أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة أنها رعت مستوى العمل العربي المشترك خلال فترة رئاستها للدورة 144 لمجلس جامعة الدول العربية.

وأكد محمد بن نخيرة الظاهري، سفير الدولة لدى القاهرة ومندوبها الدائم بالجامعة، أن دولة الإمارات منذ توليها رئاسة الدورة 144 لمجلس الجامعة العربية وعملاً بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، قامت بمضاعفة الجهود، بهدف الدفع قدماً بمسيرة العمل العربي المشترك، لتلبية طموحات الشعوب العربية وخدمة المصالح العليا لدول المنطقة.

وقال، في كلمة له خلال أعمال الدورة 145 لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، وذلك تحضيراً لاجتماعات المجلس على مستوى وزراء الخارجية المقررة غداً الخميس: «إننا سعينا بكل جهدنا وبمثابرة وجد لتحقيق التوافق العربي تجاه جميع القضايا والأزمات التي تواجه المنطقة العربية، في ظل مرحلة استثنائية لم تعشها من قبل هذه المرحلة، فرضت علينا تحديات عديدة ورهانات بالغة النمو والتأثير، تطلبت منا ضرورة العمل المشترك، في إطار استراتيجي يعتمد على تكثيف الجهود ومواصلة التشاور، حتى نتمكن من خلق موقف عربي موحد تجاه قضايا المنطقة».

قضايا الأولوية

وأضاف: «من هنا فقد انصب الاهتمام خلال الأشهر الستة الماضية نحو القضايا العربية ذات الأولوية، كالقضية الفلسطينية والأزمات التي تواجه الأشقاء في اليمن وسوريا وليبيا، وقضايا عدة، منها استمرار الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى).

وقضية اللاجئين السوريين والانتهاكات الإسرائيلية في القدس الشريف، وقضايا الإرهاب وسبل مواجهته، وأيضاً الاعتداءات الإيرانية على مقر بعثة المملكة العربية السعودية بإيران، والتدخلات الإيرانية في الدول العربية، وما صاحبها من تهديدات للأمن القومي العربي والتدخل التركي في العراق».

وفد الدولة

وضم وفد الدولة المشارك في أعمال الدورة د. عبد الرحيم يوسف العوضي، مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون القانونية، ود. جاسم الخلوفي، مدير إدارة الشؤون العربية بوزارة الخارجية، ويعقوب يوسف الحوسني، مدير إدارة الشؤون القانونية بالوزارة، وهاني بن هويدن، دبلوماسي بسفارة الدولة بالقاهرة وعضو بمندوبيتها لدى الجامعة العربية.

وقال: «إننا استطعنا خلال هذه الدورة خلق أجواء من الثقة والتقارب بين الأشقاء العرب، وقد كان آخرها الخلوة الوزارية لوزراء الخارجية العرب في أبوظبي التي أفرزت مواقف عربية وتفاهمات تجاه العديد من القضايا المهمة التي كانت وما زالت تحتاج إلى رؤية عربية موحدة لمواجهتها».

مجهود جماعي

وأضاف: «أن الفترة التي تشرفنا فيها برئاسة مجلس الجامعة كانت حافلة بالعطاء، بفضل مجهودنا الجماعي، خدمةً للقضايا العربية، حيث عقدنا خلالها الكثير من الاجتماعات التي سمحت لنا بمتابعة وتقييم مختلف جوانب العمل العربي المشترك، ومراجعة أولويات المرحلة، من خلال التفاعل المثمر والانفتاح على العديد من المنظمات الإقليمية، وتأسيس علاقات واعدة مع منتديات التعاون الدولي.

كان آخرها انعقاد منتدى التعاون العربي - الروسي في موسكو، ومن قبلها منتدى التعاون العربي الهندي في البحرين، والمنتدى العربي مع دول أمريكا الجنوبية الذي تكلل بعقد قمة الدول العربية ودول أميركا الجنوبية في الرياض، إضافة إلى اجتماع اللجنة السياسية والأمنية بين الدول العربية والاتحاد الأوروبي وإطلاق الحوار الاستراتيجي العربي الأوروبي الأول».

التضامن والتكامل

وقال: «شكل ذلك خطوة لتعزيز التضامن والتكامل مع كل البلدان التي عقدنا معها تلك المنتديات»، مشيراً إلى أن «معالجة ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة والعنف الممنهج تعد تحدياً حقيقياً، يتطلب اعتماد مقاربات تولي عناية خاصة للأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وبلورة تصورات واضحة، واكتشاف وتطوير حلول شاملة لمعالجة المشكلات الداخلية».

وأعرب عن تمنياته بالتوفيق لمملكة البحرين الشقيقة خلال رئاستها الدورة الخامسة والأربعين بعد المئة لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري، متمنياً لها النجاح في خدمة مسيرة عملنا العربي المشترك، والمضي به قدماً نحو مستقبل واعد.

المشاريع الخارجية

من جانبه، حذر السفير راشد عبد الرحمن، مندوب البحرين الدائم لدى الجامعة العربية، الذي تسلمت بلاده رئاسة الدورة الخامسة والأربعين بعد المئة لمجلس الجامعة، من المشاريع الخارجية للتوسع والهيمنة في المنطقة، وبث الفرقة والشقاق، بما يهدد وحدة الدول والشعوب العربية.

وأكد أن ما تعيشه المنطقة من ظروف استثنائية تفرض تداعياتها، يحتم علينا مواجهة هذه التدخلات الخارجية التي تستهدف تمزيق النسيج الوطني وبث الفرقة والخلاف.

وبشأن التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية، أكد تأييد بلاده في هذا الإطار للقرارات الصادرة عن الجامعة العربية في اجتماعي وزراء الخارجية العرب في ديسمبر 2015 وفي يناير 2016 الرافضة لهذه التدخلات والداعية لإيران إلى احترام مبدأ حسن الجوار.

الجزر الثلاث

وجدد مندوب البحرين موقف بلاده الداعم لحق الشعب الفلسطيني، كما أكد آل خليفة حق دولة الإمارات العربية المتحدة في استعادة جزرها الثلاث المحتلة من جانب إيران، سواء عبر التفاوض أو اللجوء إلى المحكمة الدولية.

وبشأن اليمن، وصف آل خليفة عملية إعادة الأمل إلى اليمن بأنها شكلت علامة فارقة في مسيرة العمل العربي المشترك، من أجل الحفاظ على أمن اليمن واستقلاله ووحدة شعبه وسلامة أراضيه.

العربي يشيد بجهود الإمارات

أشاد د. نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، برئاسة دولة الإمارات العربية للدورة السابقة لمجلس الجامعة العربية والجهود المتميزة التي بذلتها دعماً للعمل العربي المشترك، ووجه الشكر في هذا الشأن لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، لجهوده البناءة والمتميزة خلال هذه الدورة.

 وثمن العربي نتائج الخلوة الوزارية التي استضافتها أبوظبي لوزراء الخارجية العرب للحديث بحرية تامة ودون قيود، وأشاد بجهود محمد بن نخيرة الظاهري سفير الدولة بالقاهرة مندوب الدولة لدى الجامعة أيضاً خلال أعمال الدورة.