذاعات والقنوات الفضائية ووكالات الأنباء، وإغلاق وسائل إعلام أخرى عجزت عن توفير الأموال الكافية لتمويل برامجها وسداد المستحقات التي تترتب على عملها».
وأشار إلى إلغاء الحكومة للمنحة المالية السنوية المقدمة لنقابة الصحفيين العراقيين التي تدير نشاطات متعددة وتقدم رواتب ومساعدات لأسر الصحفيين الذين قتلوا خلال السنوات الماضية، بينما أوقفت قوى وأحزاب ومؤسسات ثقافية وسياسية ومنظمات دعمها لوسائل الإعلام التابعة لها.
تبعية
وتدار غالب تلك المؤسسات من جهات داعمة ومن النادر أن تكون هناك مؤسسة صحفية مستقلة بالكامل في نطاق الوضع العراقي الراهن، بينما أغلقت الحكومة العديد منها خلال الفترة الماضية، كانت تعمل لحساب وزارات ودوائر خدمية في بغداد ومدن أخرى.
ولفت البيان إلى أن المرصد العراقي للحريات الصحفية سجل خلال المرحلة الماضية قيام وسائل إعلام بتسريح عدد كبير من العاملين فيها، وتم خفض مرتبات من أبقت عليهم، لكن صحفيين ذكروا للمرصد أنهم لم يتسلموا مرتباتهم منذ شهرين أو ثلاثة، ويبحث كثر عن أماكن عمل أخرى لعدم توفر الأموال لدى المؤسسات التي يعملون لحسابها حاليا، ومنهم من غادر العراق بحثا عن فرصة في الخارج.
وأوضح المرصد أن وسائل الإعلام العراقية تفتقد إلى ميزة الحصول على الأموال من وزارات ودوائر الحكومة من خلال الإعلانات، حيث قُطعت تماما في الفترة الأخيرة، ما دفعها إلى تسريح العاملين لديها أو وقف عملها نهائيا.
بينما طلب العديد من الصحفيين من المرصد العراقي المساعدة في إيجاد وظائف بديلة يصعب الحصول عليها لأن الأزمة المالية ضربت مؤسسات الإعلام العراقية من دون تمييز، الأمر الذي قد يؤدي إلى انهيار الإعلام العراقي وبقاء بعض الصحف والإذاعات والقنوات الفضائية التي تعود لقوى وأحزاب فاعلة ومتنفذة ولديها تمويل داخلي وخارجي كاف تفتقد له بقية وسائل الإعلام.