اعتبر مؤتمر حقوق الأقليات الدينية في الديار الإسلامية، «صحيفة المدينة»، وهي وثيقة وفاقية أسسها الرسول صلى الله عليه وسلم، لضمان الحقوق والحريات في المدينة، ضمانًا لحقوق الأقليات الدينية في الدول الإسلامية.
ودعا المؤتمر إلى المساواة بين جميع البشر بغض النظر عن الدين. وأصدر المؤتمر إعلاناً عالمياً «إعلان مراكش» أكد عدم جواز توظيف الدين في تبرير أي نيل من حقوق الأقليات الدينية في البلدان الإسلامية. وأكد الإعلان الذي تلاه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي، د.أحمد التوفيق، في ختام المؤتمر، الذي عقد تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس واستمر لثلاثة أيام، أن «الله رغّب في الإحسان إلى الإنسانية جمعاء وإلى البر بالآخرين، وأن الشريعة الإسلامية حريصة على الوفاء لكل المواثيق الدولية التي تدعم السلم».
ودعا المؤتمر الذي شارك فيه 300 من العلماء والمفكرين المسلمين ووزراء أوقاف دول إسلامية من أصحاب القرار وممثلي الأديان من مختلف أنحاء العالم، الساسة وصناع القرار إلى اتخاذ التدابير السياسية والقانونية لتحقيق المواطنة في الدول الإسلامية، وأكد ضرورة أن يعمل علماء ومفكرو المسلمين على تأصيل مبدأ المواطنة الذي يستوعب كافة الانتماءات.
وقال المؤتمر في إعلانه الختامي إن المؤسسات العلمية والمرجعيات الدينية تدعو إلى «القيام بمراجعات شجاعة ومسؤولة للمناهج الدراسية للتصدي لأخلال الثقافة المأزومة التي تولد التطرف والعدوانية، وتغذي الحروب والفتن، وتمزق وحدة المجتمعات». ودعا إعلان مراكش الذي استند إلى «صحيفة المدينة» أساساً مرجعياً، المثقفين والمبدعين وهيئات المجتمع المدني من أجل تأسيس تيار مجتمعي عريض لإنصاف الأقليات الدينية في المجتمعات المسلمة. وحث ممثلي مختلف الملل والديانات والطوائف على التصدي لكافة أشكال ازدراء الأديان وإهانة المقدسات وخطابات التحريض على الكراهية والعنصرية.
تأصيل
وناقش المؤتمر الذي نظمته وزارة الأوقاف المغربية ومنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، الذي يتخذ من أبوظبي مقراً، التأصيل لقضية الأقليات الدينية في الدول الإسلامية، وأسس المواطنة المتكاملة من خلال وثيقة المدينة المنورة. وقال رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، فضيلة الشيخ عبدالله بن بيه، إن السلام مبدأ أساسي في الإسلام وكافة الأديان بغرض عمارة الأرض بالخير والمسرة والجمال، وإن مقولة الدين سبب الحروب التي راجت في القرنين الثامن والتاسع عشر ثبت بطلانها، وهذا ما يحفزنا للعمل لجعل السلام بساطا للعدل وهو أساس المواطنة.
بيان
تحدث في الجلسة الختامية للمؤتمر الكاردينال تيودور إدغار، الأسقف السابق بواشنطن، الذي قرأ البيان الصادر عن الأقليات غير المسلمة، مشددًا على أن «الإسلام والمسيحية يعيشان يدًا بيد منذ قديم الأزل بسلام في العديد من المجتمعات». وعبر بيان الأقليات غير المسلمة، عن تعهد عدد من القادة غير المسلمين في الوقوف الى جانب المسلمين لتحسين صورة الإسلام في العالم، مع الدفاع عن الأقليات المسلمة ببعض الدول.